الأربعاء، 25 يناير 2017

3ملاحظات على (مؤشر الديجيتال ميديا) الذى تجاهل شركاتنا..!!




لا أعرف لماذا لاتصدر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقريرا دوريا عن وضع الديجيتال ميديا فى مصر  ..تستفيد منه الشركات والمؤسسات  أفضل من هذا الذى أصدره موقع مؤشر الاعلام الرقمى  منذ أيام .. راصدا انتشار السوشيل ميديا وتطبيقات الموبايل و الوضع الرقمى للصحف  ..واقتصر على شركات ومؤسسات دول الخليج  ..ولم يتعرض لشركاتنا .. مماأثار تساؤلات عديدة أهمها :هل لدينا مؤسسات تصدر مثل هذه التقارير والدراسات المهمة كما تفعل دول العالم  ؟ ..ولماذ نضيع كثيرا من الجهد ونهدر الوقت فى نشر شائعات على السوشيل ميديا   .. ثم أين مراكز ومؤسسات التقنيات الحديثة ولماذا لاتقدم لنا تقارير سنوية او ربع سنوية حول الاداء التقني.. ولعل الاجابة عن هذه التساؤلات تكشفها الملاحظات التالية :
أولا: تحذير
عرف مؤشر الإعلام الرقمى نفسه بأنه يصدر تقريرا ربع سنوى .. عن صناعة الإعلام والنشر  بتحليل كم هائل من البيانات والمعلومات  في العالم العربي  .. بهدف أن يكون  المرجع الرئيسي لصانعي القرار بمجال صناعة الإعلام الرقمي فى منطقة الشرق الأوسط .. والواقع انه اقتصر على دول الخليج فقط  وربما يتطلع فى تقريره المقبل ان يشمل الدول العربية وهنا يجب ان نبدأ منذ الان حتى لاتأتى التحليلات مدعومة ببيانات غير دقيقة لاترضينا ..  كما حدث مع تقرير ( إبسوس) الذى هاجمناه واتهمناه بخداع المشاهدين والمعلنين والتحيز ضد الفضائيات المصرية
ثانيا: صناعة الاخبار
 يتشكل سوق صناعة الاخبار من الاعلام التقليدى الذى يهجره الشباب رويدا رويدا..  ثم  الانترنت من خلال المواقع والسوشيل ميديا .. ثم منصات التليفونات الذكية
حيث كشف التقرير عن ان 88بالمائة من الصحف الخليجية تتواجد على تويتر بينما تبلغ نسبة تواجدها على فيس بوك  75 بالمائه ..وحوالى خمسين بالمائه  على انستجرام .. بينما تجاهل التقرير (واتساب )الذى توسعت فى استخدامه كثير من صحف العالم  والصحافة المصرية
ركز التقرير على استراتيجية استخدام تطبيقات التليفونات الذكية  .. وهومجال نحتاج فيه الى دراسات متعمقة لتنطلق مؤسساتنا فى استثمار الموارد المتاحة لتحقيق معدلات نمو نحتاجها فى الظروف الاقتصادية  التى تمر بها بلادنا ..
تبين أن 56 بالمائة من صحف الامارات - وهى اكثر الدول  بهذه النسبة - تتواجد على تطبيقات اندرويد ونسبة 67 بالمائة تتواجد على الايباد.
التقرير شارك فى اعداده 4 من  شركات التقنية بالسعودية  وشمل تحليل112 صحيفة  من بين 350 صحيفة ألكترونية  بدول مجلس التعاون  الخليجى الذى يصل عدد سكانه الى (53 فاصل 7 مليون نسمة) يستخدم الانترنت منهم (39  فاصل 3مليون) وهى نسبة مرتفعة  تعادل 74 بالمائة من عدد السكان يوجد منهم (20 فاصل 8 مليون )مستخدم نشط للانترنت  فى السعودية وحدها ..
ثالثا : الحالة المصرية

اذا تحدثنا عن الإنترنت فى مصر..فسنجد ان هناك 48مليون مصرى يستخدمون الانترنت من بين 92 مليون و450 الف نسمة عدد السكان فى عام 2016 منهم 23 مليونا يستخدون الانترنت  بالموبايل.. ومايقرب من 27 مليون مصري  يستخدمون الفيس بوك   ..وهذه الأرقام عن  عام 2016  لان هناك مشكلة فى البيانات الدقيقة ..لأن موقع وزارة الإتصالات توقف عند نشر التقرير الاحصائى السنوى الثالث عام 2011 وتحدث عن الماضى اكثر من الحاضر والمستقبل بالنسبة للصحافة .. وهذا يدعونا لمطالبة الوزارة بان تأخذ زمام المبادرة لاعداد مؤشر الديجيتال ميديا فى مصر والعالم العربى ليكون الأدق والأهم الذى تعتمد عليه الشركات والمؤسسات فى إستثماراتها.

الخميس، 5 يناير 2017

4 أسباب .. للترحيب بقوانين تنظيم الإعلام



قد تأتى التشكيلات المنتظرة للهيئات الاعلامية الثلاث   فى صالح  شباب الصحفيين والاعلاميين .. وقد لاتكون كذلك بالضبط .. وهذا لن يتضح الا حين تظهر وتصبح واقعا ..فالمهم  ليس الاشخاص  .. المهم تنفيذ فكر جديد يتطور بصحافتنا الى الافضل .. وفى رأيي أن ذلك يستلزم 4 نقاط اساسية  :
اولا :الديجيتال ميديا
انتقدت اكثر من مرة فى هذا المكان المجلس الاعلى للصحافة الذى نودعه الان  شاكرين ماقدم  من جهود كانت تهدف لخدمة المهنة .. والاخفاقات بالتأكيد كانت لظروف خارجة عن ارادته وفى مقدمتها عدم التوصل لحلول لمشكلة الديون وعدم النهوض بصحفنا القومية.. وقد كتبت من قبل عن أن فاقد الشيئ لا يعطيه  وأن الأعضاء معظمهم لايتعامل مع الديجيتال ميديا وبالتالى لن يحدث اى تطوير ..كان ذلك بمناسبة المشروع الذى قدم فى العام الماضى لالغاء المجلس الاعلى للصحافة وانشاء مجلس بديل .. ويومها قلت انه إذا لم يكن الجديد لايجيد  الديجيتال ميديا فسيكون كسابقه بلا تطوير.. واليوم أقول نفس الكلام اذا جاءت الهيئات الثلاث بعيدة عن هذا الفهم  فلا أمل فى إصلاح المؤسسات القومية وسوف يظل الأمر كماهو عليه
ثانيا : الدمج
لا أحسب نفسى أول من تحدث عن  دمج الصحف والموسسات للانطلاق فى عالم الاعلام الرقمى ولكن بالتاكيد كنت من أوائل من تحدث عن ذلك ..وأذكر أن أحد الزملاء بالمجلس الاعلى للصحافة قال عما كتبته هنا قبل عامين عن دمج الصحف ان الدمج سابق لاوانه وانه غير مناسب الان .. ولهذا لم يحدث اى شيئ بهذه المؤسسات وتفاقمت مشكلاتها  .. والان لولم تلغ صحف و مؤسسات فان المشاكل ستتفاقم ..
ثالثا:الابتكار
لدينا فى الصحافة العربية عموما ولع بالكتابة الانشائية .. وصفحات كثيرة تسودها اقلام لاتضيف للقارئ جديدا .. ومنذ فترة كتبت أطالب المؤسسة التى تريد النجاح أن تنشئ مركزا للإبداع.. تكون مهمته تقديم افكار جديدة لتطوير العمل باستمرار.. وأفكار لحل المشاكل بشكل غير تقليدى ..
 فى المؤسسات الاعلامية الاجنبية  محررون متخصصون فى مجالات  صحافة البيانات وصحافة الفيديو  وصحافة الموبايل ..وكل مجال من هذه المجالات يدر دخلا على المؤسسة  وليس مجرد نشر اخبار وصور وفيديوهات على الوسائل الحديثة .. 
صديق يكتب فى صحف ومواقع عالمية لها وزنها .. قال لى إن كثيرا مما ينشرفى الصحف المصريةلايصلح للنشر فى المواقع العالمية.. لسطحيته وعدم استناده الى مصادر موثوقة .. معظم ماتنشرة الصحف المصرية يعتمد اكثر على الكلمات الإنشائية  المتكررة.. والموضوعات ليس بها ابتكار ..فهل تعالج الهيئة الوطنية للصحافة هذا الامر؟
 رابعا : الخبرات السابقة
الاستاذ صلاح عيسي  الأمين العام العام للمجلس الاعلى للصحافة .. هل يقرأ الطالع.. أم يريد أن يحبط الجيل الجديد من شباب الصحفيين الذين يتطلعون الى تغييرات كبيرة تنقذ مهنتهم ..وتمنحهم القرصة للعمل فى اجواء مختلفة من الابداع .. فى ظل التشريعات الإعلامية الجديدة التى انتظروها طويلا؟ ..ولا أعرف لماذا حسمها هكذا حين أعلن أن قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والاعلام الذى صدر فى الاسبوع الماضى.. لن يغير شيئا..
وياأيها الزملاء فى المجلس الاعلى للصحافة :لماذا لايكون الرحيل فى هدوء وبلا إشاعة للاحباط  والغبار الذى يعمينا جميعا
إن أعضاء المجلس الاعلى للصحافة  عليهم ان يسلموا بأن الدنيا تتغير وأن دوره لا اقول انتهى لكنه تغير.. فهم خبرات كبيرة يمكن الاستفادة بها من مقاعد الخبراء وليس من مناصب يحتلونها الى أن تنقطع بهم أسباب الحياة .