الخميس، 17 نوفمبر 2016

محمد الشرقاوى :4مشاهد من)الموت الذي تفرون منه(

أبكاني الفنان الراحل محمود عبد العزيز يوم الأحد الماضي.. حيث شيعه الفنانون وأعداد كبيرة من الجمهور الذي أحبه عبر سنوات إبداعه..قطعت العديد من قنوات التليفزيون إرسالها لنقل صلاة الجنازة وتشييع الجثمان .. في واحدة من المرات النادرة التي نشهد  فيها بالتفوق للقناة الاولي بالتليفزيون المصري الذي قطع إرساله فجأة .. بصوت المذيع الذي تشعرك نبراته بأن حدثا جللا قد وقع ..وهو بالفعل حدث جلل.. فالموت ينهي حياتنا  ..الموت الذي قال عنه الله سبحانه وتعالي .قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم .وهومايتناساه البشر حتي ياتي بغته وتبقي في الذاكرة مشاهد لاتنسي حول هذا الحزن الاهم فى  حياتنا واتحدث عن أربعة  منها:
اولا: عجائب الارقام
من عجائب الارقام فى القرآن الكريم  الذى يبلغ عدد سوره (  114 سورة)..
          
أن الدنيا  ذكرت 115 مرة........ وذكرت الاخره 115 مرة

وذكرت الحياة 145 مرة........ وذكر الموت 145 مرة
ليتخذ الانسان العبرة ..ويوازن بينهما .. يعمل الخير فى الدنيا ليفوز فى الاخرة

ثانيا:لم يمت
في نفس توقيت تشييع  جثمان الفنان الراحل  تقريبا ..كان هناك حفل تأبين للراحل الدكتور احمد زويل الذى ودع عالمنا مؤخرا ..حيث  كرم الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أسرة العالم الراحل أحمد زويل، خلال حفل تأبين خاص على هامش  المؤتمر الدولى التاسع لتطبيقات الليزر.. بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة..
وانهمرت  دموع زوجة العالم الراحل  .. خلال  التكريم الخاص به.. وهنا قال الدكتور جابر نصار لها : أحمد زويل مامتش علشان تبكى عليه .. زويل لسه عايش
فعلا الإنسان الذي يترك علما وصدقة جارية وولد صالح يدعو له هو انسان لم يمت بل هو يعيش معنا بانجازاته التي يستفيد منها البشر..وهو ما يمكن ان يقال عن المرحوم محمود عبد العزيز فالفيلم الجيد الذى يفيد البشرية نحسبه فى ميزان حسناته
ثالثا :لا مفر منه
ليس من حق  البشر الحكم علي انسان توفاه الله  .. سواء بانه كان سيئا أو خيرا في الدنيا.. وان اعماله ستكون خيرا تدفعه الي الجنه او تلقي به في النار .. فالذي يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالي الذى يحاسبنا جميعا  .. وقوله تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} ، كقوله تعالى في سورة النساء: { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} ، ففى تفسير الطبرانى  يَقُول تَعَالَى  لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { قُلْ } يَا مُحَمَّد لِلْيَهُودِ { إِنَّ الْمَوْت الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ } فَتَكْرَهُونَهُ , وَتَأْبَوْنَ أَنْ تَتَمَنَّوْهُ { فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ } وَنَازِل بِكُمْ { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة } ثُمَّ يَرُدّكُمْ رَبّكُمْ مِنْ بَعْد مَمَاتكُمْ إِلَى عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة , عَالِم غَيْب السَّمَوَات وَالْأَرْض ; وَالشَّهَادَة : يَعْنِي وَمَا شُهِدَ فَظَهَرَ لِرَأْيِ الْعَيْن , وَلَمْ يَغِبْ عَنْ أَبْصَار النَّاظِرِينَ .


رابعا : الرحمة
  لما حضرت هارون الرشيد  الوفاة .. وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه: اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم ..لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمْره فلما رآهم .. بكى ثم قال : 

يا من لا يزول ملكه .. إرحم من قد زال ملكه ..و لم يزل يبكي حتى مات ..


ليست هناك تعليقات: