السبت، 2 نوفمبر 2013

وراء المتاعب                                   
بقلم: محمد الشرقاوى
من يدفع الثمن ؟!


الاغنياء  لايتأثرون كثيرا بما يحدث فى بلادنا .. الفقراء وحدهم يدفعون ثمن كل شيئ ..ليس الان فقط ولكن على مدارتاريخنا كله .. تحملوا وحدهم فاتورة الثورة التى تصورنا انها ستغير مصر.. يوم 25 يناير 2011ولم نكن نعرف ان الاموال التى نهبت على مدار سنوات طويلة والتى بسسببها اانتشر الفساد.. سوف تستخدم ضد الفقراء الذين مازالوا يسمعون نفس الكلام الذى لم ينفذ..عن العدالةالاجتماعية  .. والذى لايبدو انه سوف ينفذ .. لان الاغنياء يستطيعون شراء كل شيئ حتى البشر ..
الفقراء مازالوا يعانون من ارتفاع الاسعار.. وعدم وجود شقق وضعف المرتبات وتدنى الخدمات الصحية .. وهى نفسها المشكلات التى قامت ثورة 23يوليو عام 1952 من اجل القضاءعليها.. ورفعت الثورة ايامها شعار القضاء على الفقروالجهل والمرض..  وجاء ت ثورة25يناير لتجمل المشكلات فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. وحتى الان لايشعر الفقراء ان شيئا منها قد تحقق ..  
ومازلنا  نسمع وعود الحكومة عن ترشيد الدعم .. وتوفير السكن والوظائف للشباب.. وتحسين الخدمات الصحية والمعيشية للجميع ..وتبدو الحكومة فى واد والشعب فى واد اخر..حتى الحديث عن تحسين الاجور اعلنت حكومة الدكتور الببلاوى عن تطبيق الحد الادنى للاجور فى يناير..وسط خلافات برفض هذا الحد الذى يبلغ 1200 جنيه ومطالبات بضرورة تحديد للحد الاقصى لتحقيق العدالة .. ايضا هناك موضوع الاسعار حيث يشعر الناس ان ارتفاعا جنونيا شمل السلع الاساسيةوغير الاساسية مما يجعل المرتبات لا قيمة لها .. مما دعا الحكومة الى الحديث عن فرض تسعيرة جبرية.. ثم تراجعت وتحدثت عن تسعيرة استرشادية.. ولما شعرت ان الناس غير راضية عما يحدث اعلنت انها سوف تطبق الجبرية.. وحتى الان يكتوى الناس بالاسعار ولايسمعون غير الكلام الذى يسمعونه منذ عشرات السنين..والحقيقة التى لابد ان نسلم بها هى ان الفقراء يزدادون فقرا والاغنياء هم المستفيدون فى كل العصور..
وبشكل شبه يومى نسمع عن حلول لعشرات المئات من الغارمين الذين يدخلون السجون لعجزهم عن دفع الديون .. وبكل اسف كلها مبالغ ضعيفة اى فى حدود مئات الجنيهات يعجز الفقراء عن سدادهابسبب ظروفهم المعييشية ..ويعتصرهم الالم وهم يرون غيرهم يصرف ببذخ ويقترضون من البنوك بالملايين ويتعثرون فى السداد والدولة تلتمس لهم العذروتعيد جدولة ديونهم والتخفيف عنهم ..ومن ينظر حوله فى شوارع المدن يلاحظ هذا الكم الهائل من السيارات الفارهة المنتشرة فى بلد معظم سكانه فقراء
وبكل اسف هم الذين يدفعون دائما الثمن فى كل الازمات وليس الاغنياء

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

لا تحتاج المؤسسات الصحفية القومية إلي معجزة.. لإنقاذها مما تعاني منه حالياً من أزمة مالية ومهنية تؤدي بها لا محالة إلي الانهيار.. بل تحتاج إلي إجراءين اثنين يتخذهما المجلس الأعلي للصحافة المسئول عن الصحف القومية في أسرع وقت.. وهما يتلخصان في ثلاث كلمات هي: الدمج بفكر متطور..
أما الإجراء الأول فهو الدمج الذي يتم علي مرحلتين.. الأولي أن تتخلص المؤسسات الصحفية من الإصدارات الأسبوعية والشهرية التي تشكل عبئاً عليها وينضم جميع الصحفيين إلي الإصدار الرئيسي.
والمرحلة الثانية: أن يصبح ما تمتلكه الدولة من مؤسسات صحفية قومية ثلاث فقط وليس ثماني مؤسسات.
وبالتالي يمكن علي سبيل المثال دمج مؤسستي دار المعارف والقومية للتوزيع في دار التحرير.. وروزا اليوسف في الأهرام.. ودار الهلال في أخبار اليوم.
أما الإجراء الثاني: فهو اختيار قيادة لكل مؤسسة لديها قناعة بأن المؤسسات الصحفية بشكلها التقليدي قد انتهت.. وأن طبيعة هذا العصر تقتضي أن تتحول إلي مؤسسات إعلامية تعتمد علي التكنولوجيا الحديثة.. وأن تمتلك صحيفة يومية قوية وقناة فضائية عصرية و"منصة معلومات إلكترونية" لديها استثمارات في صحافة الاس ام اس.. والفيديو والداتا بيز واظن أن هذه المؤسسات الثلاث الكبري تملك هذه الإمكانيات.. وتحتاج فقط إلي العقلية ومبالغ مالية تنفقها في دعم وتطوير البنية الأساسية.. وهذا يقتضي أن يضمن المجلس الأعلي للصحافة مرتبات جميع العاملين بتلك المؤسسات لمدة معينة لحين إتمام عمليات الدمج وما يتبعها من دخول البنوك الكبري لتمويل عمليات التطوير من خلال بيع بعض الأصول التي تشكل عبئاً علي المؤسسات كالمطابع القديمة والمباني التي صارت كخيال المآتة أصابها الإهمال وربما النسيان.
أعرف أن هجوماً ضارياً يمكن أن ينال هذه الأفكار ممن لا يملكون عقلية متطورة.. ويتمسكون بالبكاء علي الأطلال.. ويغنون بكلمات مثل التاريخ والأصول والماضي العريق.. وكله كلام لا يغني ولا يسمن من جوع.. فلا نحن نتخلص من تاريخنا ولا نقضي علي تراثنا وإنما نطور حياتنا إلي الأفضل بحيث يستفيد البشر من هذا التاريخ.. وإلا فلماذا تقوم الثورات التي تقضي علي أنظمة بالكامل وتقضي علي البشر أنفسهم؟.
إن ما يحدث في العالم من حولنا يدعونا إلي التخلص من العقلية التي لا تريد أن تتطور.. فصحيفة كبري مثل الواشنطن بوست لم تجد غضاضة في التخلص من أعباء كثيرة كانت تعوق تطورها فالنسخة المطبوعة سجلت تراجعاً بنسبة 44 في المائة بالإيراد علي مدار الأعوام الستة الماضية ولهذا باعها مالكوها صفقة بمبلغ 250 مليون دولار لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس بسبب تراجع عائد الإعلانات وعدد القراء.
وهذه العملية هي الثالثة من نوعها التي يعلن عنها خلال الشهور الماضية وجاءت بعدما أعلنت شركة "نيويورك تايمز" هي الأخري عن بيع صحيفة "بوسطن جلوب" بخسارة مقابل 70 مليون دولار كما اشترت أيضاً مجموعة "أي بي تي ميديا" الإعلامية الالكترونية مجلة "نيوزويك".
وأظن أننا لا نبتعد كثيراً عما يحدث في العالم.

                                                                           جريدة الجمهورية     19-9-2013