الخميس، 15 ديسمبر 2016

الوقت الآن ليس للخلافات والانقسامات.. فالواقع الصعب الذي تمر به مهنة البحث عن المتاعب يحتاج حلولا سريعة.. قبل أن نفشل جميعا ويتدهور اعلامنا.. أمامنا تشريعات اعلامية نأمل ان توفر حلولا سريعة وتطلق اعلامنا إلي حيث المكانة التي يستحقها.. وعلينا ان ننحي خلافاتنا جانبا ونناقشها بجدية.
قرأت المسودة التي اثارت خلافا كبيرا بين نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة مع الحكومة.. ولم اجد فيها ما يستدعي رفضها من بعض زملائنا.. صحيح ان هناك مخاوف من تعديلات يجريها مجلس النواب علي مشروع القانون.. ولكن أليس هذا المجلس هو الذي انتخبه الصحفيون ضمن جموع الشعب أملا في اقرار تشريعات تنهض بالوطن.. ثم أليس من العقل ان نشارك بآرائنا في المقترحات وان نحترم في النهاية رأي الأغلبية التي تصدر القرار.. أليست هذه هي الديمقراطية.. تعالو إذن نناقش الموقف بعيدا عن العصبية ويتجرد عن الذات وبعقول متفتحة انقاذا لمهنتنا من خلال هذه الملاحظات.
أولا المشهد الإعلامي: لقد صور لنا البعض ان هناك تيارا واحدا يعارض هذه التشريعات ويزيد فرض رأيه ليبقي في المشهد الإعلامي لأطول فترة ممكنة.. وإذا عدنا إلي ما قبل العامين الماضيين فإننا سنجد ان هذا التيار نفسه هو الذي تصدي لهيمنة الإخوان علي المجلس الأعلي للصحابة والمؤسسات القومية.. الآن جاء الدور عليه ليترك مكانه لتيارات أخري لتأخذ فرصتها.. فقد ثبت فعلا ان الأمور ساءت أكثر مما كانت بالمؤسسات الصحفية.. فالحياة لا يمكن ان تتطور في ظل بقاء الوضع علي ما هو عليه.. بل تتطور بالأفكار المبتكرة وضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات.
ثانيا مؤسسات إعلامية: المسودة الحالية للتشريعات تقدم اقتراحات لانقاذ المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة التي تواجه تحديات كثيرة في مقدمتها هذا الغول القادم من السوشيل ميديا الذي انتصر عليه حتي الآن علي الأقل.. فالاعلانات لم تعد كما كانت.. والتوزيع من الصعب ان يعود كما كان الا إذا ابتكر المسئولون الجدد عن هذه المؤسسات افكارا تستفيد من الديجتال ميديا.. وتحول المؤسسات القومية إلي مؤسسات اعلامية تصدر الصحف وتنشيء المواقع وتبتكر البرمجيات التي تجني من ورائها الأموال.
ثالثا تطوير العمل الصحفي: تطور العمل الصحفي بشكل جذري فلم يعد المحرر بشكله التقليدي مطلوبا.. بل انه الآن لابد ان يتقن لغات أجنبية ويجيد التعامل مع الديجتال ميديا.. هناك الآن صحافة الفيديو.. وصحافة الموبايل.. الصحيفة حاليا يجب ان تتواجد بالتليفونات المحمولة لتخاطب الجيل الجديد كما تخاطب الجيل القديم الذي ينقرض بمرور الزمن.. وإذا تم اختيار القيادات بنفس القواعد القديمة فلا أمل في إصلاح منتظر.. وهذا يفتح المجال أمام جيل جديد من الشباب وفي تصوري اننا يمكن ان نجد رئيسا للتحرير في ثلاثينيات أو اربعينيات العمر ولابد ان يكون ناضجا بالقدر الذي يجعله يستفيد من الديجيتال ميديا ومن شيوخ المهنة الذين لن يبخلوا عليه بالنصيحة.
رابعا فرصة: نحن الآن أمام مجلس نواب جديد اختاره المصريون وحكومة جديدة تتخذ قرارات جريئة لم تقدر علي اتخاذها كل الحكومات السابقة.. وهي تري ان مشروعها سوف يوفر حلولا للمشكلات.. فلنناقش إذن تلك الحلول ولنعطها الفرصة.. الدنيا لم تنته.. وحين تفشل فلا أقل من ان نغيرها ولترحل الحكومة وترحل مشاريعها.. والشعب هو الباقي.. وسوف نذهب نحن جميعا.. وتبقي المهنة تتغذي بجهود المخلصين من ابنائها.

ليست هناك تعليقات: