الأحد، 2 فبراير 2014

الصحافة القومية ..البديلة

وراء المتاعب
بقلم:محمد الشرقاوى
الصحافة القومية ..البديلة 

كتبت من قبل عن مشكلات المؤسسات الصحفية القومية ..ومازلت عند رأيى بأنه لن ينصلح حال تلك المؤسسات الا اذا تحولت الى مؤسسات اعلامية متكاملة ..تكون بديلة للمؤسسات الحالية التى تئن من المشكلات
مؤسسات اعلامية تصدر صحفا وتنشئ مواقع الكترونية لها وللاخرين .. وتنتج برامج ودراما وتنظم حملات اعلانية وتبث قنوات تليفزيونية ومحطات اذاعية .. وتقوم بتوزيع منتجها الاعلامى ومنتجات الاخرين
لم يعد دور المؤسسات الصحفية مقصورا على اصدار صحف تحقق خسائر اكثر مما تحقق من ارباح فى زمن انصرف فيه القراء الى الفضائيات والانترنت .. وصارت الصحف عبئا ثقيلا بعد انخفاض الاعلانات .. يجب ان تذهب المؤسسات الى قراء من نوعيات مختلفة لتعوض خسارتها فى التوزيع والاعلانات .. وهذا لايتحقق الا بفكر مختلف .. يعتمد على التقنيات الحديثة .. فالمشروعات التى تدر ارباحا الان هى فى الغالب تأتى من العالم الرقمى.. صحافة الموبايل وصحافة الداتابيز وصحافة الفيديو
واكثر الكلمات التى نسمعها منذ فترة ان هذه الصحف القومية يدفع تكلفتها دافع الضرائب المصرى .. اى انها تتلقى دعما حكوميا والحقيقة انها يجب ان تكون كذلك حتى تكون فى خدمة الشعب .. وليس فى خدمة الحاكم كما كان يحدث فى الماضى .. الواقع ان هذه الصحف تحملت كثيرا من الاعباء على مدى السنوات الماضىة وصارت ديونها للبنوك وغيرها من الهيأت الحكومية كالتأمينات والمعاشات اكبر من ان تتحملها
الان يتحدثون عن اعادة هيكلة هذه الصحف .. بعض الاراء ترى انها يجب ان يتم تخصيصها وبعضها الاخر قال انها يجب ان تملك للعاملين بها بنسب معينه.. واراء اخرى كثيرة قيلت وكان هدفهاجميعا ان تصبح ملكا للشعب تتحدث عنه ولاتكون لسان حال الحاكم ..
وفى رأيي ان الحالة المصرية لاتسمح بما يسمح به المناخ الموجود فى بريطانيا او امريكا ,,الحالة المصرية تقول ان عندنا عشرات الصحف الخاصة او المستقلة والحزبية وكلها تنتقد الحكومة وهدفها جذب القارئ اليها .. فاذا خصخصنا الصحف القومية فاننا بذلك نترك القارئ فريسة لتلك الصحف التى يتحكم فيها رأس المال الخاص .. ورجال الاعمال .. واحيانا بعض الجهات الاجنبية التى تتستر خلف واجهات محلية .. اذن نحن فى مرحلة تقتضى ان تقدم حكومة ثورة 25يناير نموذجا للصحافة القومية التى تبنى ولاتهدم وتخدم الشعب ولاتضلله .. وتقدم له الحقيقة بلا تلوين او تزييف او غرض فى نفس يعقوب
المفروض ان تتحول هذه الصحف القومية الى سلطة شعبية حقيقية بان تكون ملكيتها للدولة تدفع تكاليفها الدولة من اجل ان تخدم الشعب .. وهنا نستطيع ان نقول ان دافع الضرائب المصرى هو من يملك هذه الصحف .. اننى اتحدث عن نظام جديد لهذه الصحف اشبه بما يتم مع القضاة مثلا .. فهم مستقلون لاهدف لهم لا حماية الشعب بقوانين تخدم هذا الشعب وتتحمل الدولة مرتباتهم .. اساتذة الجامعات ايضا يتقاضون مرتباتهم من الدولة فى نظام سياسى يعمل الان على ان يوفر للاستاذ الجامعى الاستقلا ل
الصحف القومية ايضا يجب ان تصرف عليها الدولة وتضمن ان توفر لها الاستقلال لتؤدى دورها فى التنمية ومواجهة الشائعات والكتابات المغرضة
هذه صيغة للملكية تجعل هذه الصحف ملكا للدولة تتحمل نفقاتها بالكامل وتختار قباداتها الصحفية والادارية لتحقق لها الاستقلال والنجاح .. وهذه اكبر خدمة تقدمها الحكومة للشعب الذى يجب ان يعتمد على اعلام دولته بدلا من ان يتوه وسط الاف الصحف والقنوات .. صحافة الدولة التى تدار بشكل مهنى واقتصادى .. خدمة للشعب وليس خدمة للحكام


ليست هناك تعليقات: