الأحد، 2 فبراير 2014

الليل.. الذى لانريده ان يعود ابدا


بقلم:محمد الشرقاوى
 الليل.. الذى لانريده ان يعود ابدا

بعد اكثر من عامين على ثورة 25يناير ..مازلنا نتحدث فى نفس المشاكل والقضايا
هاهو الرئيس السابق حسنى مبارك يعود بقضيته الى نقطة البداية .. قضيته من اول وجديد .. وهاهو الاعلام الخاص يتجاهل خطورة الظهور الاخير للرئيس السابق بهذه الصورة الواثقة بانه لاجديد .. وان القوانين التى وضعت فى عهده نجحت فى ابعاد الكوابيس عنه .. وانها سوف تعيد الامور الى ماكانت عليه قبل ان يضطر الى التنحى .. اوهكذا يتصور هو ومحاموه واتباعه الذين هللو لرؤيته بشعره الفاحم وصحته الجيدة .. ونظارته وساعته  ويده الملوحة بالتحية .. والذين هللوا اكثر عندما صدر حكم الافراج عنه .. صحيح انه مازالت هناك قضايا اخرى عطلت الفرحة .. لكن يبدوا انهم ينتظرون ماسيأتى ..
واظن بكل الاسى والاسف ان الايام القادمة تمتلئ  بالمفاجات ..ففى الاسبوع المقبل يصدر الحكم المنتظر للنائب العام  بتنفيذ قرار عودة القديم .. وسوف يكون ذلك نقطة تحول خطيرة فى التاريخ المصرى المعاصر .. ولست متشائما حتى اتوقع الاسوأ .. ولكنى اتخيل ما يمكن ان يكون غير مصدق الان .. وتعالوا نتخيل فقط مايمكن ان يحدث ..اليست الثورة نفسها كانت خيالا تحقق على غير موعد
اذا عاد النائب العام السابق .. فلابد ان تتغير مسار البلاغات التى نسمع عنها الان .. ولابد ان نشهد تغييرا واضحا فى اللعبة السياسية .. والبراءات التى صدرت والتى ستصدر بحق المتهمين ستتحول الى عمل ثورى ..حيث يتغير مفهوم الثورة  وتصبح الثورة المضادة هى الثورة .. ويعود الجميع الى السجون ..بتهمة الارهاب وقلب نظام الحكم ويتحول الشهداء والمصابون الى خارجين على الشرعية .. وبين ليلة وضحاها يعود ابو المصريين الى قصر الاتحادية ويتحدث الى شعبه الذى تحمل العامين الماضيين من السواد والخراب ويقدم لهم الرئيس الذى كان متهما بانه الوريث ليبشرهم بايام من الرغد تعوضهم عن الايام السوداء التى عاشوها .. وتعود للصحف القومية اشهر كلمات العهد السابق وفى مقدمتها المحظورة .. ويعود ايضا الكتاب التاريخييون لمصر الذين اتهموا  تطل من عيونهم براءة الاطفال ..سيظل حمدين صباحى فى مكانه يعارض .. ويهاجر البرادعى ويدخل ابوالفتوح السجن مع من تبقى حيا من قيادات الاخوان والسلفيين ..
لقد حدث مايشبه ذلك فى رومانيا ..وافاق الناس هناك بعد مقتل شاوسيسكوا ونجاح الثورة .. بان كل شيئ عاد من جديد الى ما كان عليه  وصارت الثورة ذكرى لامعنى لها
لا احد يتمنى ان يكون ذلك هو مصير ثورتنا .. ولا اظن ان كل الوطنيين ابتداء من الاخوان والسلفيين وجبهة الانقاذوالمعارضين الشرفاءسوف يسمحون ان يحدث ذلك الا على جثثهم .. ومن اجل الا يحدث ذلك ولا حتى نقترب منه .. يجب ان يستعيد  الجميع فورا روح الثورة التى جمعتهم يوم الخامس والعشرين من يناير .. وان يتفقوا على اجراءات ثورية تغير القوانين التى تعيد الان كل شيئ الى ماكن عليه .. وكأن الدنيا لاتتغير .. وكأن مصر مكتوب عليها الا تفيق من كبوتها
الاخوان وكل معارضيهم يجب ان يعيشوا من جديد الحالة الثورية التى هجروها مما سمح للماضى بان يطل بنظارته السميكه وشعره المصبوغ بلون الليل .. الليل الذى لانريده ان يعود ابدا  

ليست هناك تعليقات: