الأحد، 2 فبراير 2014

الوقت المناسب .. للاستقالة

وراء المتاعب
بقلم: محمد الشرقاوى
الوقت المناسب .. للاستقالة


ليس هذا حديثا عن الخارج.. بقدر ماهو حديث له علاقة بالداخل المصرى ..وخاصة بما يحدث فى مؤسساتنا الصحفية القومية.. فمنذ ايام قرر ستيف بالمر المدير التنفيذى لشركة مايكروسوفت الاستقالة من منصبة وهو فى السابعة والخمسين من عمره ..وامام الشركة العملاقة فى مجال البرمجيات مايقرب من العام لاختيار خليفةله يقفز بالشركة التى قررت ان تطور نفسها وتنتقل من مرحلة تحول الشركة إلى (مؤسسة للأجهزة والخدمات التكنولوجية) بعد أن أقامت مجدها على أساس برامج وتطبيقات الكمبيوتر،
قال بالمر فى بيان القاه لاعلان استقالته أنه لا يوجد توقيت مثالي لمثل هذا النوع من الانتقال لكن الآن هو الوقت الصحيح.والمناسب
قابلت ستيف بالمر فى مقر الشركة بسياتل فى الولايات المتحدة الامريكية .. كنت ضمن وفد صحفى يمثل العالم العربى فى اول مؤتمر لتأثيرتكنولوجيا المعلومات  على الصحافة العربية .. كان ذلك قبل مايقرب من عشرسنوات.. ويومها كان يحمل بيده جهاز التابلت الذى رأيناه لاول مرة  وكان يشرح لنا اهمية استخدامه فى العمل الصحفى بعد ان ابتكرت شركته الويندوز الذى يسهل الكتابة عليه ..) بدأ  بالمر العمل فى مايكروسوفت منذ 1980 كأول مدير أعمال للشركة التي كان عمرها في ذلك الوقت خمس سنوات فقط، وصار مديرا تنفيذيا لها عندما تقاعد رئيسها ومؤسسها بيل جيتس في عام 2000.
وتعرض بالمر خلال السنوات الأخيرة لانتقادات المحللين بعد ظهور أجيال جديدة من أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات مثل الكمبيوتر اللوحي والهواتف الذكية التي تستحوذ عليها شركات منافسة مثل "أبل" و"جوجل".
هذا مايحدث فى الشركات الكبرى الناجحة .. وهو ما اتمنى ان نراه فى بلادنا ..فالقائد يستقيل عندما تحتم الظروف تحقيق نقلة نوعية فى طبيعة عملها ..
واظن اننا الان فى هذه المرحلة .. فالمؤسسات القومية يتراجع دورها امام الفضائيات والبوابات الالكترونية .. ويجب ان تتحول الان الى مؤسسات اعلامية لاتصدر صحفا فقط وانما تنشئ بوابات وفضائيات وتدخل مجال الانتاج البرامجى وتوزيع المنتج الاعلامى لان كل مؤسسة تملك شركة اعلانات واخرى للتوزيع ويجب ان تتطور المؤسسات مع شركاتها ايضا
ان هناك الان مجلس اعلى للصحافة  عليه ان يحل اولا مشكلة هذه الصحف وان يكون تفكيره فى التغير نابعا من حرصه على تغيير وتطور المؤسسات قبل ان يسلم المهمة للمجلس القومى للاعلام


ليست هناك تعليقات: