الخميس، 12 يوليو 2012

ورا المتاعب
هموم الصحافة.. في عهد جديد

محمد الشرقاوى
12/07/2012 02:04:46 ص
قررت بيني وبين نفسي أن ألغي من قائمة القراءة اليومية ثلاث صحف.. لافتقادها للأمانة الصحفية والابتعاد عن المهنية.. واتخاذها أسلوباً يعتمد علي الترويج للأكاذيب.. وكل همها البحث عن تشويه فصيل سياسي.. والدفاع عن جهة ما..
صحف تزرع في المجتمع التفرقة والكراهية وتصفية حسابات خاصة.. الصحيفة الأولي خاصة والثانية قومية والثالثة حزبية.. وكلها كثيراً ما نشرت علي صفحاتها تكذيباً لما نشرته وبعضها مرفوع ضدها قضايا لتجاوزها أخلاقيات المهنة.. ولا أعرف لماذا يتخذ بعض الزملاء الذين ينتمون إلي مهنة البحث عن المتاعب هذا الأسلوب السيئ.. ولماذا لا يراعون ضمائرهم وعلي مستوي الفضائيات هناك قنوات تحتاج إلي مقاطعة شاملة وهي ما يطلق عليها قنوات الفلول.. لا هم لها غير الهجوم علي رئيس الجمهورية وحزبه ومحاولة تشويهه بالإدعاء بأن قراراته لا يتخذها بنفسه.. بل هناك من يملون عليه القرارات.. وهذا كلام سخيف لا يصح أن يقال عن رئيس تولي المسئولية بعد أن فاز بتأييد الشعب وله تاريخ نضالي طويل جعله يفوز بثقة الشعب.
ولابد أن نعترف بأن كل ما يقال الآن عبر الفضائيات وعلي صفحات الصحف من أكاذيب وشائعات يعكس مدي سعة الصدر التي يتمتع بها الرئيس وهو يري أناساً يهاجمونه بشدة ولا يظهر أي ضيق أو يتخذ أي إجراء ضدهم.
لم نر طوال الثلاثين عاماً الماضية قاضياً كبيراً ينشر في الفضائيات والصحف تحذيراً للرئيس بأن يتراجع عن قرار أصدره وإلا ستكون هناك إجراءات أخري.. لقد شاهدنا قضاة في الزمن الماضي وجهوا انتقادات أضعف مما يحدث الآن وتمت احالتهم للمساءلة والعقاب.. ورأينا كيف كانت القضايا تلفق لمن يجرؤ علي انتقاد الرئيس.. الآن يتظاهر العشرات أو المئات عند قبر الجندي المجهول ويظهر بعضهم علي الفضائيات ليطالبوا بعزل الرئيس المنتخب من ملايين المصريين في انتخابات نزيهة.. ولم يقل لهم أحد أي كلام أو عتاب.. أننا في مناخ حر يعطي للجميع حق إبداء الرأي دون خوف.. لكن الواقع يقول إن البعض لا يعرف حدوده.. وأي مواطن يتجاوز في كلامه لا يجد من ينبهه بأنه يتحدث عن الرئيس وأن عليه أن يتحدث باحترام عن من في مكانة والده.
ان ما يحدث الآن يؤكد أننا في حاجة ماسة إلي إعادة تنظيم الإعلام المصري.. وكبح جماح الفلتان الإعلامي.. فليس من حق أي إنسان أن يقول ما يشاء دون حسيب ولا رقيب.. هناك أخلاقيات عامة.. وقوانين يجب الالتزام بها.. أن هموم الصحافة المقروءة منها والمرئية يجب أن ينظر إليها بشكل مختلف.. ولست أدعو إلي قيود إعلامية ولكني فقط أطالب بأن يكون هناك من يحاسب المخطئ عن خطئه.. فليس معقولاً أن يقول أي إنسان أي كلام حتي لو كان ضد القانون ثم يمضي بلا حساب.. هناك قوانين وميثاق شرف صحفي ونقابات يجب أن تجنبنا هذا الإنفلات الإعلامي.. نحن الآن في عصر جديد يعتمد علي الشفافية والضمير ومن حق الناس أن تري إعلاماً صادقاً ينشد الحقيقة ويبتعد عن الترويج للشائعات.. والأغراض الخاصة.. إعلام يعرف قيمة أن يقول الحق ولا شيء غيره

ليست هناك تعليقات: