الخميس، 9 أبريل 2015

لا تعجبني الطريقة التي يتحدث بها السيد إسلام بحيري.. ولا الكلمات الجارحة التي يعبر بها عما يريد.. ولا الكثير من أفكاره التي قال الأزهر انها تشكك في ثوابت الدين.. ولم أكن أتمني أن يصل الأمر إلي المحكمة لأننا نتوقع أن يكون الحكم في غير صالحه مع احترامي الكامل لحقه في التفكير ولكن دون تعصب أو اساءة للآخرين.. لقد نسي انه في دولة الإسلام دينها الرسمي.. ويؤكد دستورها ان الأزهر هو المسئول عن حماية الاسلام ونسي ان المرحلة التي تعيشها البلد الآن لا تحتمل معارك أخري فوق تلك التي تخوضها منذ الثلاثين من يونية.. وفي تصوري ان السيد اسلام وقع في أربعة أخطاء كفيلة بأن ينصرف عنه الناس.
أولاً: الاحترام والتقدير
كان يمكن أن نعتبر برنامجه يحرك المياه الراكدة في الحياة الفكرية ويفتح باب المناقشات والاجتهادات لتوضيح تعاليم الاسلام الصحيحة.. لو أنه أدار نقاشا موضوعيا وحاور علماء الاسلام بأسلوب علمي.. لكنه منذ البداية يتحدث بلغة ليس فيها أي احترام أو تقدير لعلمائنا.. ويستخدم ألفاظا وكلمات يصف بها تراثنا كالعفن والفساد والغثاء.. ويقدم نفسه علي انه الوحيد الذي يفهم والذي يفيد الناس وينتشلهم من المستنقع الذي سقطوا فيه.. ويقدم أفكاره بطريقة فيها اساءة لأخلاق المسلمين وبعيدة عن المنهج العلمي في مناقشة ما يراه خطأ.
ثانياً: التحدي الأجوف
كأنه لا يعيش في مصر ولا يعرف طبائع المصريين.. يتحدي الجميع ويهاجم الأزهر ويشيع انه أهدر دمه ويجزم بأنه لا يستطيع أن يغلق برنامجه.. مع ان الأزهر أصلاً لم ينسب لنفسه هذه القدرة ونفي المزاعم بالتكفير.. وكأن السيد اسلام بحيري يتصور أن يصمت الأزهر علي الإساءة لأئمة الإسلام.. ولعله لا يعرف ان الأزهر نفسه ثار مرات عديدة ضد أي اساءة للإسلام.. الأزهر نفسه لم يكن يوافق علي كثير مما كانت تبثه قنوات محسوبة علي التيار الديني ووقف ضد كل من كان يفسر الاسلام علي هواه.. وحين يقوم الأزهر بدوره في الدفاع عن الاسلام يستحق الشكر وليس الاستهانة به.
ثالثاً: الأمن القومي
أغلقت الحكومة قنوات دينية لأنها رأتها تهدد الأمن القومي المصري وتزرع الشقاق بين أبناء الوطن..فكيف تصور السيد اسلام ان أحدا لا يستطيع إغلاق قناة تجارية يقدم فيها برنامجه.. ان صاحب أي قناة يستطيع إغلاق قناته أو أي برنامج يري انه لا يتفق مع قناعاته.. وفي الأسابيع الأخيرة شاهدنا قنوات تغلق ومذيعين تلغي برامجهم.. ولم نجد هذا التحدي الذي وصل إلي درجة التهديد باللجوء إلي رئيس الجمهورية.. وكأن رئيس الجمهورية يمكن أن يحمي أي مخطيء.. وكلنا نعرف ان الرئيس سيلتزم بالدستور الذي استند إليه الأزهر.
رابعاً: حرية الإعلام
قناة القاهرة والناس التي تذيع البرنامج أغلقت منذ عدة شهور برنامجا لمجرد انه اصطدم برجل أعمال شهير.. ومع عدم تأييدي لفكرة الالغاء فأنا من أنصار حرية الفكر والابداع إلا انني أري الظروف الراهنة تبيح أي شيء.. حتي لو كان اغلاق القناة نفسها فكيف تصور انه محصن ببرنامجه.. القناة احتضنت البرنامج ودافعت عنه ضد كل الهجوم الذي تعرض له منذ عدة شهور.. كان عليها أن تدرك ان الأمر لم يعد برنامجا يناقش الحجة بالحجة ولكنه برنامج تحول إلي سلاح للتهديد والهجوم علي التراث الاسلامي.. فكلنا نسمع منذ أكثر من عام انه عندما يتهدد السلام الاجتماعي والأمن القومي فلا حديث وقتئذ عن الحرية.. ودور الدولة هو حماية الوطن مهما كانت التضحيات. 

الخميس، 2 أبريل 2015

3 ملاحظات حول الإعلام الأزهري

ليس في العنوان أي خطأ.. فأنا أقصد فعلا الحديث عن الاعلام الذي ينتسب للأزهر أو الاعلام الذي يعبر عن الأزهر الشريف ولم أشأ كتابة كلمة الاعلام الديني مع ان الحديث في النهاية يدور حول هذا المعني لأن الأزهر بالفعل لديه كل وسائل الاعلام المستقلة عن الدولة والناطقة باسمه. ولكن هل تعبر عن أهم وأكبر مؤسسة للمسلمين في العالم؟
لدي الأزهر منذ سنوات صحيفة ومجلة ولديه الآن قناة تليفزيونية باسم الأزهر لا تذيع منذ شهور عديدة غير القرآن الكريم كبث تجريبي.. الأزهر له جامعة بها كليات وأقسام للإعلام وإذا أضفنا أقسام اللغات والترجمة يكون لدي الأزهر كل عناصر الإعلام الحديث التي تمكنه من أن يمتلك أقوي جهاز إعلامي يقدم اعلاما يخدم الوطن بعيدا عما نراه منذ فترة في فضائيات بعيدة عن الموضوعية وعندي ملاحظات كثيرة أتحدث عن ثلاث منها اليوم.
أولاً: مركز الكتروني
ما نشر منذ أيام عن قرار إنشاء مركز الكتروني للرد علي داعش يثير العديد من التساؤلات لأن التصريحات التي نشرت بالصحف منذ أيام تقول انها فكرة تضاف إلي أفكار أخري سبقتها ومن المتوقع أن تتقدم شركة للأزهر بمشروع موقع متطور ولدي الأزهر علماؤه الأجلاء الذين لديهم القدرة علي اعداد مؤلفات لا حصر لها للرد علي الأكاذيب الداعشية لكي يتم وضعها علي الموقع وينتهي كل شيء.. مجرد فكرة تموت بعد ولادتها بقليل.. فلماذا نتعب أنفسنا ويكلف الأزهر نفسه آلاف الجنيهات ولديه مواقع يمكن استغلالها في ذلك.. موقع الأزهر نفسه وموقع صحيفته ومجلته.. وموقع المجلس الأعلي للشئون الاسلامية وان كان لا يخضع لإدارته.. العالم الآن يتحدث عن منصات إعلامية متطورة وليس مجرد مركز الكتروني والأزهر بقامته العالية لابد أن ينشئ منصة اعلامية تضم الصحف الورقية والقناة الفضائية والمواقع الالكترونية التي تقدم عملا ضخما يليق به ويجعل كل المسلمين يلجأون إليه إذا احتاجوا أي شئ ويكون الرد علي داعش بشكل عملي. فالمنصة الاعلامية تحول الأزهر كله إلي استخدام الديجيتال ميديا ليخاطب العالم بشبابه ونسائه وشيوخه وأطفاله.
ثانياً: خريجو الأزهر
أعرف زملاء يعملون بالصحف والمجلات الآن من خريجي كليات الأزهر سواء الاعلام أو اللغات والترجمة وهم علي مستوي عال من الكفاءة.. لماذا لا يستفيد الأزهر بخريجيه ويقدم نموذجا اعلاميا مختلفا.. نحن لا نريد صحيفة دينية ولا موقعا اسلاميا.. فكل المواقع والصحف والقنوات هي اسلامية مادامت تراعي الأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.
ثالثاً: مرجعية اسلامية
نحن لا نقول ان الدستور المصري دستور اسلامي رغم ان مرجعيته اسلامية وينطلق في كل قوانينه من الشريعة الاسلامية التي اعتبرها المصدر الرئيسي للتشريع.. ولهذا أريد أن تنطلق قناة الأزهر من هذا المفهوم.. لا يجب أن تكون قناة دينية تذيع القرآن والبرامج الدينية فقط.. الاسلام هو الحياة والمسلم يمارس حياته من منطلق اسلامي ويراعي الله في كل شئونه الحياتية. لهذا أريد لهذه القناة أن تقدم لنا لقاءات وبرامج كلها تنطلق من المرجعية الاسلامية وليست برامج دينية فقط.. بالطبع تكون هناك برامج متخصصة للشرح والتفصيل ولكن لابد من برامج حياتية تربط الناس بها وتجعلهم يلجأون إليها لمعرفة الأخبار والمعلومات ومتابعي قضايا الوطن بشكل موضوعي يراعي شرع الله الذي سنقف أمامه في الآخرة ليحاسبنا عن كل كلمة أو عمل لنا في هذه الحياة.