الخميس، 29 ديسمبر 2016

4دروس .. من عام صعب يمضي


عام 2016 يلملم أطرافه ..ليمضى بأفراحه وأحزانه . بإنجازاته وإخفاقاته .. وأيضا بأحلام كنا نأمل تحقيقها.. ولانعرف إن كان فى العمر بقية لنراها فى عام يقترب أو نتقدم نحن اليه
 بنظرة شخصية  - لكل واحد فينا - مضى عام لينقص من عمرى وعمرك سنه ..التاريخ يتقدم لمراحل أخرى وأنا وأنت نقترب من نهايتنا .. وسواء كنت فى بداية حياتك أو تقترب من الشيخوخة فإن العمر يفر منك عاما بعد آخر.. ومن  هنا تأتى أهمية أن تستفيد من الأحداث التى غادرتها لتبنى أحلامك فيما تبقى من عمرك  .. والدروس التى يجب ان نبحث عنها فيما عشناه طوال العام الماضى يجب ان تكون دافعا لنا فيما نحن مقبلون عليه .. وأتصور أن الدروس كثيرة أختار أهم أربعة منها :
أولا:  التحدى
كانت مشكلة الأسعار التى ترتفع بإستمرار واحدة من المشكلات التى هدت كاهل المواطنين ولم تنته ..ولابد أنها مستمرة معنا على الأقل لفترة سوف يحتملها الناس كما تعايشوا معها طوال العام الماضى .. نأمل أن تنتهى بسرعة و ألا تستفحل أكثر وأن تحل الحكومة مشكلات معلقة تؤثر على الأسعار.. فمثلا إذا عادت السياحة وزاد التصدير مع زيادة الانتاج وقل الاستيراد فإن آثار تعويم الجنيه امام الدولار ستنخفض ممايؤثرعلى أسعار السلع .. فالمصريون الذين قبلوا التحدى وواجهوا مشكلاتهم طوال العام الماضى لابد أن يستمروا فى مواجهة التحدى خلال العام المقبل ..
ثانيا :الأمل
عشنا طوال الأعوام الماضية –وليس السنة الماضية فقط - بالأمل فى غد أفضل  .. ومازال هذا الأمل هو سلاحنا لمواجهة كل مشكلاتنا .. فالذين يسعون لهدم أركان الوطن خاب سعيهم لان الذين يبنون اقوى من هؤلاء الذين يسعون للتخريب ..وتبقى العدالة الاجتماعية والحرية  والكرامة التى كفلها الدستور لنا جميعا الحلم الذى نعمل جميعا من أجله طول الوقت
ثالثا:الفشل
كل مافشلت فى تحقيقه خلال الايام التى انقضت من عمرك  يمكنك تحقيقها فيما هو قادم منها ..فلتستعد لمواجهة متاعب أكثر فهذه هى الحياة  .. فى العام الجديد اذا كنت حققت عشرة اهداف  حدد لنفسك العام المقبل ضعف هذا العدد لتحققه .. وعليك أن تحلم كثيرا فهذه واحدة من نصائح
ريتشارد تمبلر مؤلف كتاب ( قواعد الحياة ) الذى يقول إن الخطط هي التى يجب أن تكون منطقية ..أما الاحلام فلايجب ان يكون لها أى حدود .. الخطط هى التى يجب أن تكون مدروسة وواقعية لكى تحقق بها أحلامك.. وهو يرى ان الذين يتمتعون بتقدير ذواتهم هم الذين يعملون فى صمت دون الحاجة لمجاملات الاخرين
رابعا : كتاب العام
فى رأيي أن أهم الكتب التى قرأتها فى العام المنصرم كان كتاب (قاعدة الضرب فى عشرة) لجرانت كاردون ..وفيه يقسم البشر الى 4 أنواع  يعيشون فى أربعة مستويات  ....  المستوى الاول: هم الذين لايفعلون شيئا.. والثانى : هم المنسحبون أى الذين تعرضوا للفشل فقرروا الانسحاب .. أما الثالث فهم:الأغلبية أى الناس الذين يعملون  بجهد عادى .. أما الرابع :فهم الذين يعملون ضعف مايقوم به العاديون بعشر مرات.. انهم المستعدون لعمل مايتطلبه الامر لتحقيق غاياتهم  وهم أيضالايعرفون لغة الاعذار 
جرانت  كاردون  يقول ان هذا هو مستوى العظماء الذين غيروا التاريخ مثل (ستيف جوبز.. بيل جيتس ..ريتشارد برانسن .. ليونيل ميسي.. رونالدو..) ولكى تنجح  فى أيامك المقبلة يجب أن تكون انت من النوع الرابع .. وللحديث بقية.


الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

4 حلول لمشكلات الإعلام .. أولها التشريعات

أمامنا عدة طرق للخروج من المشكلات التى تحاصر إعلامنا..إما أن تغلق بعض الصحف والقنوات والمواقع الألكترونية أبوابها .. أو تندمج مع غيرها ..أو تظل تنزف إقتصاديا حتى تموت ..ومن هنا تأتى أهمية تطبيق التشريعات الاعلامية  الجديدة .. لإنقاذ كثير من مشكلات الاعلام  المتهم  بالإنفلات والفوضى ..نحن إذن نواجه موقفا صعبا أمام خيارات محدودة للخروج بإعلامنا من مشكلاته :
أولا:التشريعات
لابد أن نتخلص من حالة الجدل  حول التشريعات الاعلامية .. لننظر فى المشكلات التى تواجهنا فى تطبيقها ..وأولها أن ماصدر من تشريعات أبقى مشكلة الصحفى الألكترونى معلقة ..فرغم أن القانون عرف  الصحيفة بأنها:
كل إصدار ورقى أو إلكترونى يتولى مسئولية تحريره أو بثه صحفيون نقابيون.....
وان المؤسسات الصحفية:
هى المؤسسات وشركات النشر والتوزيع ووكالات الأنباء وتصدر صحفا ورقية أو إلكترونية.

  إلا أننا مازلنا أمام مشكلة أن قانون نقابة الصحفيين الحالى لايعترف بالصحفي الألكتروني ..وأنه لكى يحصل على عضويتها يجب أن يقدم خطابا من رئيس تحرير جريدة مطبوعة.. وهو ماتفعله كل الصحف والمؤسسات حاليا .. ولهذا يجب فورا تعديل قانون النقابة ليتواءم مع التشريعات
ثانيا:نزيف الخسائر
تسعى الدولة لوقف النزيف المستمر منذ سنوات لخسائر المؤسسات الصحفية القومية التى لم تعد- بعضها - قادرة على الإستمرار فى الاصدار ولا فى صرف المرتبات للعاملين بها ..فالديون أثقلتها والاعلانات خذلتها والتوزيع أحبط العاملين بها  .. ومن هنا تاتى أهمية  انشاء الهيئة الوطنية للصحافة التى تتولى مساءلة القيادة الإدارية والتحريرية للمؤسسات القومية في حالة ثبوت خلل أو تعثر في الأداء طبقا للخطة المعتمدة..وتقوم بإجراء تقويم دوري شامل لكل إدارات المؤسسات الصحفية وإصداراتها، واتخاذ الإجراءات  اللازمة..وهو ماننتظر تنفيذه عمليا .

ثالثا: الأزمة
فى كل فترة  صحف و قنوات ومواقع ألكترونية  تختفى والدنيا تسير ..  تم دمج قناتي (سي بي سي اكسترا)  و(النهار اليوم)  فى قناة جديدة  .. وفى هدوء ألغت قناة (العاصمة 2) بعض برامجها وقيل أنها  ستباع لنادى الزمالك ..والمتابع للقنوات الفضائية سيكتشف انه على مدى الشهور الماضية أغلقت الكثير من القنوات دون أن يشعر بها أحد ..فالذين أطلقوها كانوا يأملون الحصول على جزء من كعكة الاعلانات  .. لكن السوق تكاد تعيش بصعوبة  .. وبالتالى فالمصير هو نفسه الذى ينتظر العديد من القنوات التى ظهرت فيها اثار الازمة الاقتصادية .. وقرر اصحابها اختيار الطريق الذي لامفر منه وهوالذى تأخر بالنسبة للصحف ..الإلغاء أو الإندماج  ولا حل آخر حاليا
رابعا: الدمج
فى شهر مايو الماضى توقفت صحيفة (نيو داى)  البريطانية عن الصدور بعد 9 أسابيع  من صدورها ووصول مبيعاتها الى 40 الف نسخة يوميا  وكان ناشروها يستهدفون    200 الف نسخة.. وقالت رئيسة تحريرها  (أليسون فيليبس ) إنها "جربت كل شيء"  ولم تستطع تحقيق جدوى اقتصادية.  في سوق يتسم بإنخفاض  القراء وتضاؤل عائدات الإعلانات... وهى نفس الظروف التى أثرت  على صحيفة  " إندبندنت" واكتفت بالصدور الرقمي من خلال موقعها على الانترنت

ولعل أشهر عمليات الدمج فى العصر الحديث قيام شركة ( إيه تى ..آند .. تى) وهى  أكبر شركات الاتصالات وخدمات الانترنت في امريكا  بشراء شركة تايم وارنر،  الشركة الأم ل(سى .إن . إن) فى صفقة قيمتها  85  مليار دولار    أما الصحيفتان الايطاليتان ( لاريبوبليكا )و( لا ستامبا) فقد اندمجتا  لانشاء مجموعة اوروبية فى صناعة المعلومات الرقمية..
والدمج سيكون أهم وأصعب قرارات الهيئة الوطنية للصحافة


الخميس، 15 ديسمبر 2016

الوقت الآن ليس للخلافات والانقسامات.. فالواقع الصعب الذي تمر به مهنة البحث عن المتاعب يحتاج حلولا سريعة.. قبل أن نفشل جميعا ويتدهور اعلامنا.. أمامنا تشريعات اعلامية نأمل ان توفر حلولا سريعة وتطلق اعلامنا إلي حيث المكانة التي يستحقها.. وعلينا ان ننحي خلافاتنا جانبا ونناقشها بجدية.
قرأت المسودة التي اثارت خلافا كبيرا بين نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة مع الحكومة.. ولم اجد فيها ما يستدعي رفضها من بعض زملائنا.. صحيح ان هناك مخاوف من تعديلات يجريها مجلس النواب علي مشروع القانون.. ولكن أليس هذا المجلس هو الذي انتخبه الصحفيون ضمن جموع الشعب أملا في اقرار تشريعات تنهض بالوطن.. ثم أليس من العقل ان نشارك بآرائنا في المقترحات وان نحترم في النهاية رأي الأغلبية التي تصدر القرار.. أليست هذه هي الديمقراطية.. تعالو إذن نناقش الموقف بعيدا عن العصبية ويتجرد عن الذات وبعقول متفتحة انقاذا لمهنتنا من خلال هذه الملاحظات.
أولا المشهد الإعلامي: لقد صور لنا البعض ان هناك تيارا واحدا يعارض هذه التشريعات ويزيد فرض رأيه ليبقي في المشهد الإعلامي لأطول فترة ممكنة.. وإذا عدنا إلي ما قبل العامين الماضيين فإننا سنجد ان هذا التيار نفسه هو الذي تصدي لهيمنة الإخوان علي المجلس الأعلي للصحابة والمؤسسات القومية.. الآن جاء الدور عليه ليترك مكانه لتيارات أخري لتأخذ فرصتها.. فقد ثبت فعلا ان الأمور ساءت أكثر مما كانت بالمؤسسات الصحفية.. فالحياة لا يمكن ان تتطور في ظل بقاء الوضع علي ما هو عليه.. بل تتطور بالأفكار المبتكرة وضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات.
ثانيا مؤسسات إعلامية: المسودة الحالية للتشريعات تقدم اقتراحات لانقاذ المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة التي تواجه تحديات كثيرة في مقدمتها هذا الغول القادم من السوشيل ميديا الذي انتصر عليه حتي الآن علي الأقل.. فالاعلانات لم تعد كما كانت.. والتوزيع من الصعب ان يعود كما كان الا إذا ابتكر المسئولون الجدد عن هذه المؤسسات افكارا تستفيد من الديجتال ميديا.. وتحول المؤسسات القومية إلي مؤسسات اعلامية تصدر الصحف وتنشيء المواقع وتبتكر البرمجيات التي تجني من ورائها الأموال.
ثالثا تطوير العمل الصحفي: تطور العمل الصحفي بشكل جذري فلم يعد المحرر بشكله التقليدي مطلوبا.. بل انه الآن لابد ان يتقن لغات أجنبية ويجيد التعامل مع الديجتال ميديا.. هناك الآن صحافة الفيديو.. وصحافة الموبايل.. الصحيفة حاليا يجب ان تتواجد بالتليفونات المحمولة لتخاطب الجيل الجديد كما تخاطب الجيل القديم الذي ينقرض بمرور الزمن.. وإذا تم اختيار القيادات بنفس القواعد القديمة فلا أمل في إصلاح منتظر.. وهذا يفتح المجال أمام جيل جديد من الشباب وفي تصوري اننا يمكن ان نجد رئيسا للتحرير في ثلاثينيات أو اربعينيات العمر ولابد ان يكون ناضجا بالقدر الذي يجعله يستفيد من الديجيتال ميديا ومن شيوخ المهنة الذين لن يبخلوا عليه بالنصيحة.
رابعا فرصة: نحن الآن أمام مجلس نواب جديد اختاره المصريون وحكومة جديدة تتخذ قرارات جريئة لم تقدر علي اتخاذها كل الحكومات السابقة.. وهي تري ان مشروعها سوف يوفر حلولا للمشكلات.. فلنناقش إذن تلك الحلول ولنعطها الفرصة.. الدنيا لم تنته.. وحين تفشل فلا أقل من ان نغيرها ولترحل الحكومة وترحل مشاريعها.. والشعب هو الباقي.. وسوف نذهب نحن جميعا.. وتبقي المهنة تتغذي بجهود المخلصين من ابنائها.

الخميس، 17 نوفمبر 2016

محمد الشرقاوى :4مشاهد من)الموت الذي تفرون منه(

أبكاني الفنان الراحل محمود عبد العزيز يوم الأحد الماضي.. حيث شيعه الفنانون وأعداد كبيرة من الجمهور الذي أحبه عبر سنوات إبداعه..قطعت العديد من قنوات التليفزيون إرسالها لنقل صلاة الجنازة وتشييع الجثمان .. في واحدة من المرات النادرة التي نشهد  فيها بالتفوق للقناة الاولي بالتليفزيون المصري الذي قطع إرساله فجأة .. بصوت المذيع الذي تشعرك نبراته بأن حدثا جللا قد وقع ..وهو بالفعل حدث جلل.. فالموت ينهي حياتنا  ..الموت الذي قال عنه الله سبحانه وتعالي .قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم .وهومايتناساه البشر حتي ياتي بغته وتبقي في الذاكرة مشاهد لاتنسي حول هذا الحزن الاهم فى  حياتنا واتحدث عن أربعة  منها:
اولا: عجائب الارقام
من عجائب الارقام فى القرآن الكريم  الذى يبلغ عدد سوره (  114 سورة)..
          
أن الدنيا  ذكرت 115 مرة........ وذكرت الاخره 115 مرة

وذكرت الحياة 145 مرة........ وذكر الموت 145 مرة
ليتخذ الانسان العبرة ..ويوازن بينهما .. يعمل الخير فى الدنيا ليفوز فى الاخرة

ثانيا:لم يمت
في نفس توقيت تشييع  جثمان الفنان الراحل  تقريبا ..كان هناك حفل تأبين للراحل الدكتور احمد زويل الذى ودع عالمنا مؤخرا ..حيث  كرم الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أسرة العالم الراحل أحمد زويل، خلال حفل تأبين خاص على هامش  المؤتمر الدولى التاسع لتطبيقات الليزر.. بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة..
وانهمرت  دموع زوجة العالم الراحل  .. خلال  التكريم الخاص به.. وهنا قال الدكتور جابر نصار لها : أحمد زويل مامتش علشان تبكى عليه .. زويل لسه عايش
فعلا الإنسان الذي يترك علما وصدقة جارية وولد صالح يدعو له هو انسان لم يمت بل هو يعيش معنا بانجازاته التي يستفيد منها البشر..وهو ما يمكن ان يقال عن المرحوم محمود عبد العزيز فالفيلم الجيد الذى يفيد البشرية نحسبه فى ميزان حسناته
ثالثا :لا مفر منه
ليس من حق  البشر الحكم علي انسان توفاه الله  .. سواء بانه كان سيئا أو خيرا في الدنيا.. وان اعماله ستكون خيرا تدفعه الي الجنه او تلقي به في النار .. فالذي يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالي الذى يحاسبنا جميعا  .. وقوله تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} ، كقوله تعالى في سورة النساء: { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} ، ففى تفسير الطبرانى  يَقُول تَعَالَى  لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قُلْ } يَا مُحَمَّد لِلْيَهُودِ { إِنَّ الْمَوْت الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ } فَتَكْرَهُونَهُ , وَتَأْبَوْنَ أَنْ تَتَمَنَّوْهُ { فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ } وَنَازِل بِكُمْ { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة } ثُمَّ يَرُدّكُمْ رَبّكُمْ مِنْ بَعْد مَمَاتكُمْ إِلَى عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة , عَالِم غَيْب السَّمَوَات وَالْأَرْض ; وَالشَّهَادَة : يَعْنِي وَمَا شُهِدَ فَظَهَرَ لِرَأْيِ الْعَيْن , وَلَمْ يَغِبْ عَنْ أَبْصَار النَّاظِرِينَ .


رابعا : الرحمة
  لما حضرت هارون الرشيد  الوفاة .. وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه: اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم ..لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمْره فلما رآهم .. بكى ثم قال : 

يا من لا يزول ملكه .. إرحم من قد زال ملكه ..و لم يزل يبكي حتى مات ..


الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

محمد الشرقاوى ؛ 4 قواعد للتقدم.. أولها الاستثمار في البشر

في مصر يزيد عدد السكان علي 91 مليون نسمة.. وتعتبر الحكومة ان هذا العدد كبير جدا وتسعي لاقناع الناس بتحديد النسل.. وكل الحكومات المتعاقبة علي مدي الثلاثين عاما الماضية كانت تلقي بمسئولية الفقر والضعف الاقتصادي علي هذه الزيادة السكانية.. لو صدقنا هذا الكلام فماذا نقول عن الصين التي يزيد سكانها علي مليار و400 ألف نسمة.. وأمريكا التي يزيد سكانها علي 323 مليون نسمة.. وكلها أفضل من حيث الاقتصاد والمستوي المعيشي بشكل عام.. أي أن عدد السكان عندهم ليس مشكلة كما هو عندنا.. لأنهم بكل بساطة استثمروا هذه الأعداد الضخمة في إحداث نهضة ببلادهم.. بينما مازلنا نحن نطالب الناس بتقليل النسل.. ولم نفكر بجدية في الاستثمار البشري الذي هو غاية لتحقيق التنمية الاقتصادية في كل الدول المتقدمة التي تخصص ما يقرب من 3 بالمائة من موازنتها العامة للبحث والتصوير أي تنمي قدرات البشر وتستفيد منهم.. كيف إذن نستثمر البشر عندنا.. هذه 4 قواعد عامة نجحت في استخدامها الدول المتقدمة واتخذت منها أسبابا للتقدم.
أولا: تعليم الصغار
ستيف وزنياك أحد عباقرة شركة آبل يري ان أساس الاستثمار في البشر يبدأ بالاهتمام بتعليم الصغار ليس التعليم المدرسي التلقيني.. وإنما التعليم الذي يعتمد علي فتح آفاقهم علي أهمية تكفيك القطع الصغيرة وإعادة تركيبها للوصول إلي نتيجة جديدة. ولابد أن نغرس في عقولهم من البداية ان الاختراع لا يكون من أجل الطمع في المال.. ولكن من أجل مساعدة الآخرين وتقديم خدمة لهم.
ثانيا: المعجزة الاقتصادية
يشرح الكاتب الأمريكي مارك رافينا.. في كتابه محاولة علمية لفهم اليابان.. العامل البشري أعظم ثروات اليابان الوطنية الذي قدمه للقارئ مسموعا في المكتبات الأمريكية من خلال 24 محاضرة بصوته.. وبلغ زمن كل محاضرة 24 دقيقة. أي أن الكتاب اشتمل علي 750 دقيقة.. وهو يري ان اليابان حققت في عشرين عاما 1955 - 1975 المعجزة الاقتصادية بعد خروجها مدمرة في الحرب العالمية الثانية اثر تفجير هيروشيما وناجا زاكي بالقنبلة الذرية الأمريكية في 6 و7 اغسطس عام 1945
نجاح اليابان خلال تلك السنوات في رأيه يرجع إلي عوامل عديدة في مقدمتها حالة التواؤم أو الانسجام الاجتماعي.. والعمل الشاق الجاد والاهتمام بالتجديد والابتكار.
ثالثا: أجندة للتنمية
نشرت ¢إيكونوميك تايمز¢ الصحيفة الاقتصادية الأولي في الهند موضوعا يلخص أجندة للتنمية الاجتماعية تضع خمسة مجالات في أولوياتها وهي: الاستقلال الغذائي.. تمكين النساء.. التعليم العالي الجودة.. الرعاية الصحية الأولية الشاملة.. والحق في العيش.. وتحقيق هذا الهدف يحتاج إلي ثلاثة أشياء: خيال جديد.. واستثمارات.. وتغيير في صيغة الحكم.
اقتصاد الهند صنع معجزة بمضاعفة ثروة البلاد خلال أقل من 30 عاما فقط. وقد تمكنت من ا لحفاظ علي معدل نمو يبلغ 8 بالمائة منذ عام 2003 لتأتي في المرتبة التالية للصين.
رابعا: التعليم والبحث العلمي
الاستثمار في البشر يعني التعليم والبحث العلمي.. فالصين ترتيبها الثاني باستثمارات بلغت 284 بليون دولار واليابان في المرتبة الثالثة باستثمارات 165 بليون دولار.. طبقا لاحصاءات 2014 الذي تتصدره الولايات المتحدة الأمريكية بميزانية تقدر ب 465 بليون دولار.. وللأسف مصر خارج تلك القائمة. بل الغريب أن هناك دولا وردت بتلك القائمة بدأت بعدنا بمراحل مثل السعودية ترتيبها 38 عالميا.. بميزانية 3 بلايين دولار.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

