الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

محمد الشرقاوي : 4 ملاحظات حول كتاب الجمهورية.. عن مصر الانتماء

في الوقت المناسب جاء كتاب "مصر.. الانتماء والثقة السياسية".. ضمن سلسلة كتاب الجمهورية.. التي أصدرت علي مدي الشهور الماضية عدداً من الكتب المهمة.. تحمل اسم مصر.. ابتداء من كتاب العلاقات المصرية الأمريكية.. والتغيرات في الشخصية المصرية المعاصرة.. ومصر وتجديد البناء الحضاري.. وأزمة الحركة الإسلامية في مصر.. وهوية مصر في عالم متغير.. وأخيراً الكتاب الذي أجمل الحديث عنه في أربع ملاحظات ربما تلخص أفكاره الرئيسية لعلها تدفع شبابنا إلي قراءته في هذا الوقت الذي تتعرض فيه مصر لحملات مغرضة تستهدف النيل من استقرارها وتوحدها وازدهارها.
أولاً: الانتماء لمصر
لم ينشغل مؤلف الكتاب الدكتور عبدالرءوف الضبع أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج.. بالحديث عن معني كلمة مصر التي استهلكتها كتب كثيرة.. ولكنه ركز في شرح واسع لمعني الانتماء الوطني والذي حدده في الفصل الأول وكان عنوانه "لمصر الانتماء والولاء" مؤكداً بذلك أن الولاء والانتماء لمصر هو المعيار الرئيسي للوطنية.. ثم راح يشرح معني الولاء والمفاهيم المرتبطة بالولاء والانتماء.. من خلال دراسات لغوية وتاريخية متعمقة.. ولكن الأستاذ سيد حسين رئيس تحرير سلسلة كتاب الجمهورية أفاض في الحديث عن معني الانتماء علي مساحة تقتنص من الكتاب 15 صفحة بعنوان "قبل المقدمة" وهي دراسة جيدة لمعني الانتماء تضيف إلي الكتاب فائدة أخري.. فهو من السطر الأول يحدد للقارئ معني الانتماء بقوله "الانتماء هو الارتباط والالتصاق الحميم للإنسان بأرضه ووطنه.. وكما يقول علماء الاجتماع إن الانتماء يقوي ويزداد عندما يحصل الإنسان علي تعليم متطور بالمجان ورعاية صحية كاملة وعمل يناسب قدراته وتخصصه طبقاً لتكافؤ الفرص المتساوية للجميع فيبدأ بتكوين أسرة سعيدة آمنة مطمئنة علي مستقبلها.. ويزداد الانتماء عند الإنسان عندما يشعر بحريته وكرامته الإنسانية.
ثانياً: أوهام
من البداية يرفض المؤلف أوهاماً سيطرت علي عقول كثير من الساسة والحكام أخطرها تلك التي يروج لها البعض عن أن الغرب يريد ويسعي لتقديم واستقلال وتنمية مصر.. ولكن أوراق التاريخ كما يري المؤلف تقول إن عقيدة السياسة الغربية نحو مصر دائمة.. وهي مصر لا تسقط ولا تصعد.. فإن سقطت مصر تهددت مصالح الغرب.. وإن صعدت مصر وتقدمت هددت مصر مصالح الغرب.
ثالثاً: السيسي
يري الدكتور الضبع أن مصر تحت حكم الإخوان كانت مهيأة تماماً لأن يبقيها الغرب في دوامة لا تخرج منها إلا وهي مكبلة بكل القيود التي تفوق القيود التي فرضها الاحتلال البريطاني لمصر.. وحين استشعر رجال مصر هذا الخطر الداهم كانت الصفعة القوية لمخططات الغرب عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة مع استعادة مصر من قبضة الجماعة وصعود الرئيس السيسي لسدة الحكم بانتخابات حرة نزيهة.. وفعل الغرب كل ما يستطيع لإجهاض ثورة 30 يونيو.. ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي قرأ التاريخ وفهم التاريخ واستوعب دروس التاريخ وأيقن أن الشعب هو القوة والقوة هي الشعب.
رابعاً: أسباب الانهيار
حدد المؤلف متغيرات اسهمت في انهيار نظام حسني مبارك أهمها: اتساع تناقض البناء الطبقي وزيادة مساحة الفقر والفقراء في خريطة سكان مصر.. وتخليه عن الشباب بأن ترك البطالة تنهشهم.. وأنهك الفلاحين ومكن الفقر منهم فأصاب أكثر ثلاث قوي اجتماعية في مقتل "العمال وتم تسريحهم من المصانع وتركهم لنظام الخصخصة لتكثيف رأس المال عند طبقة معينة.. وافقد الشباب الأمل في الحياة وتركهم للضياع في ظل بطالة لا ترحم.. والفلاحون تخلي عنهم"

ليست هناك تعليقات: