الأحد، 2 سبتمبر 2012



مصر الثورة مع سوريا الحرة

 

دعت وزارة الاعلام السورية فى الاسبوع الماضى عددا كبيرا من الاعلاميين والشخصيات العامة فى العالم العربى لزيارة دمشق.. فى محاولة لاقناع العرب بان الوضع مازال مطمئنا .. وان بشار رئيس قوى وان ما يحدث ليس الا مجموعة معارضة تريد قلب نظام الحكم ..

لم يستفيدوا اذن مما حدث لصدام حسين والقذافى وعلى عبد الله صالح .. ولعلهم ايضا لن يستفيدوا من كلمات الرئيس محمد مرسى  التى القاها فى القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز فى ايران .. والتى اكد فيهاموقف مصر الثورة  المؤيد لكفاح الشعب السورى ضد نظام قمعى فقد شرعيته

 

&&&

 

ورغم ان الاعلام الايرانى حاول التعتيم على الكلمات القوية ضد النضام السورى الحاكم بمنع صوت الرئيس مرسى فى الفقرات التى انتقد فيها حكم بشار الاسد .. الا ان العالم كله استمع الى الكلمات التى اعادت للاذهان صورة مصر القوية قائدة العرب وهو يعلن ان مصر على اتم استعداد للتعاون مع كل الاطراف ..سعيا لحقن الدماء والاتفاق على رؤية واضحة للمبادئ التى ستقوم عليهاسوريا الحرة الجديدة تدشينا لمرحلة بناء ونهوض يتوق اليها كل سورى مخلص لوطنه وشعبه واهله وتاريخه

 

&&&

 

ومن يشاهد التليفزيون السورى يدرك حقيقة هذا النظام الذى لايقرأ التاريخ  ولايستفيد من تجارب الاخرين ..فلا حديث الا عن الدول المؤيدة لبشار الذى يقوم حاليا بالقضاء على الفتنة والتمرد  هكذا يصورون الاحرار  ويتعاملون بمنطق غريب يعكس مدى المأساة التى يعيشها هذا النظام الذى يعرف فى قرارة نفسه انه راحل لامحالة .. وكل مايحدث هو تعطيل لاحلام الشعب .. وسعى يائس لاجهاض ثورة سوف تنجح فى تغيير سوريا الى سوريا الحرة الجديدة .. واغرب ما يقوله النظام السورى تبريرا لما يحدث من انشقاقات ان ينظف نفسه بنفسه .. اذن النظام ينظف نفسه اولا باول حتى اخر  رجل فيه .. وهو ما ينتظره الشعب

 

&&&

اننا لانريد ان تكون نهاية الازمة السورية اشبه بالنهاية الليبية .. نريد حلا سلميا يحفظ الدم السورى .. ويعيد بناء ماخربه النظام الحاكم.. ولعل المبادرة المصرية  لحل الازمة السورية تحقق ذلك للشعب السورى وهى المبادرة  التى قدمتها مصر فى مؤتمر مكة الذى عقد فى اخر رمضان الماضى هى طوق النجاه  للخروج من الازمة .. حيث تدعو  الاطراف الفاعلة لاخذ الخطوات اللازمة لايجاد الحل المناسب للخروج من هذه المحنة التى يعانى منها الشعب السورى.. والمهم الان ان يدرك نظام بشار الاسد ان الفرصة مازالت مواتية الان للخروج من المأزق الحالى بالتعاطى مع هذه المبادرة التى تحقن الدم السورى وتحقق حلم الشعب فى حياة مختلفة  دون ازهاق ارواح اخرى

                                                                   جريدة الرأى

ليست هناك تعليقات: