الأحد، 2 فبراير 2014

كل عام وانتم بخير

وراء المتاعب
بقلم:محمد الشرقاوى
كل عام وانتم بخير

يأتى شهر الصيام هذا العام والوطن ينزف ..ارواح صعدت الى ربها راضية مرضية.. واخرى مازال اصحابها يصارعون من اجل البقاء بعد ان اصيبوا فى الاحداث الاخيرة .. ولايعلم احد الا الله سبحانه وتعالى متى تصعد الى بارئها ..
سبحان الله العظيم ..من كان يظن ان ماحدث فى الاسبوع الماضى جاء بهذه السرعة .. انها الحكمة الالهية   .. يؤتى سبحانه الملك من يشاء  .. وينزع الملك ممن يشاء ... ولايملك البشر الا الانصياع لحكمته فهو  القادر على كل شيئ
يأتى شهر رمضان الكريم هذا العام  وقد فقدت اصدقاء اعزاء ..قال احدهم لى انا ا لدنيا للاقوياء ..وحاولت جاهدا ان اقنعه باننا ضيوف عليها وانها ملك لله  وان الانسان عليه ان يفعل الخير ولاينتظر شيئا .. وان عليه ان يسير على حسب قناعاته مادام يثق بانها خالصة لوجه الله .. وعبثا حاولت اقناعه بان الدنيا لاتحتمل صراعات ابدية .. وان كل شئ يتغير ولا دائم الا الله ..وامس هاتفنى بصوت متحشرج وكان يصارع الموت .. وفهمت بصعوبة انه يريد ان يرانى بالمستشفى قبل ان يموت.. وهانذا انتهى من كتابة هذا المقال لاذهب اليه ولعلى اسبق ملك الموت  ان كان الله قد قدر النهاية .. وصديق اخر ارسل كلمات باكية وهو يصارع الموت وكتبتها على صفحتى التى لم ازرها فى الفيس بوك منذ الثلاثين من يونيه .. وكان يقول فيها : حروفها من دموع ..وسطورها قتلى ..نزفت دماؤهم على ارضها .. امام اعيينا بكراهية لم نعرفها من قبل..
يالها من كلمة :: (كراهية ) توقفت عندها كثيرا .. فلم يحدث ان رأينا هذا الكم الهائل من الكراهية فى وسائل الاعلام  مثلما حدث بعد الشحن الاعلامى غير المسبوق .. ورحت استرجع كلماته :حروفها - -- يقصد مصر- من دموع
لقد كانت الدموع هى نجم الاسبوع الماضى الذى بداته بوفاة زميلى خالد عبد العليم .. الذى لم استطع رثاءه وقتها فقد كانت الصدمة اقوى من اى كلام ..قبل الوفاة بيوم واحد زارنى فجأة بمكتبى وقال بنبرة صادقة :اشتقت ان اراك .. قلت ضاحكا : ليه يابنى.. هاتموت.. ولا انا اللى هاموت ..
ولم اكن يومها اعرف انها كانت ضحكته الاخيرة .
ياسبحان الله .. لم تكن ضحكته هو فقط الاخيرة .. فقد فقدت اصدقاء اخرين قبله وبعده ولعلى اتذكرهم الان ونحن فى اعظم شهور السنه .. الشهر الذى هو خير من الف شهر ..شهر يجمع الناس بينما هم يدخلونه هذا العام وهم فى شقاق .. نصوم الان ومازلنا نتمنى ان تتم مصالحة عامة لجميع ابناء الوطن .. صحيح انها دعوة صعبة التنفيذ .. لكن الامل يبقى هو الخيط الذى ننتظره فى نهاية النفق ..
كل عام والجميع بخير


ليست هناك تعليقات: