الأربعاء، 5 فبراير 2014

وراء المتاعب
بقلم : محمد الشرقاوى
تمرد والانقاذ والثورة

لم يعجبنى كلام  زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى وهو يدين حادث استشهاد عدد من النساء فى مظاهرات الاخوان بالمنصورة .. اذ قال ان الذين يتحملون مسئولية هذه الدماء هؤلاء الذين دفعوهم الى هذه المظاهرات .. وهذا الكلام يذكرنا بما كان يقال عن فتاة (عباية الكباسين) ولماذا ذهبت الى ميدان التحرير .. وما كان يقال عن كل الشهداء الذين سقطوا عند مجلس الوزراء والاتحادية والسؤال الغريب من قال لهم اذهبوا الى هذه الاماكن ..
كلنا نتفق على ان حرية التظاهر واحدة من انجازات ثورة 25 يناير ..والدولة عليها ان تحمى المتظاهرين لانهم يعبرون عن ارائهم بشكل سلمى .. لم يكن المتظاهرون فى المنصورة يحملون اسلحة ولاهاجموا احدا .. فالمشاركات فيها نساء سلميات فوجئن مع بقية المتظاهرين بالبلطجية يهاجمون المظاهرة السلمية وحدث كما حدث من قبل فى المظاهرات التى كان ينظمها الثوار منذ ثورة يناير وكنا نحزن وندين اعمال البلطجة .. الان اختلفت الصورة لدى البعض واصبحت الادانة من نصيب المتظاهرين ..
المشهد السياسى فى بلادنا يزداد تعقيدا يوما بعد .. كنا زمان نطالب بحل مشكلة المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم .. الان نريد قتلهم ونصورهم على انهم شياطين ينبغى تطهير الوطن منهم ..الى هذا الدرجة صارت الكراهية قاتلة .. انظر الى هؤلاء الذين يهاجمون الاخوان ستجدهم يستخدمون مفردات لم يستخدمونها وهم يتحدثون عن الاسرائيليين ..ابناء الوطن الواحد صاروا  فى نظر البعض اسوأ من اعداء الوطن .. كراهية بلغت حدا لايمكن معه الحديث عن مصالحة وطنية .
للاسف بعض الوطنيين يتحدثون عن المخالفين لهم بمنطق التصفية .. كيف نتصوران الساحة لن تتسع الا لاتجاه واحد يريد القضاء على الاخر .. العالم كله يتحدث عن التعايش ونحن نتحدث عن التصفية  وافساح الساحة لاتجاه واحد لايتحدث الا عن معتقلات وسجون .. ونسينا جميعا هموم الشعب الذى تنفجر من اجله الثورات

المفروض ان حركة تمرد وجبهة الانقاذ قد حققتا اهدافهما ووصلتا الى السلطة ..يعنى لايصح ان تظلا  فى الجانب المعارض.. وبالتالى يصبح التيار الاسلامى هو المعارضة ..هكذا يحدث فى الدول التى تقوم فيها ثورات تغير الانظمة القديمة  وتتحول الى نظام برلمانى ديمقراطى .. لكن مانراه  الان غير ذلك وهو مايثير القلق على مستقبل هذا الوطن الذى يختلف ابناؤهم حتى الان مابين مؤيد ومعارض لماحدث فى 30 يونية .
اذا قلنا انها كانت ثورة اطاحت بنظام وجاءت باخر .. فليتركوا الميادين والمظاهرات ويذهبوا الى الشعب لحل مشاكله التى من اجلها قاموا يثورتهم .. نحن امام وضع غريب فالثورة لم تفعل شيئا حتى الان .. تما ما  كما كانو يقولون على النظام الذى اطاحوا به  

ليست هناك تعليقات: