الخميس، 29 ديسمبر 2016

4دروس .. من عام صعب يمضي


عام 2016 يلملم أطرافه ..ليمضى بأفراحه وأحزانه . بإنجازاته وإخفاقاته .. وأيضا بأحلام كنا نأمل تحقيقها.. ولانعرف إن كان فى العمر بقية لنراها فى عام يقترب أو نتقدم نحن اليه
 بنظرة شخصية  - لكل واحد فينا - مضى عام لينقص من عمرى وعمرك سنه ..التاريخ يتقدم لمراحل أخرى وأنا وأنت نقترب من نهايتنا .. وسواء كنت فى بداية حياتك أو تقترب من الشيخوخة فإن العمر يفر منك عاما بعد آخر.. ومن  هنا تأتى أهمية أن تستفيد من الأحداث التى غادرتها لتبنى أحلامك فيما تبقى من عمرك  .. والدروس التى يجب ان نبحث عنها فيما عشناه طوال العام الماضى يجب ان تكون دافعا لنا فيما نحن مقبلون عليه .. وأتصور أن الدروس كثيرة أختار أهم أربعة منها :
أولا:  التحدى
كانت مشكلة الأسعار التى ترتفع بإستمرار واحدة من المشكلات التى هدت كاهل المواطنين ولم تنته ..ولابد أنها مستمرة معنا على الأقل لفترة سوف يحتملها الناس كما تعايشوا معها طوال العام الماضى .. نأمل أن تنتهى بسرعة و ألا تستفحل أكثر وأن تحل الحكومة مشكلات معلقة تؤثر على الأسعار.. فمثلا إذا عادت السياحة وزاد التصدير مع زيادة الانتاج وقل الاستيراد فإن آثار تعويم الجنيه امام الدولار ستنخفض ممايؤثرعلى أسعار السلع .. فالمصريون الذين قبلوا التحدى وواجهوا مشكلاتهم طوال العام الماضى لابد أن يستمروا فى مواجهة التحدى خلال العام المقبل ..
ثانيا :الأمل
عشنا طوال الأعوام الماضية –وليس السنة الماضية فقط - بالأمل فى غد أفضل  .. ومازال هذا الأمل هو سلاحنا لمواجهة كل مشكلاتنا .. فالذين يسعون لهدم أركان الوطن خاب سعيهم لان الذين يبنون اقوى من هؤلاء الذين يسعون للتخريب ..وتبقى العدالة الاجتماعية والحرية  والكرامة التى كفلها الدستور لنا جميعا الحلم الذى نعمل جميعا من أجله طول الوقت
ثالثا:الفشل
كل مافشلت فى تحقيقه خلال الايام التى انقضت من عمرك  يمكنك تحقيقها فيما هو قادم منها ..فلتستعد لمواجهة متاعب أكثر فهذه هى الحياة  .. فى العام الجديد اذا كنت حققت عشرة اهداف  حدد لنفسك العام المقبل ضعف هذا العدد لتحققه .. وعليك أن تحلم كثيرا فهذه واحدة من نصائح
ريتشارد تمبلر مؤلف كتاب ( قواعد الحياة ) الذى يقول إن الخطط هي التى يجب أن تكون منطقية ..أما الاحلام فلايجب ان يكون لها أى حدود .. الخطط هى التى يجب أن تكون مدروسة وواقعية لكى تحقق بها أحلامك.. وهو يرى ان الذين يتمتعون بتقدير ذواتهم هم الذين يعملون فى صمت دون الحاجة لمجاملات الاخرين
رابعا : كتاب العام
فى رأيي أن أهم الكتب التى قرأتها فى العام المنصرم كان كتاب (قاعدة الضرب فى عشرة) لجرانت كاردون ..وفيه يقسم البشر الى 4 أنواع  يعيشون فى أربعة مستويات  ....  المستوى الاول: هم الذين لايفعلون شيئا.. والثانى : هم المنسحبون أى الذين تعرضوا للفشل فقرروا الانسحاب .. أما الثالث فهم:الأغلبية أى الناس الذين يعملون  بجهد عادى .. أما الرابع :فهم الذين يعملون ضعف مايقوم به العاديون بعشر مرات.. انهم المستعدون لعمل مايتطلبه الامر لتحقيق غاياتهم  وهم أيضالايعرفون لغة الاعذار 
جرانت  كاردون  يقول ان هذا هو مستوى العظماء الذين غيروا التاريخ مثل (ستيف جوبز.. بيل جيتس ..ريتشارد برانسن .. ليونيل ميسي.. رونالدو..) ولكى تنجح  فى أيامك المقبلة يجب أن تكون انت من النوع الرابع .. وللحديث بقية.


الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

4 حلول لمشكلات الإعلام .. أولها التشريعات

أمامنا عدة طرق للخروج من المشكلات التى تحاصر إعلامنا..إما أن تغلق بعض الصحف والقنوات والمواقع الألكترونية أبوابها .. أو تندمج مع غيرها ..أو تظل تنزف إقتصاديا حتى تموت ..ومن هنا تأتى أهمية تطبيق التشريعات الاعلامية  الجديدة .. لإنقاذ كثير من مشكلات الاعلام  المتهم  بالإنفلات والفوضى ..نحن إذن نواجه موقفا صعبا أمام خيارات محدودة للخروج بإعلامنا من مشكلاته :
أولا:التشريعات
لابد أن نتخلص من حالة الجدل  حول التشريعات الاعلامية .. لننظر فى المشكلات التى تواجهنا فى تطبيقها ..وأولها أن ماصدر من تشريعات أبقى مشكلة الصحفى الألكترونى معلقة ..فرغم أن القانون عرف  الصحيفة بأنها:
كل إصدار ورقى أو إلكترونى يتولى مسئولية تحريره أو بثه صحفيون نقابيون.....
وان المؤسسات الصحفية:
هى المؤسسات وشركات النشر والتوزيع ووكالات الأنباء وتصدر صحفا ورقية أو إلكترونية.

  إلا أننا مازلنا أمام مشكلة أن قانون نقابة الصحفيين الحالى لايعترف بالصحفي الألكتروني ..وأنه لكى يحصل على عضويتها يجب أن يقدم خطابا من رئيس تحرير جريدة مطبوعة.. وهو ماتفعله كل الصحف والمؤسسات حاليا .. ولهذا يجب فورا تعديل قانون النقابة ليتواءم مع التشريعات
ثانيا:نزيف الخسائر
تسعى الدولة لوقف النزيف المستمر منذ سنوات لخسائر المؤسسات الصحفية القومية التى لم تعد- بعضها - قادرة على الإستمرار فى الاصدار ولا فى صرف المرتبات للعاملين بها ..فالديون أثقلتها والاعلانات خذلتها والتوزيع أحبط العاملين بها  .. ومن هنا تاتى أهمية  انشاء الهيئة الوطنية للصحافة التى تتولى مساءلة القيادة الإدارية والتحريرية للمؤسسات القومية في حالة ثبوت خلل أو تعثر في الأداء طبقا للخطة المعتمدة..وتقوم بإجراء تقويم دوري شامل لكل إدارات المؤسسات الصحفية وإصداراتها، واتخاذ الإجراءات  اللازمة..وهو ماننتظر تنفيذه عمليا .

ثالثا: الأزمة
فى كل فترة  صحف و قنوات ومواقع ألكترونية  تختفى والدنيا تسير ..  تم دمج قناتي (سي بي سي اكسترا)  و(النهار اليوم)  فى قناة جديدة  .. وفى هدوء ألغت قناة (العاصمة 2) بعض برامجها وقيل أنها  ستباع لنادى الزمالك ..والمتابع للقنوات الفضائية سيكتشف انه على مدى الشهور الماضية أغلقت الكثير من القنوات دون أن يشعر بها أحد ..فالذين أطلقوها كانوا يأملون الحصول على جزء من كعكة الاعلانات  .. لكن السوق تكاد تعيش بصعوبة  .. وبالتالى فالمصير هو نفسه الذى ينتظر العديد من القنوات التى ظهرت فيها اثار الازمة الاقتصادية .. وقرر اصحابها اختيار الطريق الذي لامفر منه وهوالذى تأخر بالنسبة للصحف ..الإلغاء أو الإندماج  ولا حل آخر حاليا
رابعا: الدمج
فى شهر مايو الماضى توقفت صحيفة (نيو داى)  البريطانية عن الصدور بعد 9 أسابيع  من صدورها ووصول مبيعاتها الى 40 الف نسخة يوميا  وكان ناشروها يستهدفون    200 الف نسخة.. وقالت رئيسة تحريرها  (أليسون فيليبس ) إنها "جربت كل شيء"  ولم تستطع تحقيق جدوى اقتصادية.  في سوق يتسم بإنخفاض  القراء وتضاؤل عائدات الإعلانات... وهى نفس الظروف التى أثرت  على صحيفة  " إندبندنت" واكتفت بالصدور الرقمي من خلال موقعها على الانترنت

ولعل أشهر عمليات الدمج فى العصر الحديث قيام شركة ( إيه تى ..آند .. تى) وهى  أكبر شركات الاتصالات وخدمات الانترنت في امريكا  بشراء شركة تايم وارنر،  الشركة الأم ل(سى .إن . إن) فى صفقة قيمتها  85  مليار دولار    أما الصحيفتان الايطاليتان ( لاريبوبليكا )و( لا ستامبا) فقد اندمجتا  لانشاء مجموعة اوروبية فى صناعة المعلومات الرقمية..
والدمج سيكون أهم وأصعب قرارات الهيئة الوطنية للصحافة


الخميس، 15 ديسمبر 2016

الوقت الآن ليس للخلافات والانقسامات.. فالواقع الصعب الذي تمر به مهنة البحث عن المتاعب يحتاج حلولا سريعة.. قبل أن نفشل جميعا ويتدهور اعلامنا.. أمامنا تشريعات اعلامية نأمل ان توفر حلولا سريعة وتطلق اعلامنا إلي حيث المكانة التي يستحقها.. وعلينا ان ننحي خلافاتنا جانبا ونناقشها بجدية.
قرأت المسودة التي اثارت خلافا كبيرا بين نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة مع الحكومة.. ولم اجد فيها ما يستدعي رفضها من بعض زملائنا.. صحيح ان هناك مخاوف من تعديلات يجريها مجلس النواب علي مشروع القانون.. ولكن أليس هذا المجلس هو الذي انتخبه الصحفيون ضمن جموع الشعب أملا في اقرار تشريعات تنهض بالوطن.. ثم أليس من العقل ان نشارك بآرائنا في المقترحات وان نحترم في النهاية رأي الأغلبية التي تصدر القرار.. أليست هذه هي الديمقراطية.. تعالو إذن نناقش الموقف بعيدا عن العصبية ويتجرد عن الذات وبعقول متفتحة انقاذا لمهنتنا من خلال هذه الملاحظات.
أولا المشهد الإعلامي: لقد صور لنا البعض ان هناك تيارا واحدا يعارض هذه التشريعات ويزيد فرض رأيه ليبقي في المشهد الإعلامي لأطول فترة ممكنة.. وإذا عدنا إلي ما قبل العامين الماضيين فإننا سنجد ان هذا التيار نفسه هو الذي تصدي لهيمنة الإخوان علي المجلس الأعلي للصحابة والمؤسسات القومية.. الآن جاء الدور عليه ليترك مكانه لتيارات أخري لتأخذ فرصتها.. فقد ثبت فعلا ان الأمور ساءت أكثر مما كانت بالمؤسسات الصحفية.. فالحياة لا يمكن ان تتطور في ظل بقاء الوضع علي ما هو عليه.. بل تتطور بالأفكار المبتكرة وضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات.
ثانيا مؤسسات إعلامية: المسودة الحالية للتشريعات تقدم اقتراحات لانقاذ المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة التي تواجه تحديات كثيرة في مقدمتها هذا الغول القادم من السوشيل ميديا الذي انتصر عليه حتي الآن علي الأقل.. فالاعلانات لم تعد كما كانت.. والتوزيع من الصعب ان يعود كما كان الا إذا ابتكر المسئولون الجدد عن هذه المؤسسات افكارا تستفيد من الديجتال ميديا.. وتحول المؤسسات القومية إلي مؤسسات اعلامية تصدر الصحف وتنشيء المواقع وتبتكر البرمجيات التي تجني من ورائها الأموال.
ثالثا تطوير العمل الصحفي: تطور العمل الصحفي بشكل جذري فلم يعد المحرر بشكله التقليدي مطلوبا.. بل انه الآن لابد ان يتقن لغات أجنبية ويجيد التعامل مع الديجتال ميديا.. هناك الآن صحافة الفيديو.. وصحافة الموبايل.. الصحيفة حاليا يجب ان تتواجد بالتليفونات المحمولة لتخاطب الجيل الجديد كما تخاطب الجيل القديم الذي ينقرض بمرور الزمن.. وإذا تم اختيار القيادات بنفس القواعد القديمة فلا أمل في إصلاح منتظر.. وهذا يفتح المجال أمام جيل جديد من الشباب وفي تصوري اننا يمكن ان نجد رئيسا للتحرير في ثلاثينيات أو اربعينيات العمر ولابد ان يكون ناضجا بالقدر الذي يجعله يستفيد من الديجيتال ميديا ومن شيوخ المهنة الذين لن يبخلوا عليه بالنصيحة.
رابعا فرصة: نحن الآن أمام مجلس نواب جديد اختاره المصريون وحكومة جديدة تتخذ قرارات جريئة لم تقدر علي اتخاذها كل الحكومات السابقة.. وهي تري ان مشروعها سوف يوفر حلولا للمشكلات.. فلنناقش إذن تلك الحلول ولنعطها الفرصة.. الدنيا لم تنته.. وحين تفشل فلا أقل من ان نغيرها ولترحل الحكومة وترحل مشاريعها.. والشعب هو الباقي.. وسوف نذهب نحن جميعا.. وتبقي المهنة تتغذي بجهود المخلصين من ابنائها.