الأحد، 24 فبراير 2019

إقتحام الصحافة الإلكترونية



ماذا ينتظر الصحفيون العرب .. بعد أن صارت مهنتهم في مهب الريح .. وأصبحت المؤسسات التي لم تطور نفسها في طريقها الى الإنهيار .. وهم يرون زملاءهم في دول العالم يتخلون عن الصحافة التقليدية ويندمجون في لغة العصر .. الأن تتجه المؤسسات الكبري لمجال الصحافة .. وقبل أيام أعلنت واحدة من أكبر شركات العالم وهي (آبل )اقتحام عالم الصحافة الالكترونية.. وطبقا لمانشرته صحيفة ( وول ستريت جورنال) فإن شركة آبل المنتجة للأيباد والايفون  تسعى لتعزيز إيراداتها بتقديم خدمة نشر الاخبار والتقارير الصحفية بالإشتراك مع كبار ناشري الصحف مقابل اشتراك شهري قدره عشرة دولارات
وتعالوا نتأمل مايحدث في عالمنا العربي الذي تمتلئ صحفه بالحديث عن القلق من اختفاء الصحف الورقية .. وكل عدة أيام نرى صحيفة ورقية تغلق أبوابها وتتجه الى الطبعة
 الالكترونية بسبب النفقات الباهظة التي لم تستطع تحملها .. أي أن المشكلة الاقتصادية تدفعها لاقتحام الصحافة الالكترونية.. فالصحافة العربية في غالب الحالات تهرب من خسائرها الاقتصادية الى عالم قد يكبدها خسائر اقتصادية .. لن تقل كثيرا عما كانت تعاني منه .. لأنها في الحقيقة لم تقتحم الفضاء الالكتروني من أجل أن تنجح فيه بإبتكارات جديدة .. وبعضها لم تؤهل العاملين فيها الي هذا العمل الأصعب والأخطر .. لأن الصحيفة الورقية غالبا تخاطب جمهورا محليا .. والالكترونية تخاطب جمهورا مختلفا من حيث الكم والكيف.. وفي مصر بالذات تبدو المشكلة أكبر ..فالصحافة القومية تعاني من ديون ووضع اقتصادي ومهني صعب  
وفي رأيي انه حتى لو أسقطت الدولة كل الديون عن هذه الصحف – وهذا صعب جدا – فلن يتم حل المشكلة .. لأن المحتوى الصحفي لابد أن يسير بالتوازي مع حل المشكلة الاقتصادية
والمتأمل للصحافة العالمية يجدها اقتحمت الصحافة الالكترونية بذكاء.. والنموذج الذي يجب أن ندرسه جيدا يتمثل في الصحف الكبرى مثل الجارديان وواشنطن بوست ونيويرك تايمز التي تباهت مؤخرا بنجاحها في المجال الالكتروني .. فالاشتراك الرقمي أصبح مصدرا قويا للدخل بالنسبة لها.. فقد وصل عدد مشتركيها في الربع الاخيرمن 2018 الى 4.3 مليون مشترك.. وتسعى لأن يصل عددهم الى 10 ملايين بعد خمس سنوات   
فماذا فعلنا ونحن نرى الانهيار القادم .. ومع ذلك نتحدث عن ضرورة استمرار الدعم الحكومي للصحف حتي تستمر بنفس مضمونها والعاملين بها.. الذين لم نبدأ في تطوير مهاراتهم ..كما أننا لم نقدم مبادرات جيدة لحل المشكلات الاقتصادية بعيدا عن الدولة المثقلة بأعباءها الكثيرة الأخرى .. لماذا لانفكر مثلا في مبادرة تحمل اسم ( الصحافة بين يديك )لتحويل النسخة الورقية الي نسخة ألكترونية يشترك فيها عدد كبير تصله يوميا على جهاز تليفونه مقابل جنيه واحد يوميا.. فإذا نجحت المبادرة في إقناع مليون مشترك فقط فإننا نكون قد حصلنا على 30 مليون جنيه شهريا.. وهو مبلغ مهم جدا لأي مؤسسة تتحول من الصحافة الى الاعلام بمفهومه الشامل.. حيث تقدم خدمات إخبارية متنوعة تزيد بهاالاشتراك لمن يريد
 عددنا مائة مليون نسمة ولانستطيع أن نقنع خمسمائة ألف مواطن بالاشتراك بجنيه يوميا .. ولدينا اكثر من تسعة ملايين مصري يعملون بالخارج ولانستطيع اقتاع نصف مليون واحد منهم فقط لدفع دولار لكي تصل اليه الصحف المصرية الي مكانه في أي بلد في العالم .. إنه الفشل الذريع  الذي يحتاج الي جهد أكبر في التسويق من جانب شركات التوزيع التابعة للمؤسسات القومية ..وهذه هي الخطوة الاولي في مسألة اقتحام الصحافة الالكترونية..
وللحديث بقية.

الخميس، 7 فبراير 2019

الصحافة الآن .. في مفترق الطرق



كان الوسط الصحفي على مدى الشهور الماضية يعيش حالة صعبة من القلق .. لعدة أسباب أولها معركة عالمية  تعيشها الورقية مع الإليكترونية .. وبسببهاإختفت العديد من الصحف وتحولت أخري الي العالم الإليكتروني .. وعاشت بعضها في السوشيل ميديا والتطبيقات عبر السمارت فون ..ومازلت صحفنا تعاني منها .. ولم تجد حلا مناسبا .. وفي الوقت الذي أعدت فيه الهيئة الوطنية للصحافة خطة لإنقاذ الصحف القومية بالتعاون مع وزارة التخطيط .. قيل أنه خلال 3سنوات سيتوقف الدعم الحكومي ..وتنفذ الصحف خططا للإعتماد على نفسها .. وظهرت آراء تقول أنه لابد من إلغاء الصحف الخاسرة وتحويلها الى إلكترونية .. وقيل أنه سيتم دمج بعض الصحف والمؤسسات .. و آخر دراسة انتهت من إعدادها  الهيئة الوطنية للصحافة خلال الأيام الماضية خاصة برفع سعر بيع النسخة من الصحف الحالية لتعويض خسائرها الباهظة لم تنفذ حتى الآن.
ولايعرف أحد مصير خطط التطوير .. ولايبقى غير الانتظار على الاقل الى منتصف العام لحين الإنتهاء من التعديلات الدستورية وإقرار الشكل الجديد للتعامل مع الصحف المملوكة للدولة ..
في هذه الأجواء تأتي إنتخابات نقابة الصحفيين .. التي تشهد معركة كبرى بدأها الكاتب الصحفي ضياء رشوان  رئيس الهيئة العامة للإستعلامات .. باعلانه الترشح على منصب النقيب ..ومعه سيتم تغيير نصف أعضاء مجلس النقابة حيث يشعر كثير من أعضاء الجمعية العمومية أنهم - ومعظمهم رؤساء تحرير في الصحف القومية- لم يقدموا للصحفيين ماكانوا يتطلعون لتحقيقه بانتخابهم ..
ويسعي كثيرون الآن لتغيير مجلس النقابة باختيار أعضاء جددا يتناغمون مع النقيب الجديد الذي سيفوز بثقة الأغلبية ..
وفي الوقت الذي يبدو فيه أن الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامه النقيب الحالي مترددا في إعلان ترشحه.. لايرى كثيرون مرشحا أقوي من ضياء رشوان .. حتي تعلن المعارضة مرشحها إن كانت تفكر بذلك في المناخ الحالى الذي يعبئ كل جهود الدولة لمواجهة أخطر معركتين تخوضهما وهما الإرهاب والتنمية..
وأي مرشح في الانتخابات المقبلة أمامه ثلاثة تحديات .. لابد أن يقنع الجمعية العمومية بحلول واضحة لها  وهي الأداء المهني .. والوضع الإقتصادي .. وحرية الصحافة.. وهي التي طرحها ضياء رشوان عندما اعلن أنه يتقدم لنيل ثقة الجمعية العمومية .. مرشحا لموقع نقيب الصحفيين.. (من أجل لم شمل نقابتنا وإنقاذ مهنتنا، وطريقنا لتحقيق هذا هو: الحرية والمهنية والمسئولية).
وكلنا نتوقع وعودا بزيادة بدل التكنولوجيا والمعاشات وتوفيروحدات سكنية للشباب .. وهي الوعود التي يقدمها كل المرشحين تقريبا منذ سنوات بعيدة .. لكنهم فشلوا في تقديم الحلول لكل المشكلات القديمة التي تعاني منها المؤسسات الصحفية القومية .. والمتمثلة في الديون الضخمة التي تعرقل انطلاقها . وثانيها العمالة المتضخمة التي تلتهم الملايين شهريا .. بالاضافة الى الحاجة الى (الأفكار المبتكرة )التي تحل المشكلات وترتقي مهنيا بالعملية الصحفية .. لتقديم صحافة تليق بوطن يخوض معركة طاحنة ضد الإرهاب وأخرى ضد معوقات التنمية .