الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

محمد الشرقاوى ؛ 4 قواعد للتقدم.. أولها الاستثمار في البشر

في مصر يزيد عدد السكان علي 91 مليون نسمة.. وتعتبر الحكومة ان هذا العدد كبير جدا وتسعي لاقناع الناس بتحديد النسل.. وكل الحكومات المتعاقبة علي مدي الثلاثين عاما الماضية كانت تلقي بمسئولية الفقر والضعف الاقتصادي علي هذه الزيادة السكانية.. لو صدقنا هذا الكلام فماذا نقول عن الصين التي يزيد سكانها علي مليار و400 ألف نسمة.. وأمريكا التي يزيد سكانها علي 323 مليون نسمة.. وكلها أفضل من حيث الاقتصاد والمستوي المعيشي بشكل عام.. أي أن عدد السكان عندهم ليس مشكلة كما هو عندنا.. لأنهم بكل بساطة استثمروا هذه الأعداد الضخمة في إحداث نهضة ببلادهم.. بينما مازلنا نحن نطالب الناس بتقليل النسل.. ولم نفكر بجدية في الاستثمار البشري الذي هو غاية لتحقيق التنمية الاقتصادية في كل الدول المتقدمة التي تخصص ما يقرب من 3 بالمائة من موازنتها العامة للبحث والتصوير أي تنمي قدرات البشر وتستفيد منهم.. كيف إذن نستثمر البشر عندنا.. هذه 4 قواعد عامة نجحت في استخدامها الدول المتقدمة واتخذت منها أسبابا للتقدم.
أولا: تعليم الصغار
ستيف وزنياك أحد عباقرة شركة آبل يري ان أساس الاستثمار في البشر يبدأ بالاهتمام بتعليم الصغار ليس التعليم المدرسي التلقيني.. وإنما التعليم الذي يعتمد علي فتح آفاقهم علي أهمية تكفيك القطع الصغيرة وإعادة تركيبها للوصول إلي نتيجة جديدة. ولابد أن نغرس في عقولهم من البداية ان الاختراع لا يكون من أجل الطمع في المال.. ولكن من أجل مساعدة الآخرين وتقديم خدمة لهم.
ثانيا: المعجزة الاقتصادية
يشرح الكاتب الأمريكي مارك رافينا.. في كتابه محاولة علمية لفهم اليابان.. العامل البشري أعظم ثروات اليابان الوطنية الذي قدمه للقارئ مسموعا في المكتبات الأمريكية من خلال 24 محاضرة بصوته.. وبلغ زمن كل محاضرة 24 دقيقة. أي أن الكتاب اشتمل علي 750 دقيقة.. وهو يري ان اليابان حققت في عشرين عاما 1955 - 1975 المعجزة الاقتصادية بعد خروجها مدمرة في الحرب العالمية الثانية اثر تفجير هيروشيما وناجا زاكي بالقنبلة الذرية الأمريكية في 6 و7 اغسطس عام 1945
نجاح اليابان خلال تلك السنوات في رأيه يرجع إلي عوامل عديدة في مقدمتها حالة التواؤم أو الانسجام الاجتماعي.. والعمل الشاق الجاد والاهتمام بالتجديد والابتكار.
ثالثا: أجندة للتنمية
نشرت ¢إيكونوميك تايمز¢ الصحيفة الاقتصادية الأولي في الهند موضوعا يلخص أجندة للتنمية الاجتماعية تضع خمسة مجالات في أولوياتها وهي: الاستقلال الغذائي.. تمكين النساء.. التعليم العالي الجودة.. الرعاية الصحية الأولية الشاملة.. والحق في العيش.. وتحقيق هذا الهدف يحتاج إلي ثلاثة أشياء: خيال جديد.. واستثمارات.. وتغيير في صيغة الحكم.
اقتصاد الهند صنع معجزة بمضاعفة ثروة البلاد خلال أقل من 30 عاما فقط. وقد تمكنت من ا لحفاظ علي معدل نمو يبلغ 8 بالمائة منذ عام 2003 لتأتي في المرتبة التالية للصين.
رابعا: التعليم والبحث العلمي
الاستثمار في البشر يعني التعليم والبحث العلمي.. فالصين ترتيبها الثاني باستثمارات بلغت 284 بليون دولار واليابان في المرتبة الثالثة باستثمارات 165 بليون دولار.. طبقا لاحصاءات 2014 الذي تتصدره الولايات المتحدة الأمريكية بميزانية تقدر ب 465 بليون دولار.. وللأسف مصر خارج تلك القائمة. بل الغريب أن هناك دولا وردت بتلك القائمة بدأت بعدنا بمراحل مثل السعودية ترتيبها 38 عالميا.. بميزانية 3 بلايين دولار.

ليست هناك تعليقات: