الجمعة، 14 سبتمبر 2012


وراء المتاعب

بقلم : محمد الشرقاوى

لاشيئ تغير ..فى حياة البسطاء

 

اذهب الى اى مستشفى حكومى .. او اى شارع فى  منطقة شعبية ..او اية مصلحة حكومية .. وقل لى ماذا تغير فيها بعد ثورة 25يناير..؟

 لاشيئ..!

افتح مشكلة الاسكان او  التعليم او  البطالة او  الاسعار.. وقل لى ماهى الحلول التى تحققت حتى الان.. ؟

لاحلول..!

كل هذه القضايا تهم البسطاء وهم غالبية هذا الشعب الذى قام بالثورة قبل اكثر من عام ونصف العام .. وحتى الان لم يشعروا ان شيئا يهمهم قد تحقق

تعال اذن نحدد ماتحقق ..و سنجده كثيرا على المستوى السياسى.. ابتداء من الافراج عن عدد كبير من المعتقلين .. وفتح ملفات فساد المسئولين السابقين . وحقوق الشهداء والمصابين وتغيير وسائل الاعلام  وكثير من كبار قيادات الدولة.. وحتى هذا الذى تحقق مازالت له بقايا معلقة .. وبشكل عام يمكن القول ان ماتحقق  لايصب كثير منه فى خانة البسطاء .. ولكن معظمه يتعلق بالطبقات غير المطحونة من الشعب الذى مازال يعانى من كل ماكان يعانى منه فى الزمن السابق على ثورة الشعب ..التى رفعت شعارا اساسيا وهو عيش وحرية وعدالة اجتماعية .. فلا العيش توفر  ولا الحرية تحققت بشكل كامل ولا العدالة الاجتماعية ظهرت .

 مازالت ملايين الاسر تعيش فى المقابر .. ومازال الفقراء يموتون من الامراض التى لايستطيعون علاجها ..

روى لى صديق ماحدث له يوم مرضت امه فجأه وذهبوا بها الطبيب الذى شك فى اصابتها باورام  فى المخ .. وطلب اجراء فحوصات واشعة وتحاليل كلفتهم الكثير .. وكل يوم تزيد الام المرض على الام الطاعنة فى السن .. اسرعوا بها الى المستشفى فجر ذات يوم وكانت المفاجأة كالصاعقة عندما قيل لهم لاتوجد اماكن لاقامتها بالمستشفى .. وكان عليهم ان يذهبوا الى مستشفى اخر  وكان الرد واحدا .. وفى احدى هذه المستشفيات قالت لهم ادارة المستشفى انه لايوجد سرير.. وفى نفس الوقت دخل فنان معروف الى مدير المستشفى وخرج ليحضر قريبا له ليدخله المستشفى ..

اذن هناك اماكن ولكن لاناس اخرين .. نفس الطريقة التى كانت موجودة من قبل وهى انتشار المحسوبية والمعارف .. من يعرف كبيرا يمكنه ان يعيش .. ومن لايملك شيئا عليه ان ينتظر شهادة وفاته .. وبكل اسف ظل صديقى يبحث عن مكان باى مستشفى لعلاج امه حتى لقيت ربها قبل ان تدخل اى مستشفى حكومى .. والقصة تتكرر يوميا عشرات المرات .. ولك ان تسأل الان اى مستشفى حكومى عن سرير لعلاج حالة مستعصية . لن تجد لانك فقير  اما الاغنياء فامامهم المستشفيات الخاصة والعلاج بالخارج .. والطرق امامهم ممهدة للعلاج على نفقة الدولة فى الداخل والخارج ايضا .
باختصار لاشيئ تغير فى حياة البسطاء .. لان الدولة الجديدة التى تتشكل الان اعطت اهتمامها الاول للسياسة .. ومازالت غارقة فيها .. حتى القضايا الرئيسية فى برنامج الرئيس وهى الامن والنظافة والمرور.. مازالت متعثرة رغم انها بالاساس تهم الاغنياء اكثر مما تهم البسطاء الذين يعيش معظمهم فى الريف .. حيث لااثر لمشكلة المرور ولاالنظافة   .ومازالت الملايين تحلم بان يتحقق  الحلم الذى ذهبوا من اجله ليعطوا اصواتهم للتيار الاسلامى . وكل مانخشاه ان يطول الانتظار الى مابعد المائة يوم الاولى فى حكم الرئيس

ليست هناك تعليقات: