الاثنين، 24 سبتمبر 2012


كفانا تضييعا للوقت

مايحدث الان على الساحة السياسية  يعكس حالة من التوهان .. وتضييع الوقت لكثير من القوى السياسية.. ففى الوقت الذى يضرب فيه مئات الالوف من العمال عن العمل فى كثير من الشركات والوزارات والهيئات .. نرى القوى السياسية مشغولة بحكاية التحالفات  وضم الاحزاب وما يسمونه انشاء تحالفات من اجل  الانتخابات البرلمانية المقبلة.. الناس فى واد والشعب فى واد اخر ..

&&&

من عابدين انطلق تيار شعبى .. وليس حزبى وقبله بيومين انطلق تحالف حزبى يقوده عمرو موسى مع انه ليس رئيس حزب .. وهناك تيار اخر يقوده حزب الدستور بدعاية كبيرة باعتباره المعبر عن ثورة 25 يناير .. والحقيقة التى يجب الاعتراف بها ان الناس البسطاء ليسوا مهتمين بهذا الذى يحدث .. واظن ان كثيرين لايفهمون ما يظهر لهم احيانا على الفضائيات  للحديث فى امر هذه الحركات .

&&&.

 الناس قلقة على لقمة العيش .. والمرتبات .. والاسعار الى تلتهم دخولهم .. ويخرجون فى اضرابات ومظاهرات .. ويتم القبض على زملائهم بدعوى التحريض على تعطيل الانتاج .. والصفوة مشغولون بقضاياهم وتحالفاتهم .. اذن فلن تحصلوا على اصوات هؤلاءالذين تؤرقهم شئون الحياة اليومية التى يشعرون انها لم تتغير عما كانت عليه فى ظل النظام السابق.

&&&.

 اذن ابشروا ياقادة الاحزاب الورقية والفضائية فلن تحصلوا على اصوات تواجهون بها هذا التيار الذى تعتبرونه عدوكم الاول وانشغلتم بمواجهته عن خدمة الجماهير التى ستسعون اليها للحصول على اصواتها

كفاكم تضييعا للوقت وقدموا لنا حلولا للمشكلات المعقدة التى يجاهد الاخوان فى حلها .. فالايام تجرى والناس تتألم .. قولوا لنا لماذا لم يتم حتى الان حل اى مشكلة من المشكلات التى تركها النظام السابق .. لماذا تتفاقم مشكلات البطالة والاجور والاسكان والبطالة .. ولماذا لم نر اى تطور فى العملية التعليمية ولا فى الشئون الصحية ..

&&&

ان هذه المشكلات ليست مسئولية الاخوان وحدهم .. لانكم لو كنتم فى السلطة مكانهم لما تغير شيئ .. هناك بيروقراطية النظام السابق الذى لم يستطع احد ان يقضى عليها تعرقل كل خطوة للامام .. كفانا هذا الحديث الممل عن الاخوان الذين يسيطرون على مفاصل الدولة والتكتل لاسقاطهم .. القضية الان اكبر من الاخوان ولابد من التكاتف للخروج من الازمات الطاحنة التى تعانى منها كافة اجهزة الدولة

 

الخميس، 20 سبتمبر 2012

ما حدث في محيط السفارة الامريكية اعاد إلي الأذهان احداث مجلس الوزراء ومحمد محمود.. للاسف تشابه كبير في المعالجة والنتائج.. وهو ما يحعلنا نقول انه لا شيء تغير في بلادنا لا قبل الثورة ولا بعدها.. لا قبل الدكتور مرسي ولا بعد مجيئة.. وهو في مضمونه بشكل عام رسالة تهديد للمستثمرين القادمين إلي بلادنا بأن الوضع غير مطمئن.
كيف تترك حكومة الدكتور هشام قنديل الأمور تتطور لمدة ثلاثة ايام ثم تتدخل قوات الأمن.. كيف نقبل هذه التبريرات التي اعلنتها وزارة الداخلية بأنها تلتزم بأقصي حالات ضبط النفس.. ثم بعد ثلاثة أيام تقبض علي عدد من المتظاهرين وتكتشف ان بينهم مسجل خطر.. لماذا لم تتحرك قوات الأمن بمجرد قذف الحجارة علي جنوب الأمن المركزي.
أنا مع المظاهرات السلمية.. فهي تدخل في اطار حرية التعبير.. لكن اطلاق أول طوبة يعني أن الذين يتظاهرون لا يعبرون عن رأي أو موقف.. وانما هم مخربون يريدون اثارة الفوضي.. وقد نشرت مواقع الكترونية صورة فتاة بين المتظاهرين وقالت انها كانت من اتباع توفيق عكاشة.. ولست في مجال التحقق من هذا الكلام ولكني اعيب علي الداخلية تأخرها إلي ان انطلقت الحكايات والشائعات والأكاذيب أيضا.
القانون لابد ان يطبق بحزم من أول تجاوز.. لا مبرر ابدا للقول ان الحرص علي الديمقراطية كان السبب فيما حدث.
لم تكن هي المرة الأولي التي تحدث فيها محاولة للإساءة لرسولنا صلي الله عليه وسلم.. ولن تكون الاخيرة.. ولهذا يجب ان ترسي الحكومة اساس احترام القانون والالتزام بقيم المجتمع واحترام الدولة.
ان الذي القي الحجارة علي الجنود والضباط لا يمكن ابدا ان يكون حريصا لا علي الدفاع عن الرسول الكريم ولا الدولة التي نبنيها الآن تحت اقصي الظروف الاقتصادية.
كنا نجد تبريرا لما حدث ايام احداث مجلس الوزراء ومحمد محمود لأن بعض المتظاهرين كانوا من الثوار.. وكانت السلطات في تلك الفترة تترك الأمور تتصاعد حتي تجد مبررا للقبض علي ما تشاء.. الآن اختلف المناخ.. أو هكذا نتصور.. فرئيس الجمهورية منتخب من الشعب ولا يتصور احد انه سيتخذ أي اجراء ضد الشعب.. وبالتالي فإن الحزم المطلوب لن يجد أية معارضة.
بكل اسف جاءت احداث السفارة الامريكية خلال أو في اعقاب زيارة لاكبر وفد امريكي من رجال الأعمال والمستثمرين إلي مصر لبحث الاستثمار في بلدنا واستمرت الاحداث المؤسفة خلال زيارة الدكتور محمد مرسي لايطاليا وكان يدعو رجال الأعمال للاستثمار في مصر. وكأن الرسالة التي ترسلها هذه الاحداث ان الوضع مازال مقلقا.. حجارة ومولوتوف وقنابل مسيلة للدموع.. نفس ما كان يحدث ايام الانفلات الأمني.. في وقت نريد ان نقول للعالم ان كل شيء يعود إلي طبيعته.. من اذن يتحمل فاتورة هذه الاضرار التي تصيب الشعب قبل وزارة الداخلية؟

الجمعة، 14 سبتمبر 2012


الا.. رسول الله

 بقلم : محمد الشرقاوى

 

 

هذا هو الشعار الاكثر انتشارا هذه الايام على الشبكة الدولية للمعلومات .. وليته ظل هكذا شعارا  سلمىا يعبر عن موقف قوى لكل المسلمين فى جميع انحاء العالم .. لكنه بكل اسف تحول الى حالة من العنف الذى لايقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لقد ثار المسلمون فى جميع انحاء الارض  دفاعا عن ارسول الكريم الذى حاول بعض المضللين الاساءة اليه بمشاهد ساذجة اشاعوا انها فيلما سينمائيا .. متناسين ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لايمكن ان ينال منه ملايين الافلام  اوملايين البشر

 

&&&

 

لقد كان رد الفعل الاسلامى قويا .. لان احدا لايقبل ان توجه محاولة للاساءة للرسول .. وكم شاهدنا مثل هذه المظاهرات .. والمواقف القوية التى تعكس قوة التمسك بالدفاع عن نبى االانسانية .. لكن ماحدث هذه المرة كان اكثر عنفا .. واظن انها المرة الاولى التى يموت فيها سفير اكبر دول العالم فى ليبيا بلا ذنب .. فلاهو اشاد بالفيلم .. ولاهو الذى انتجه او ظهر فيه .. بل بالعكس دولته ادانت اية محاولة لاساءة للاديان .. ولا ترى ان هذا المسمى فيلما يمكن ان يدخل فى باب الابداع وحرية التعبير

 

&&&

والذى يحزننا فى مصر ليس مجرد مصرع السفير الامريكى وعدد من الدبلوماسسين معه فى ليبيا .. ولكن ان تتحول المظاهرات المنددة بتلك الاساءة الى اعمال عنف يصاب فيها ابناؤنا من جنود وضباط الداخلية .. وكأن لهم علاقة بهذه الجريمة التى تمت فى امريكا وبايدى بعض اقباط المهجر .. الذين اساءوا الى اخوانهم من  اقباط مصر الذين سارعوا بادانة هذه الجريمة .. فالمسيحى والمسلم لايمكن ان يقبل الاساءة الى اى دين .. ولا الى الرسل صلوات الله عليهم

 

&&&

 

شاهدت المشاهد الركيكة التى اثارت مشاعر المسلمين ,, وكنت اريد اغلاق الكمبيوتر من اول مشهد لسذاجة الكلام وتفاهته .. حيث تشعر للوهلة الاولى ان الكلام العربى الموضوع على السنة المملثين الاجانب ..-- لان المشاهد بالانجليزية _هذا الكلام لايستحق ان نتذكره او حتى نتحدث عنه فكلها شتائم  وسخافات يحاولون الصاقها بنبينا عليه الصلاة والسلام.. ولولا اننى اعرف مدى تأثير الميديا الحديثة فى عالمنا الان.. لقلت ان التجاهل هو افضل رد على هذه السخافات التى تعودنا عليها كل فترة واخرى .. فمن الرسوم المسيئة للرسول الى كتابة اسمه على الاحذية الى رسم وجهه فى بعض الرسوم الكاريكاتيرية .. والمسلمون لايتأخرون فى الرد بقوة على  هؤلا الذين يحاولون الاساءة للرسول الكريم لكن هذه المرة تدخلت عناصر  تحاول استغلال الامور لاهداف معينة ضد مصلحة الوطن

 

&&&

 

 كلنا مع الوقوف للتنديد بالجريمة .. ولكنى لا اوافق على ان يتحول الامر الى جريمة اخرى .. بالهجوم على الشرطة المصرية .. ومحاولة الهجوم على السفارة الامريكية .. ماذا يفيدنا من قتل امريكى او حرق سيارات او هدم سفارة الولايات المتحدة الامريكية .. ولست ساذجا حتى اقول ان الرد على هذه الجريمة يكون باعداد فيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. الذى هو اكبر من اى فيلم .. واعظم من ان تناله مشاهد ساذجة .. يكفينا هذا التعبير الاسلامى الواسع عن الغضب لهذه المحاولة الوضيعة للاساءة الى نبينا عليه الصلاة والسلام

 

&&&

 

هل لاحظتم اننى فى كل السطور السابقة اصف ماحدث بانه محاولة للاساءة لرسولنا صلى الله عليه وسلم .. ولم اقل انه اساءة .. لان احدا لايستطيع الاساءة الى اعظم انسان فى هذه الحياة .. وانما يظل مايحدث مجرد محاولة .. تضاف الى سابقتها.. ولا اتصور ان ماحدث على مدى الايام الماضية سيكون اخر المحاولات .ز بل سنسم ونرى غيرها لان قوى الضلال لن تسكت حتىىيرث الله الارض ومن عليها

 

&&&

 
اطرف تعليق قرأته على الفيسبوك  ان الامريكان يصنعون الجريمة والمصريين يتقاتلون فيما بينهم .. فى اشارة الى اصابة المئات من افراد الشرطة فى الاشتباكات مع المتظاهرين فى محيط مبنى السفارة الامريكية بالقاهرة .. وهو ما نرفضه .. لان الهجوم على السفارة يسيئ الينا ولايخدم حملة الدفاع عن رسلونا صلى الله عليه وسلم

وراء المتاعب

بقلم : محمد الشرقاوى

لاشيئ تغير ..فى حياة البسطاء

 

اذهب الى اى مستشفى حكومى .. او اى شارع فى  منطقة شعبية ..او اية مصلحة حكومية .. وقل لى ماذا تغير فيها بعد ثورة 25يناير..؟

 لاشيئ..!

افتح مشكلة الاسكان او  التعليم او  البطالة او  الاسعار.. وقل لى ماهى الحلول التى تحققت حتى الان.. ؟

لاحلول..!

كل هذه القضايا تهم البسطاء وهم غالبية هذا الشعب الذى قام بالثورة قبل اكثر من عام ونصف العام .. وحتى الان لم يشعروا ان شيئا يهمهم قد تحقق

تعال اذن نحدد ماتحقق ..و سنجده كثيرا على المستوى السياسى.. ابتداء من الافراج عن عدد كبير من المعتقلين .. وفتح ملفات فساد المسئولين السابقين . وحقوق الشهداء والمصابين وتغيير وسائل الاعلام  وكثير من كبار قيادات الدولة.. وحتى هذا الذى تحقق مازالت له بقايا معلقة .. وبشكل عام يمكن القول ان ماتحقق  لايصب كثير منه فى خانة البسطاء .. ولكن معظمه يتعلق بالطبقات غير المطحونة من الشعب الذى مازال يعانى من كل ماكان يعانى منه فى الزمن السابق على ثورة الشعب ..التى رفعت شعارا اساسيا وهو عيش وحرية وعدالة اجتماعية .. فلا العيش توفر  ولا الحرية تحققت بشكل كامل ولا العدالة الاجتماعية ظهرت .

 مازالت ملايين الاسر تعيش فى المقابر .. ومازال الفقراء يموتون من الامراض التى لايستطيعون علاجها ..

روى لى صديق ماحدث له يوم مرضت امه فجأه وذهبوا بها الطبيب الذى شك فى اصابتها باورام  فى المخ .. وطلب اجراء فحوصات واشعة وتحاليل كلفتهم الكثير .. وكل يوم تزيد الام المرض على الام الطاعنة فى السن .. اسرعوا بها الى المستشفى فجر ذات يوم وكانت المفاجأة كالصاعقة عندما قيل لهم لاتوجد اماكن لاقامتها بالمستشفى .. وكان عليهم ان يذهبوا الى مستشفى اخر  وكان الرد واحدا .. وفى احدى هذه المستشفيات قالت لهم ادارة المستشفى انه لايوجد سرير.. وفى نفس الوقت دخل فنان معروف الى مدير المستشفى وخرج ليحضر قريبا له ليدخله المستشفى ..