محمد الشرقاوي : 4 ملاحظات حول كتاب الجمهورية.. عن مصر الانتماء

في الوقت المناسب جاء كتاب "مصر.. الانتماء والثقة السياسية".. ضمن سلسلة كتاب الجمهورية.. التي أصدرت علي مدي الشهور الماضية عدداً من الكتب المهمة.. تحمل اسم مصر.. ابتداء من كتاب العلاقات المصرية الأمريكية.. والتغيرات في الشخصية المصرية المعاصرة.. ومصر وتجديد البناء الحضاري.. وأزمة الحركة الإسلامية في مصر.. وهوية مصر في عالم متغير.. وأخيراً الكتاب الذي أجمل الحديث عنه في أربع ملاحظات ربما تلخص أفكاره الرئيسية لعلها تدفع شبابنا إلي قراءته في هذا الوقت الذي تتعرض فيه مصر لحملات مغرضة تستهدف النيل من استقرارها وتوحدها وازدهارها.
أولاً: الانتماء لمصر
لم ينشغل مؤلف الكتاب الدكتور عبدالرءوف الضبع أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج.. بالحديث عن معني كلمة مصر التي استهلكتها كتب كثيرة.. ولكنه ركز في شرح واسع لمعني الانتماء الوطني والذي حدده في الفصل الأول وكان عنوانه "لمصر الانتماء والولاء" مؤكداً بذلك أن الولاء والانتماء لمصر هو المعيار الرئيسي للوطنية.. ثم راح يشرح معني الولاء والمفاهيم المرتبطة بالولاء والانتماء.. من خلال دراسات لغوية وتاريخية متعمقة.. ولكن الأستاذ سيد حسين رئيس تحرير سلسلة كتاب الجمهورية أفاض في الحديث عن معني الانتماء علي مساحة تقتنص من الكتاب 15 صفحة بعنوان "قبل المقدمة" وهي دراسة جيدة لمعني الانتماء تضيف إلي الكتاب فائدة أخري.. فهو من السطر الأول يحدد للقارئ معني الانتماء بقوله "الانتماء هو الارتباط والالتصاق الحميم للإنسان بأرضه ووطنه.. وكما يقول علماء الاجتماع إن الانتماء يقوي ويزداد عندما يحصل الإنسان علي تعليم متطور بالمجان ورعاية صحية كاملة وعمل يناسب قدراته وتخصصه طبقاً لتكافؤ الفرص المتساوية للجميع فيبدأ بتكوين أسرة سعيدة آمنة مطمئنة علي مستقبلها.. ويزداد الانتماء عند الإنسان عندما يشعر بحريته وكرامته الإنسانية.
ثانياً: أوهام
من البداية يرفض المؤلف أوهاماً سيطرت علي عقول كثير من الساسة والحكام أخطرها تلك التي يروج لها البعض عن أن الغرب يريد ويسعي لتقديم واستقلال وتنمية مصر.. ولكن أوراق التاريخ كما يري المؤلف تقول إن عقيدة السياسة الغربية نحو مصر دائمة.. وهي مصر لا تسقط ولا تصعد.. فإن سقطت مصر تهددت مصالح الغرب.. وإن صعدت مصر وتقدمت هددت مصر مصالح الغرب.
ثالثاً: السيسي
يري الدكتور الضبع أن مصر تحت حكم الإخوان كانت مهيأة تماماً لأن يبقيها الغرب في دوامة لا تخرج منها إلا وهي مكبلة بكل القيود التي تفوق القيود التي فرضها الاحتلال البريطاني لمصر.. وحين استشعر رجال مصر هذا الخطر الداهم كانت الصفعة القوية لمخططات الغرب عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة مع استعادة مصر من قبضة الجماعة وصعود الرئيس السيسي لسدة الحكم بانتخابات حرة نزيهة.. وفعل الغرب كل ما يستطيع لإجهاض ثورة 30 يونيو.. ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي قرأ التاريخ وفهم التاريخ واستوعب دروس التاريخ وأيقن أن الشعب هو القوة والقوة هي الشعب.
رابعاً: أسباب الانهيار
حدد المؤلف متغيرات اسهمت في انهيار نظام حسني مبارك أهمها: اتساع تناقض البناء الطبقي وزيادة مساحة الفقر والفقراء في خريطة سكان مصر.. وتخليه عن الشباب بأن ترك البطالة تنهشهم.. وأنهك الفلاحين ومكن الفقر منهم فأصاب أكثر ثلاث قوي اجتماعية في مقتل "العمال وتم تسريحهم من المصانع وتركهم لنظام الخصخصة لتكثيف رأس المال عند طبقة معينة.. وافقد الشباب الأمل في الحياة وتركهم للضياع في ظل بطالة لا ترحم.. والفلاحون تخلي عنهم"

السبت، 29 أكتوبر 2016

محمد الشرقاوى : 4 أسباب.. للإهتمام ب (يوتيوب)





لم نستفد بشكل كبير من أخطر منصة إعلامية في العصر الحديث وهى اليوتيوب ..رغم ان الدنيا كلها تعتمد علي هذه المنصة  التي تتفوق علي كل وسائل التواصل الاجتماعي....فيها النص و الصورة و الفيديو ..وفيها البحث والارشيف ..فيها ايضا وسيلة تحرير الفيديو ومعالجته فنيا بالحذف والاضافة ..فيها كل ما يحتاجه المشاهد  العادى أوالصحفي او الباحث..  لاعداد منتج اعلامي  لتوزيعه او نشره علي نطاق واسع .. والمهم ان كل ذلك يتم بشكل مجاني  .. الاهم من ذلك أن محتوى الفيديو هو أكثر جاذبية من موقع به نصوص  ..نحن امام ثورة تقنية تسحب البساط من الاعلام التقليدي ..ولهذا اري انه من الضروري استغلال هذه الوسيلة الخطيرة .. بشكل اكبر وافضل لأسباب كثيرة أتحدث الان عن اربعة منها

أولا: مليار مستخدم
·         فى كل دقيقة يتم تحميل 60 ساعة فيديو..وفى كل يوم يشاهد المستخدمون مايقرب من 4 مليارات مقطع فيديو ..و ينتشر اليوتيوب بين أكثر من مليار مستخدم.. أي حوالى ثلث الذين يستخدمون الإنترنت، ويقضي المستخدمون يوميًا مئات الملايين من الساعات  لمشاهدة مقاطع الفيديو  .. وتقول دراسة.
·         إن عدد الذين يشاهدون يوتيوب على الموبايل (اعمارهم بين 18 و49عاما)يتجاوز عدد مشاهدى اى تليفزيون فى الولايات المتحدة الامريكية..
 الدول العربية  تحتل المركز الثاني علي مستوي العالم في مشاهدة هذا الموقع ، أما أمريكا فقد استحوذت على المركز الأول من نسبة المشاهدات، والبرازيل جاءت ثالثا .. السعودية تتصدر أكثر الدول في إعادة وتكرار تشغيل الفيديو ، وتأتي بعدها مباشرة مصر والمغرب وفي المركز الرابع الإمارات
ثانيا :الافلام والمسلسلات
 بين يوم وآخر تفاجئنا يوتيوب بجديد ..فبعد أن مكنت الهواة من معالجة مقطع الفيديو تقنيا بحيث يكون فيلما قصيرا معبرا بدقة عن حدث معا ..خصصت اليوتيوب مساحة ضخمة لعرض المسلسلات العربية واطلقت عليه (يوتيوب مسلسلات )لجذب  متابعي المسلسلات الذين لايريدون أن تضايقهم الإعلانات التي تقطع تسلسل الاحداث.. لمشاهدة أكثر من 7000 ساعة من المسلسلات العربية التي يعود إنتاج بعضها إلى عام 1962وهناك مئات الالاف من الافلام العربية والاجنبية  علي هذه المنصة التي تنافسها بقوة منصة دايلي موشن التي سمحت مؤخرا بتحميل افلام طويلة يصل حجمها الى جيجا بايت .. يوتيوب خصصت مساحة ضخمة للافلام  أو قناة تحمل اسم (يوتيوب افلام )وخلال عام واحد اصبح لديها 154 الف مشترك.. و حققت اربعة ملاين و280 الف مشاهدة لروائع السينما  
ثالثا: قنوات رقمية
أظن أننا خلال وقت قريب سوف نستغني عن الدش والرسيفرات التي نستقبل بها البث التليفزوني .لان القنوات تتجه الي البث الرقمي ..و باشتراك شهري أو سنوي يمكن استقبال مئات القنوات من خدمة( أي بي تي في) ..جوجل نفسها بدأت الإجراءت للتعاقد مع اشهر قنوات العالم لبث ارسالها علي منصتها ومن المؤكد اننا سنتجه قريبا الي (الاي بي تي في) لمشاهدة مانريد من قنوات .. وهو ماتستعد له قنوات العالم الكبري وان كنت أري أننا تاخرنا في مصر كثيرا  ربما لضعف الامكانيات المادية.. ولكن لامفر من دخول هذه التقنيات بقوة منتجنا الإعلامي وريادتنا الإعلامية

رابعا : كيف نستفيد من المنصة
 يوتيوب تتيح للمبدعين فرصة تحقيق عائد مادي  ..وتهتم بمن ينجح في أن يجذب لموقعه الذي أنشأه علي يوتيوب  مائة الف تسجيل مشاركة ..حيث تهديه مفتاح يوتيوب الفضي ..وتقدم هدايا اخرى لكل من يتفوق حتي يستطيع ان يجلب اعلانات تدر عليه دخلا شهريا .