اذن هناك اماكن ولكن لاناس اخرين .. نفس الطريقة التى كانت موجودة من قبل وهى انتشار المحسوبية والمعارف .. من يعرف كبيرا يمكنه ان يعيش .. ومن لايملك شيئا عليه ان ينتظر شهادة وفاته .. وبكل اسف ظل صديقى يبحث عن مكان باى مستشفى لعلاج امه حتى لقيت ربها قبل ان تدخل اى مستشفى حكومى .. والقصة تتكرر يوميا عشرات المرات .. ولك ان تسأل الان اى مستشفى حكومى عن سرير لعلاج حالة مستعصية . لن تجد لانك فقير  اما الاغنياء فامامهم المستشفيات الخاصة والعلاج بالخارج .. والطرق امامهم ممهدة للعلاج على نفقة الدولة فى الداخل والخارج ايضا .
باختصار لاشيئ تغير فى حياة البسطاء .. لان الدولة الجديدة التى تتشكل الان اعطت اهتمامها الاول للسياسة .. ومازالت غارقة فيها .. حتى القضايا الرئيسية فى برنامج الرئيس وهى الامن والنظافة والمرور.. مازالت متعثرة رغم انها بالاساس تهم الاغنياء اكثر مما تهم البسطاء الذين يعيش معظمهم فى الريف .. حيث لااثر لمشكلة المرور ولاالنظافة   .ومازالت الملايين تحلم بان يتحقق  الحلم الذى ذهبوا من اجله ليعطوا اصواتهم للتيار الاسلامى . وكل مانخشاه ان يطول الانتظار الى مابعد المائة يوم الاولى فى حكم الرئيس

الاثنين، 10 سبتمبر 2012


الهام شاهين ..تعظ

 

نصحت الفنانة الهام شاهين الدكتور عبد الله بدر   بأن يلتفت الى عمله ولايشغل باله بها .. وقالت انها تقدم فنا لايفهمه الذين يهاجمونها .. وذهبت الى ابعد من ذلك وهى تتحدث فى العديد من الفضائيات    حيث هاجمته بعنف وبكلمات تجعل الدكتور يفكر فى مقا ضاتها .. والاغرب من ذلك ان احد زملائنا الصحفيين كتب على لسانها انها تبدأ عملها بعد ان تؤدى صلاة الفجر .. وبذلك ادخلنا الاعلام فى قضايا شخصية ودينية.. لتصوير الفنانه التى هاجمها الدكتور على انها تقية   وملتزمة .. وهو ما دفع الكثيرين على الفيس بوك للسؤال عن تلك المشاهد الملتقطة من افلامها .. والتى يقولون انها تصطدم بالقيم الدينية

 

&&&

 

وعلى مدى الايام الماضية تحولت الهام الى انسانه اخرى تقدم ابدعا يرقى  الى درجة ان يجعلها سفيرة واستاذة ومعلمه  وحكيمة يتعلم منها الناس

 مؤتمرات وندوات كلها تهاجم الدكتور الذى يمثل التشدد فى الاسلام  كما قال كثير ممن شاركوا فى تلك الحملات التى قالوا انها تهدف الى الوقوف فى ه الظلام القادم على مصر .. وصرنا نرى انسانه اخرى غير تلك  التى نراها على الشاشة و التى تتحرك بقميص نومها   وتتبادل القبلات مع الممثلين الذين يشاركونها فى اداء الادوار  على الشاشة الفضية  وهو مايقول بعض الفنانين انه الفن الذى ينقل الواقع ولايعترفون ان هذه المشاهد تحرج الاسرة وهى تشاهد تلك الافلام

 

&&&

 وانا لااريد الدفاع عن احد طرفى المشكلة.. الدكتور الذى هاجم.. والفنانة التى تدافع عن الفن .. ولست ضد الفن ولا اريد ان احتكم الى الاخلاق وانا اتحدث عن اى فيلم .. لان الفن سيخسر فى النهاية .. وانا ايضا مع حرية التعبير الى اخر مدى .. اى الى اخر نقطة يمكن ان نقول عندها ان حق الاخر يبدا منها .. مع حرية الابداع تماما ولكن الى ان نصل الى حدود الاخلاقيات العامة .  ..وفى قضية الدكتور والفنانة  لابد ان نعترف ان تجاوزا قد حدث  فبعض كلمات وعبارات الدكتور كانت صعبة الى الدرجة التى جعلت بعض علماء الاسلام ينتقدون الدكتور ويحاولون استرضاء الفنانة .. ولكن يبقى ان ننتبه الى ان كل العلماء الذين ظهر من كلامهم التعاطف مع الفنانة  لايوافقون ابدا على المشاهد الخادشة للحياء  فى افلام عديدة ومنها مثلا سوق المتعة

 

&&&

 

الفن اداة مهمة فى نهضة اى وطن  لكن مانقصده من الفن هو هذا الهادف الى بناء القيم السامية وليس هدمها .. فمن غير القبول ان تظهر فى الافلام عبارات لانجرؤ على قولها بين اهلنا  .. هناك فيلم حديث لفنانه تزوجت مؤخرا من اكاديمى تذكر كلمات لايمكن ابدا ان يوافق عليها اى انسان   وهى كلمات تخدش الحياء والمشهد بكامله موجود على يوتيوب .. ومن يصل اليه سوف يكتشف مايسمونه على الانترنت فضائح المشاهير .. من مواقف ومشاهد وكلمات واحيانا سلوكيات  اى ان القضية ليست الهام شاهين فقط .. ولكنها فى هؤلاء المخرجين الذين يريدون فنا بمقاييس غربية  حتى لو كانت ضد قيم  واخلاقيات الوطن

&&&

لم يعجبنى اقحام رئيس الدولة فى هذه القضية .. لانها ليست هجوما ظلاميا على الابداع كما يحاول بعض الفنانين ان يصوروه .. وانما هى خلافات بين اراء يجب مناقشتها بتعقل وليس بندوات واتهامات متبادلة ..   من حق اى انسان ان يقول رأيه فى اعمال الفنانين دون تجريح او اساءة .. ومن من يتعرض للهجوم ان يرد ويصحح الاخطاء ان كانت هناك اخطاء .. اماان يتحول الى الامر الى صدام بين الفنانين وعلماء الاسلام فهذا مانرفضه
.. واظن ان من واجب الفنانة التى اعتبرت ماحدث لها اهانة كبرى .. واعتبره بعض الفنانين اهانة لمصر كلها  ان تلجأ الى القضاء اذا كانت ترى ان كلام الدكتور افتراءات واتهامات لاسند لها   

وراء المتاعب

بقلم : محمد الشرقاوى

لاشيئ تغير ..فى حياة البسطاء

 

اذهب الى اى مستشفى حكومى .. او اى شارع فى  منطقة شعبية ..او اية مصلحة حكومية .. وقل لى ماذا تغير فيها بعد ثورة 25يناير..؟

 لاشيئ..!

افتح مشكلة الاسكان او  التعليم او  البطالة او  الاسعار.. وقل لى ماهى الحلول التى تحققت حتى الان.. ؟

لاحلول..!

كل هذه القضايا تهم البسطاء وهم غالبية هذا الشعب الذى قام بالثورة قبل اكثر من عام ونصف العام .. وحتى الان لم يشعروا ان شيئا يهمهم قد تحقق

تعال اذن نحدد ماتحقق ..و سنجده كثيرا على المستوى السياسى.. ابتداء من الافراج عن عدد كبير من المعتقلين .. وفتح ملفات فساد المسئولين السابقين . وحقوق الشهداء والمصابين وتغيير وسائل الاعلام  وكثير من كبار قيادات الدولة.. وحتى هذا الذى تحقق مازالت له بقايا معلقة .. وبشكل عام يمكن القول ان ماتحقق  لايصب كثير منه فى خانة البسطاء .. ولكن معظمه يتعلق بالطبقات غير المطحونة من الشعب الذى مازال يعانى من كل ماكان يعانى منه فى الزمن السابق على ثورة الشعب ..التى رفعت شعارا اساسيا وهو عيش وحرية وعدالة اجتماعية .. فلا العيش توفر  ولا الحرية تحققت بشكل كامل ولا العدالة الاجتماعية ظهرت .

 مازالت ملايين الاسر تعيش فى المقابر .. ومازال الفقراء يموتون من الامراض التى لايستطيعون علاجها ..

روى لى صديق ماحدث له يوم مرضت امه فجأه وذهبوا بها الطبيب الذى شك فى اصابتها باورام  فى المخ .. وطلب اجراء فحوصات واشعة وتحاليل كلفتهم الكثير .. وكل يوم تزيد الام المرض على الام الطاعنة فى السن .. اسرعوا بها الى المستشفى فجر ذات يوم وكانت المفاجأة كالصاعقة عندما قيل لهم لاتوجد اماكن لاقامتها بالمستشفى .. وكان عليهم ان يذهبوا الى مستشفى اخر  وكان الرد واحدا .. وفى احدى هذه المستشفيات قالت لهم ادارة المستشفى انه لايوجد سرير.. وفى نفس الوقت دخل فنان معروف الى مدير المستشفى وخرج ليحضر قريبا له ليدخله المستشفى ..

اذن هناك اماكن ولكن لاناس اخرين .. نفس الطريقة التى كانت موجودة من قبل وهى انتشار المحسوبية والمعارف .. من يعرف كبيرا يمكنه ان يعيش .. ومن لايملك شيئا عليه ان ينتظر شهادة وفاته .. وبكل اسف ظل صديقى يبحث عن مكان باى مستشفى لعلاج امه حتى لقيت ربها قبل ان تدخل اى مستشفى حكومى .. والقصة تتكرر يوميا عشرات المرات .. ولك ان تسأل الان اى مستشفى حكومى عن سرير لعلاج حالة مستعصية . لن تجد لانك فقير  اما الاغنياء فامامهم المستشفيات الخاصة والعلاج بالخارج .. والطرق امامهم ممهدة للعلاج على نفقة الدولة فى الداخل والخارج ايضا .

باختصار لاشيئ تغير فى حياة البسطاء .. لان الدولة الجديدة التى تتشكل الان اعطت اهتمامها الاول للسياسة .. ومازالت غارقة فيها .. حتى القضايا الرئيسية فى برنامج الرئيس وهى الامن والنظافة والمرور.. مازالت متعثرة رغم انها بالاساس تهم الاغنياء اكثر مما تهم البسطاء الذين يعيش معظمهم فى الريف .. حيث لااثر لمشكلة المرور ولاالنظافة   .ومازالت الملايين تحلم بان يتحقق  الحلم الذى ذهبوا من اجله ليعطوا اصواتهم للتيار الاسلامى . وكل مانخشاه ان يطول الانتظار الى مابعد المائة يوم الاولى فى حكم الرئيس

الأحد، 2 سبتمبر 2012



مصر الثورة مع سوريا الحرة

 

دعت وزارة الاعلام السورية فى الاسبوع الماضى عددا كبيرا من الاعلاميين والشخصيات العامة فى العالم العربى لزيارة دمشق.. فى محاولة لاقناع العرب بان الوضع مازال مطمئنا .. وان بشار رئيس قوى وان ما يحدث ليس الا مجموعة معارضة تريد قلب نظام الحكم ..

لم يستفيدوا اذن مما حدث لصدام حسين والقذافى وعلى عبد الله صالح .. ولعلهم ايضا لن يستفيدوا من كلمات الرئيس محمد مرسى  التى القاها فى القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز فى ايران .. والتى اكد فيهاموقف مصر الثورة  المؤيد لكفاح الشعب السورى ضد نظام قمعى فقد شرعيته

 

&&&

 

ورغم ان الاعلام الايرانى حاول التعتيم على الكلمات القوية ضد النضام السورى الحاكم بمنع صوت الرئيس مرسى فى الفقرات التى انتقد فيها حكم بشار الاسد .. الا ان العالم كله استمع الى الكلمات التى اعادت للاذهان صورة مصر القوية قائدة العرب وهو يعلن ان مصر على اتم استعداد للتعاون مع كل الاطراف ..سعيا لحقن الدماء والاتفاق على رؤية واضحة للمبادئ التى ستقوم عليهاسوريا الحرة الجديدة تدشينا لمرحلة بناء ونهوض يتوق اليها كل سورى مخلص لوطنه وشعبه واهله وتاريخه

 

&&&

 

ومن يشاهد التليفزيون السورى يدرك حقيقة هذا النظام الذى لايقرأ التاريخ  ولايستفيد من تجارب الاخرين ..فلا حديث الا عن الدول المؤيدة لبشار الذى يقوم حاليا بالقضاء على الفتنة والتمرد  هكذا يصورون الاحرار  ويتعاملون بمنطق غريب يعكس مدى المأساة التى يعيشها هذا النظام الذى يعرف فى قرارة نفسه انه راحل لامحالة .. وكل مايحدث هو تعطيل لاحلام الشعب .. وسعى يائس لاجهاض ثورة سوف تنجح فى تغيير سوريا الى سوريا الحرة الجديدة .. واغرب ما يقوله النظام السورى تبريرا لما يحدث من انشقاقات ان ينظف نفسه بنفسه .. اذن النظام ينظف نفسه اولا باول حتى اخر  رجل فيه .. وهو ما ينتظره الشعب

 

&&&

اننا لانريد ان تكون نهاية الازمة السورية اشبه بالنهاية الليبية .. نريد حلا سلميا يحفظ الدم السورى .. ويعيد بناء ماخربه النظام الحاكم.. ولعل المبادرة المصرية  لحل الازمة السورية تحقق ذلك للشعب السورى وهى المبادرة  التى قدمتها مصر فى مؤتمر مكة الذى عقد فى اخر رمضان الماضى هى طوق النجاه  للخروج من الازمة .. حيث تدعو  الاطراف الفاعلة لاخذ الخطوات اللازمة لايجاد الحل المناسب للخروج من هذه المحنة التى يعانى منها الشعب السورى.. والمهم الان ان يدرك نظام بشار الاسد ان الفرصة مازالت مواتية الان للخروج من المأزق الحالى بالتعاطى مع هذه المبادرة التى تحقن الدم السورى وتحقق حلم الشعب فى حياة مختلفة  دون ازهاق ارواح اخرى

                                                                   جريدة الرأى

الأحد، 26 أغسطس 2012


محمد الشرقاوى

البحث عن رئيس مؤسسة

 

ظلت شركة نيويورك تايمز تبحث طوال الفترة الماضية عن رئيس ومدير تنفيذى جديد ينتشلها من الخسائر التى منيت بها خلال السنة الاخيرة.. وانتهى الامر باختيار رئيس كان مفاجأة للجميع.. فهذه المؤسسة الصحفية الكبيرة جاءها رئيس من البى بى سى عمره 55عاما هو..مارك تومبسون

 

&&&

 

قال جون جانيديس، محلل الأبحاث في شركة «يو بي إس»، إن العثور على المدير التنفيذي المناسب لشركة «نيويورك تايمز» لم يكن بالمهمة اليسيرة. اذ يجب أن يحظى باحترام العاملين في غرفة الأخبار وأن تكون له خلفية رقمية». وعلى الصعيد العملي، كان من الصعب توفر الجانبين. أما بالنسبة لمارك،  فهذين الجانبين قد توفرا وسوف ينضم تومبسون إلى فريق عمل شركة «نيويورك تايمز»، مع استمرارها في مواجهة تحديات يفرضها تغير عادات القراء والتحول في سوق الإعلان.

 

&&&

 

الشهر الماضي، سجلت النيويورك صافي خسارة قيمته 88 مليون دولار للربع الثاني من عام 2012. وقد تمثلت إشارة إيجابية في نجاح استراتيجية الاشتراك الرقمي الخاصة بها، التي جذبت حتى الآن 509 آلاف مشترك إلى الموقع الإلكتروني والقارئ الإلكتروني والنسخ الرقمية الأخرى من صحيفة «نيويورك تايمز» و«إنترناشيونال هيرالد تريبيون». قال جانيديس: «إنها مدفوعة بالاشتراكات بدرجة تفوق ما أعتقد أن الناس يثنون عليه

ونقلت صحيفة الشرق الاوسط على لسان آرثر سولزبرغر، رئيس مجلس إدارة شركة «نيويورك تايمز» وناشر الصحيفة  قوله:«لدينا أفراد يفهمون صناعة الطباعة بشكل جيد جدا، الأفضل في مجالهم، ولدينا أفراد يفهمون صناعة الإعلان جيدا، الأفضل في مجالهم. لكن مستقبلنا في مقاطع الفيديو وشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الجوالة. إنها لا تحاكي ما قد قمنا به. بل توسع نطاق ما سوف نقوم به». وإن مجلس الإدارة أجرى مقابلة شخصية مع جميع المتنافسين النهائيين، وأنه التقى بالمرشحين، كل منهم على حدة بشكل خاص، قبيل اتخاذ قرار.

 

&&&

 

وقال أيان ويتاكر، المحلل الإعلامي بشركة «ليبيروم كابيتال» في لندن: «إذا نظرت لما فعلته (بي بي سي) بالوسائط الرقمية، خاصة في تغطية فعاليات الأولمبياد والمجال التفاعلي، فسنجد أنه متميز جدا». وأضاف: «بناء على ما تقدم، فلم يكن مارك تومبسون مضطرا على الإطلاق للبحث عن عائد إعلانات أو عائدات توزيع».

ويصف أصدقاء تومبسون إياه بأنه صحافي ملتزم وسياسي بارع. وقال أحد أصدقائه اللندنيين الذي لم يرغب في مناقشة تومبسون في الإسناد، إنه كان حاد الذكاء، وهي صفة يمكن أن تظهر في بعض الأحيان في صورة عزلة أو تعال

&&&

وسوف ينضم تومبسون إلى فريق عمل شركة «نيويورك تايمز»، مع استمرارها في مواجهة تحديات يفرضها تغير عادات القراء والتحول في سوق الإعلان. وفي الشهر الماضي، سجل صافي خسارة قيمته 88 مليون دولار للربع الثاني من عام 2012. وقد تمثلت إشارة إيجابية في نجاح استراتيجية الاشتراك الرقمي الخاصة بها، التي جذبت حتى الآن 509 آلاف مشترك إلى الموقع الإلكتروني والقارئ الإلكتروني والنسخ الرقمية الأخرى من صحيفة «نيويورك تايمز» و«إنترناشيونال هيرالد تريبيون». قال جانيديس: «إنها مدفوعة بالاشتراكات بدرجة تفوق ما أعتقد أن الناس يثنون عليه».

 

 

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

كتبت من قبل عن مشكلات المؤسسات الصحفية القومية.. ومازلت عند رأيي بأنه لن ينصلح حال تلك المؤسسات إلا إذا تحولت إلي مؤسسات إعلامية متكاملة.. تكون بديلة للمؤسسات الحالية التي تئن من المشكلات.
مؤسسات إعلامية تصدر صحفا وتنشيء مواقع إلكترونية لها وللآخرين.. وتنتج برامج ودراما وتنظم حملات إعلانية وتبث قنوات تليفزيونية ومحطات اذاعية.. وتقوم بتوزيع منتجها الإعلامي ومنتجات الآخرين.
ولم يعد دور المؤسسات الصحفية مقصوراً علي إصدار صحف تحقق خسائر أكثر مما تحقق من أرباح في زمن انصرف فيه القراء إلي الفضائيات والإنترنت.. وصارت الصحف عبئا ثقيلا بعد انخفاض الاعلانات.. يجب أن تذهب المؤسسات إلي قراء من نوعيات مختلفة لتعوض خسارتها في التوزيع والاعلانات.. وهذا لا يتحقق إلا بفكر مختلف.. يعتمد علي التقنيات الحديثة.. فالمشروعات التي تدر أرباحا الآن هي في الغالب تأتي من العالم الرقمي.. صحافة الموبايل وصحافة الداتابيز وصحافة الفيديو وأكثر الكلمات التي نسمعها منذ فترة ان هذه الصحف القومية يدفع تكلفتها دافع الضرائب المصري.. أي انها تتلقي دعما حكوميا والحقيقة انها يجب أن تكون كذلك حتي تكون في خدمة الشعب.. وليس في خدمة لحاكم كما كان يحدث في الماضي... الواقع ان هذه الصحف تحملت كثيرا من الأعباء علي مدي السنوات الماضية وصارت ديونها للبنوك وغيرها من الهيئات الحكومية كالتأمينات والمعاشات أكبر من أن تتحملها.
الآن يتحدثون عن إعادة هيكلة هذه الصحف.. بعض الآراء تري أنها يجب أن يتم تخصيصها وبعضها الآخر قال انها يجب ان تملك للعاملين بها بنسب معينة.. وآراء أخري كثيرة قيلت وكان هدفها جميعا أن تصبح ملكا للشعب تتحدث عنه ولا تكون لسان حال الحاكم.
وفي رأيي ان الحالة المصرية لا تسمح بما يسمح به المناخ الموجود في بريطانيا أو أمريكا.. الحالة المصرية تقول ان عندنا عشرات الصحف الخاصة أو المستقلة والحزبية وكلها تنتقد الحكومة وهدفها جذب القارئ إليها.. فإذا خصخصنا الصحف القومية فإننا بذلك نترك القارئ فريسة لتلك الصحف التي يتحكم فيها رأس المال الخاص.. ورجال الأعمال.. وأحيانا بعض الجهات الأجنبية التي تتستر خلف واجهات محلية.. اذن نحن في مرحلة تقتضي أن تقدم حكومة ثورة 25 يناير نموذجا للصحافة القومية التي تبني ولا تهدم وتخدم الشعب ولا تضلله.. وتقدم له الحقيقة بلا تلوين أو تزييف أو غرض في نفس يعقوب.
المفروض أن تتحول هذه الصحف القومية إلي سلطة شعبية حقيقية بأن تكون ملكيتها للدولة تدفع تكاليفها الدولة من أجل ان تخدم الشعب.. وهنا نستطيع أن نقول أن دافع الضرائب المصري هو من يملك هذه الصحف.. انني أتحدث عن نظام جديد لهذه الصحف أشبه بما يتم مع القضاة مثلا.. فهم مستقلون لا هدف لهم إلا حماية الشعب بقوانين تخدم هذا الشعب وتتحمل الدولة مرتباتهم.. أساتذة الجامعات أيضا يتقاضون مرتباتهم من الدولة في نظام سياسي يعمل الآن علي أن يوفر للأستاذ الجامعي الاستقلال.
الصحف القومية أيضا يجب أن تصرف عليها الدولة وتضمن أن توفر لها الاستقلال لتؤدي دورها في التنمية ومواجهة الشائعات والكتابات المغرضة.
هذه صيغة للملكية تجعل هذه الصحف ملكا للدولة تتحمل نفقاتها بالكامل وتختار قياداتها الصحفية والإدارية لتحقق لها الاستقلال والنجاح.. وهذه أكبر خدمة تقدمها الحكومة للشعب الذي يجب أن يعتمد علي إعلام دولته بدلا من أن يتوه وسط آلاف الصحف والقنوات.. صحافة الدولة التي تدار بشكل مهني واقتصادي.. خدمة للشعب وليس خدمة للحكام.

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

 
خلطة حرية
 
اصبحت احفر الورق باظافرى حين اكتب
اصبحت عصبيا.. وحارقا..وجارحا
وصار سلوكى كسلوك ارنب برى
نسيت مهنة الدبلوماسية التى زاولتها عشرين عاما
نزعت قميصى المنشى .. وكلامى المنشى
وقررت ان اكون مباشرا..كطلقة مسدس
كذا ما كتبه نزار قبانى فى سيرته الذاتية بعنوان (خمسون عاما من الشعر فى ينايرعام 1990)
وفيها رؤية تستحق التأمل .. كنت قد قرأتها فى ذاك الوقت ,,ووجدتنى اعود اليها وانا ابحث فى مكتبتى الورقية عن شيئ مختلف عن هذا الطوفان المعلوماتى الذى يداهمنا طوال النهار والليل من الانترنت ..والذى فى كثير منه يمتلئ بالاكاذيب والشائعات ..عدت الى نزار باحثا عن فكرة الابداع الذى يبقى ولم أشأ ان اقرأ اشعاره التى لااحب بعضها واستمتع ببعضها الاخر .. شأن كل شيئ فى هذه الايام بعضه سيئ وبعضه الاخر جميل

&&&

فى عام 1940دخل نزار قبانى الى بحر الشعر.. لم يكن لديه فكرة عن فن الغوص وعن اخلاق البحر.. يقول:ظننت ان الماء لن يصل الى مافوق ركبتى.. واننى سوف العب بالرمل والموج والاصداف .. واخذ حمام شمس لبضع ساعات ثم اعود الى قواعدى ولكنى لم اعد الى البر ابدا
عندما دخلت إلى ورشة الشعر قبل خمسين عاما كانت المواد الاولية متوفرة بكثرة من حولي .. فراشي وأصباغ وطين وصلصال وخشب وقماش وجبس وأزاميل وقوالب وفن لطبخ السيراميك..

قلت لمعلمي في الورشة : ماذا أفعل؟ ومن أين أبدأ؟
قال:إبدأ من حيث تريد ..واستعمل أصابعك جيدا ولا تلتفت إلى يمينك .. أو إلى شمالك..
إياك أن تقترب من قوالب الاخرين فإنها سجن..
إصنع قوالبك بنفسك .. فالطين هنا .. والماء هنا .. والفرن هناك..
وإذا احترقت أصابعك أثناء العمل فضعها تحت حنفية الماء فليس لدينا في الورشة قطن وسبيرتو.
ثم ..لا تتكلم مع زملائك أثناء العمل لانني في ورشتي لااحب الثرثرة والكلام الفارغ
قلت : ولكنني يا سيد غشيم .. ولم اتجاوز السادسة عشرة .. ألا يمكنك أن تعطيني فكرة صغيرة عن طريقة الشغل؟
صرخ المعلم في :
يا ولد . ليس عندي روضة أطفال .. ولا بيبرونات .. ولاحليب .. ولاكاكاو .. إلبس (الأوفرول) الازرق فورا .. ودبر حالك..
ولبست (الاوفرول) الازرق وانخرطت في ورشة العمل
كانت كلمات معلمي تدق الاجراس في داخلي:
لا تلتفت يمينا.
لاتلتفت شمالا
لا تقترب من قوالب الاخرين
مر على هذا الكام خمسون عاما ولا تزال الاجراس تدق في أعماقي .. ولايزال (الاوفرول) الازرق ملتصقا بجسدي ليلا ونهارا أعمل به وأنام به وأستحم به.
ولازلت أطبق (الريجيم) الشعري الذي أوصاني به أستاذي بحذافيره ..
صحيح أن الريجيم كان قاسيا ولكنه ساعدني على الاحتفاظ بلياقتي الشعرية على مدى خمسين عاما..
كان من السهل على أن أجلس على موائد الاخرين وأكل بيتزا ومعكرونة .. وكنافة بالقشطة..
ولكنني لم أفعل وظلت لاءات معلمي تلاحقني وانا أجلس إلى طاولة الطعام وإلى طاولة الكتابة حتى اليوم..
لا تعذبوا انفسكم في تصنيفي
إنني شاعر خارج التصنيف .. وخارج الوصف والمواصفات
فلا انا تقليدي ولا انا حدثاوي ولا انا كلاسيكي ولا انا نيو-كلاسيكي ولا انا رومانسي ولا انا رمزي ولا انا ماضوي ولا انا مستقبلي ولا انا انطباعي او تكعيبي او سريالي..
إنني (خلطة) لا يستطيع اي مختبر ان يحللها
انني (خلطة حرية)
هذه هي الكلمة التي كنت ابحث عنها منذ خمسين عاما ووجدتها في هذه اللحظة فقط..
الحرية تحررني من كل الضغوط التي يمارسها التاريخ على اصابعي
تحررني من كل انظمة السير ومن كل اشارات المرور
الحرية تحميني من غباء الات التسجيل ومن السقوط بين اسنان الالات الناسخة
تحميني من ارتداء اللباس الموحد والقماش الموحد واللون الموحد فالقصيدة ليست مجندة ولا ممرضة ولا مضيفة طيران
الحرية تسمح لي بأن ألبس اللغة التي اشاء في الوقت الذي اشاء
انني هارب من نظام الاحكام العرفية في الشعر
كما انا هارب من قوانين الطوارئ ومن (لزوميات ما يلزم)
لا أسمح لأحد أن يتدخل بأشكالي
فلقد أكتب المعلقة الطويلة
ولقد اكتب (التلكس) الشعري القصير
ولقد اكتب قصيدة التفعيلة .. او القصيدة الدائرية او قصيدة النثر
ولقد اتزوج القافية ذات ليلة .. واطلقها في اليوم التالي
وقد اتصعلك كعروة بن الورد
وقد ارتدى السموكن كاللوردات الانجليز
وقد اخطب على طريقة قس بن ساعده
وقد اعزف الجاز واغني على طريقة البيتلز
ان حريتي تدفعني الى ارتكاب حماقات كثيرة
ولكنني لا اعتذر ..ولا اندم
فالشعر بدون حماقة هو موعظة في كنيسة
وبيان انتخابي لا يقرؤه احد




&&&
من اجمل القصائد التى اعجبتنى .. تلك التى يقول فيها:
وبعد ثلاثين عاما
طلبت اللجوء السياسي للحب
حين اكتشفت بأنى تعبت
وانى انهزمت
وان غرورى انكسر
حجزت مكانالحزنى بكل مطار
والغيت بعدقليل حجوز السفر
فلا قبلتنى بلاد الجفاف
ولاقبلتنى بلاد المطر
........
وبعدثلاثين عاما
رأيت بعينيك برهان ربى
وشاهدت نور اليقين
وشاهدت كل الصحابة والمرسلين
وشاهدت برقا
وشاهدت نارا
وشاهدت بالعين ..رائحة الياسمين
وشاهدت.. شاهدت
حتى نسيت الكلام..
...........
سماء من الكحل..تمحو سماء
نساء تكسرن فوق نساء
وانت ستبقين..بعد ثلاثين قرنا..
ستبقين بيت القصيد..
ومسك الختام

الخميس، 2 أغسطس 2012


وراء المتاعب

بقلم : محمد الشرقاوى

الربيع العربى.. هل يقضى على اسرائيل



ملايين الثائرين الذين خرجوا الى الميادين والشوارع فى تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن وتونس  وسوريا .. يهتفون ضد الانظمة الاستبدادية الفاسدة .. مطالبين بالحرية والكرامة والعيش فى امان .. لم يحركهم غير فساد حكامهم وشعورهم بالظلم .. ورغبتهم فى تحويل بلادهم الى دولة عصرية قوية يعيشون فيها  مثل كل البشر فى العالم المتقدم .. هؤلاء لم يذكروا فى شعاراتهم اى شيئ عن اسرائيل .. ومع ذلك كانت اسرائيل تغلى من القلق والخوف .. فالانظمة الفاسدة كانت على علاقة جيدة بها . وكانت اسرائيل تدرك ان نهضة الشعوب العربية .. فيها دعوة للتحرر  وفى هذا خطر على اسرائيل.. لهذا نجد جابى اشكنتزى رئيس الاركان الاسرائيلى السابق يقول ( يتوجب على اسرائيل الاستعداد لحرب شاملة على ضوء المتغيرات التى تشهدها المنطقة.. وقال الحاخام ايبشاى افرجون ان ثورات الربيع العربى جزء من الخلاص الاسرائيلى

والسؤال الذى يتردد الان: هل يقضى الربيع العربى على اسرائيل ؟؟

الاجابة نجدها فى كتاب يحمل هذا العنوان  ..كتبه زميلنا الاستاذ عاصم بسيونى  نائب رئيس تحرير الجمهورية ,, وفيه يحاول الاجابة عن السؤال فى مايقرب من187 صفحة ..والكتاب فى مجمله محاولة لفهم الواقع العربى الاسرائيلى فى ضوء الربيع العربى وسيطرة الاسلاميين  على فى غالبية دول هذا الربيع وما قد يترتب على ذلك من تغيير فى الخريطة السياسة والجيوسياسية بالمنطقة..اما فى صالح اسرائيل حيث يمكنها تحقيق حلم الدولة  الاسرائيلية الكبرى .. او بضياع كل شيئ وضياع الحلم

ويقول المؤلف ان الانظمة الجديدة التى خرجت من رحم ثورات الربيع العربى ستعيد النظر فى العلاقة مع اسرائيل اجلا ام عاجلا.. وهذا ماذاد من خوف تل ابيب على مستقبلها وجعلها تنتقد بشدة حليفتها الولايات المتحدة الامريكية.. لانها لم تفعل مثلمافعلت فى العراق وافغانستان لتحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد الذى يشيد به شيمون بيريز وتبنته واشنطن منذ تحرير الكويت .. والذى سيصب فى النهاية لصالح حلم دولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.. كما جعل الربيع اسرائيل تقوم باثارة الفتن والدسائس خاصة فى مصر بل والتهديد بشن حروب على غرار1967 حفاظاعلى وجودها بعد سيطرة الاسلاميين على الحكم فى تلك الدول خوفامن تحقبق  احدى النبؤات التى تتردد داخل تل ابيب بقرب نهاية اسرائيل وزوالها عام2048  على يد الربيع العربى

الكتاب فيه جهد كبير بذله المؤلف ليخرج فى صورة جيدة تستحق القراءة 



                                                                                      S.M.S



                                                                   ٍ

& د.محمد البرادعى.. دعاؤنا بالشفاء والعودةسالما من المانيا بعد جراحة فى الركبة

& نور الشريف يتألق فىعرفة البحر

& سمر يسرى..تلفيزيونية جريئة جدا.. باحترام

& هانى رمزى.. فنان بلا تحفظ

& حنان ترك.. فى دور تريز غير مقنعة
& يوسف شعبان.. اداء متميز لايعرف السن

الأربعاء، 25 يوليو 2012


وراء المتاعب

بقلم: محمد الشرقاوى

لست.. بخيركم

فى اول خطبة له بعد توليه الخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال ابو بكر الصديق رضى الله عنه ..(أيها الناس، فإنِّي قد وُلِّيت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني؛ وإن أسأت فقوِّموني؛ الصدق أمانةٌ، والكذب خيانةٌ، والضَّعيف فيكم قويٌّ عندي حتى أريح عليه حقَّه إن شاء الله، والقويُّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحقَّ منه..."

وبهذا وضع الصديق اساس دولة العدل .. التى لاتعطى للقائد كل شيئ .. وانما تمنحه الحق فى رفع الظلم عن الناس  واعطاء كل ذى حق حقه .. مما يزرع مناخا جيدا للعمل الذى يعود بالفائدة على الجميع  فى دولة قوية مازلنا نترسم خطاها بعد مرور هذا الزمن البعيد


وقد كان  عمر بن الخطاب،  يجمع قادته ممن يتولون المسئولية كل عام في موسم الحج، ويستمع إلى شكاوى الناس، ويقتصُّ من المخطئ،  

يروى أنس بن مالك "إن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم. . سابقتُ ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عَمرو يأمره بالقدوم ويُقْدِم بابنه معه، فَقَدِمَ، فقال عمر : أين المصري؟ خذ السطو فاضرب. فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر : اضرب ابن الأكرمين. قال أَنس : فضُرب، فوالله لقد ضربه ونحن نحبُّ ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنَّيْنَا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصريِّ: ضع السوط على صلعة عَمرو . فقال: يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني. فقال عمر لعَمرو: مذ كم تَعَبَّدْتُم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ قال: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني" .

والسؤال الان اين نحن  من هؤلاء القادة الذين كانوا يراعون الله فى كل سلوكياتهم .. كانوا يتخذون قراراتهم بحزم ولايخشون الا الله .. وكان هدفهم الاول صالح الامة .. ترى لوان قائدا للعمل اتخذ قرارا هل يستطيع تنفيذه دون ان يقحم البعض القضاء باحكامه لكى يعطل تنفيذ هذا القرار .. اننا الان فى زمن يتفنن الناس فيه فى الحصول على اكبر المكاسب حتى لو كان بالتحايل والفهم الخاطئ لبنود القانون ..

واذا كنا نسلم بأن العدل اساس الملك .. فان اولى خطوات العدل ان ترعى الله فى كل قراراتك .. وان تسعى دائما الى مصلحة الوطن ولايهم بعد ذلك ما ذا يقول الناس .








                                                                Sms



   & ملابس يسرا فى مسلسلها ( شربات لوز) لاتتناسب مع سنها

& بداية مملة ..لعادل امام فى فرقة ناجى عطا الله

& الخواجة عبد القادر.. لخبطة

& منه فضالى فى الهلالى سلالم ..جينز لاهو منه ولا فضالى

& غادة عادل .. مختلفة

& سمير غانم .. رائع مع انه اعلان

&  لقاء الخميسى ..كأنها لاتمثل

& علا غانم ..طاقة اسيئ استغلالها

& علاء الشربينى.. توريث مقبول لمهنةالطبخ

& رامز جلال.. تهريج فج

 &  من يقبل هذه الايحاءت والكلام الجريئ.. فى مسلسل الزوجة الرابعة .. 

المسلسل تدور احداثه الاولى فى رمضان ومع ذلك تحتل العلاقة الزوجية جزءا كبيرا  وتسمع شتائم مثل رمة (بكسر الراء) وكلبة وبيئة والفاظ اخرى  وحركات  اظن ان كثيرين يخجلون من سماعها

& مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة تملأ مسلسلات رمضان  تحتاج الى التركيز عليها اعلاميا

السبت، 21 يوليو 2012


مقال الرأى

محمد الشرقاوى

واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله





على شاشة الكمبيوتر  تظهر هذه الاية الكريمة ..التى ارسلها لى احد الاصدقاء عبر البريد الالكترونى ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون(

قال صديق انها اخر ما نزل من القرأن الكريم  .. وقال اخر ان (ترجعون  ) تقرأ بفتح الياء ..  وسألنى ثالث هل هذا صحيح ..ودفعتنى هذه الايام المباركة الى البحث عن اجابة شافية وكعادتنا فى عصر التكنولوجيا المتقدمة فان جوجل يساعدنا بسهولة .. كتبت الاية الكريمة على محرك البحث الاكبر على الانترنت وفى اقل من ربع ثانية جاءتنى تفاسير امهات الكتب  وكبار علماء الاسلام  ابن كثير والقرطبى  الذى وجدت فيه الاجابة

جاء فى تفسير القرطبى

قيل : إن هذه الآية نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ليال ثم لم ينزل بعدها شيء ، قاله ابن جريج . وقال ابن جبير ومقاتل : بسبع ليال . وروي بثلاث ليال . وروي أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات ، وأنه عليه السلام قال : اجعلوها بين آية الربا وآية الدين . وحكى مكي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : جاءني جبريل فقال اجعلها على رأس مائتين وثمانين آية .

قلت : وحكي عن أبي بن كعب وابن عباس وقتادة أن آخر ما نزل : لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر الآية . والقول الأول أعرف وأكثر وأصح وأشهر . ورواه أبو صالح عن ابن عباس قال : آخر ما نزل من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ( يا محمد ضعها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة ) . ذكره أبو بكر الأنباري في " كتاب الرد " له ، وهو قول ابن عمر رضي الله عنه أنها آخر ما نزل ، وأنه عليه السلام عاش بعدها أحدا وعشرين يوما ، على ما يأتي بيانه في آخر سورة إذا جاء نصر الله والفتح إن شاء تعالى . والآية وعظ لجميع الناس وأمر يخص كل إنسان . و ( يوما ) منصوب على المفعول لا على الظرف . ترجعون فيه إلى الله من نعته . وقرأ أبو عمرو بفتح التاء وكسر الجيم ، مثل إن إلينا إيابهم واعتبارا بقراءة أبي " يوما تصيرون فيه إلى الله " . والباقون بضم التاء وفتح الجيم ، مثل ثم ردوا إلى الله [. ولئن رددت إلى ربي واعتبارا بقراءة عبد الله " يوما تردون فيه إلى الله " وقرأ الحسن " يرجعون " بالياء ، على معنى يرجع جميع الناس . قال ابن جني : كأن الله تعالى رفق بالمؤمنين على أن يواجههم بذكر الرجعة ، إذ هي مما ينفطر لها القلوب فقال لهم : واتقوا يوما ثم رجع في ذكر الرجعة إلى الغيبة رفقا بهم . وجمهور العلماء على أن هذا اليوم المحذر منه هو يوم القيامة والحساب والتوفية . وقال قوم : هو يوم الموت . قال ابن عطية : والأول أصح بحكم الألفاظ في الآية . وفي قوله ( إلى الله ) مضاف محذوف ، تقديره إلى حكم الله وفصل قضائه . ( وهم ) رد على معنى ( كل ) لا على اللفظ ، إلا على قراءة الحسن " يرجعون " فقوله " وهم " رد على ضمير الجماعة في " يرجعون " . وفي هذه الآية نص على أن الثواب والعقاب متعلق بكسب الأعمال ،.
 وقال ابن كثير فى تفسيره: قال تعالى يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها ، وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا ، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ، ويحذرهم عقوبته ، فقال : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )

وقد روي أن هذه الآية آخر آية نزلت من القرآن العظيم ، فقال ابن لهيعة : حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قال : آخر ما نزل من القرآن كله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ، ثم مات يوم الاثنين ، لليلتين خلتا من ربيع الأول . رواه ابن أبي حاتم . قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : واحذروا أيها الناس يوما ترجعون فيه إلى الله " فتلقونه فيه ، أن تردوا عليه بسيئات تهلككم ، أو بمخزيات تخزيكم ، أو بفاضحات تفضحكم ، فتهتك أستاركم ، أو بموبقات توبقكم ، فتوجب لكم من عقاب الله ما لا قبل لكم به ، وإنه يوم مجازاة بالأعمال ، لا يوم استعتاب ، ولا يوم استقالة وتوبة وإنابة ، ولكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة ، توفى فيه كل نفس أجرها على ما قدمت واكتسبت من سيئ وصالح ، لا تغادر فيه صغيرة ولا كبيرة من خير وشر إلا أحضرت ، فوفيت جزاءها بالعدل من ربها ، وهم لا يظلمون . وكيف يظلم من جوزي بالإساءة مثلها ، وبالحسنة عشر أمثالها ؟ ! كلا بل عدل عليك أيها المسيء ، وتكرم عليك فأفضل وأسبغ أيها المحسن ، فاتقى امرؤ ربه ، وأخذ منه حذره ، وراقبه أن يهجم عليه يومه ، وهو من الأوزار ظهره ثقيل ، ومن صالحات الأعمال خفيف ، فإنه - عز وجل - حذر فأعذر ، ووعظ فأبلغ

الخميس، 12 يوليو 2012

ورا المتاعب
هموم الصحافة.. في عهد جديد

محمد الشرقاوى
12/07/2012 02:04:46 ص
قررت بيني وبين نفسي أن ألغي من قائمة القراءة اليومية ثلاث صحف.. لافتقادها للأمانة الصحفية والابتعاد عن المهنية.. واتخاذها أسلوباً يعتمد علي الترويج للأكاذيب.. وكل همها البحث عن تشويه فصيل سياسي.. والدفاع عن جهة ما..
صحف تزرع في المجتمع التفرقة والكراهية وتصفية حسابات خاصة.. الصحيفة الأولي خاصة والثانية قومية والثالثة حزبية.. وكلها كثيراً ما نشرت علي صفحاتها تكذيباً لما نشرته وبعضها مرفوع ضدها قضايا لتجاوزها أخلاقيات المهنة.. ولا أعرف لماذا يتخذ بعض الزملاء الذين ينتمون إلي مهنة البحث عن المتاعب هذا الأسلوب السيئ.. ولماذا لا يراعون ضمائرهم وعلي مستوي الفضائيات هناك قنوات تحتاج إلي مقاطعة شاملة وهي ما يطلق عليها قنوات الفلول.. لا هم لها غير الهجوم علي رئيس الجمهورية وحزبه ومحاولة تشويهه بالإدعاء بأن قراراته لا يتخذها بنفسه.. بل هناك من يملون عليه القرارات.. وهذا كلام سخيف لا يصح أن يقال عن رئيس تولي المسئولية بعد أن فاز بتأييد الشعب وله تاريخ نضالي طويل جعله يفوز بثقة الشعب.
ولابد أن نعترف بأن كل ما يقال الآن عبر الفضائيات وعلي صفحات الصحف من أكاذيب وشائعات يعكس مدي سعة الصدر التي يتمتع بها الرئيس وهو يري أناساً يهاجمونه بشدة ولا يظهر أي ضيق أو يتخذ أي إجراء ضدهم.
لم نر طوال الثلاثين عاماً الماضية قاضياً كبيراً ينشر في الفضائيات والصحف تحذيراً للرئيس بأن يتراجع عن قرار أصدره وإلا ستكون هناك إجراءات أخري.. لقد شاهدنا قضاة في الزمن الماضي وجهوا انتقادات أضعف مما يحدث الآن وتمت احالتهم للمساءلة والعقاب.. ورأينا كيف كانت القضايا تلفق لمن يجرؤ علي انتقاد الرئيس.. الآن يتظاهر العشرات أو المئات عند قبر الجندي المجهول ويظهر بعضهم علي الفضائيات ليطالبوا بعزل الرئيس المنتخب من ملايين المصريين في انتخابات نزيهة.. ولم يقل لهم أحد أي كلام أو عتاب.. أننا في مناخ حر يعطي للجميع حق إبداء الرأي دون خوف.. لكن الواقع يقول إن البعض لا يعرف حدوده.. وأي مواطن يتجاوز في كلامه لا يجد من ينبهه بأنه يتحدث عن الرئيس وأن عليه أن يتحدث باحترام عن من في مكانة والده.
ان ما يحدث الآن يؤكد أننا في حاجة ماسة إلي إعادة تنظيم الإعلام المصري.. وكبح جماح الفلتان الإعلامي.. فليس من حق أي إنسان أن يقول ما يشاء دون حسيب ولا رقيب.. هناك أخلاقيات عامة.. وقوانين يجب الالتزام بها.. أن هموم الصحافة المقروءة منها والمرئية يجب أن ينظر إليها بشكل مختلف.. ولست أدعو إلي قيود إعلامية ولكني فقط أطالب بأن يكون هناك من يحاسب المخطئ عن خطئه.. فليس معقولاً أن يقول أي إنسان أي كلام حتي لو كان ضد القانون ثم يمضي بلا حساب.. هناك قوانين وميثاق شرف صحفي ونقابات يجب أن تجنبنا هذا الإنفلات الإعلامي.. نحن الآن في عصر جديد يعتمد علي الشفافية والضمير ومن حق الناس أن تري إعلاماً صادقاً ينشد الحقيقة ويبتعد عن الترويج للشائعات.. والأغراض الخاصة.. إعلام يعرف قيمة أن يقول الحق ولا شيء غيره