الخميس، 1 مايو 2014


حرية .. ام .. مؤامرة .. ؟!
  بقلم : محمد لشرقاوى

موجة الافلام  والبرامج الجريئة التى تملاوسائل الاعلام .. هل هى فى اطار الحرية ام أنها فى الحقيقة مؤامرة تستهدف النيل من شبابنا   للقضاء على اهم واخطر ثروات الوطن ؟
مجلس ادارة المهن الموسيقية قرر الغاء تصريح سما المصرى وهو مايعنى منعها من الغناء والرقص فى مصر  .. بسبب قيامها باعمال منافية للاداب العامة وقيم وعادات المجتمع ..هكذا اكدالملحن احمد رمضان سكرتير عام النقابة  للعديد من الصحف التى نشرت الخبر قبل عدة ايام ..وهكذا بكل وضوح تقول النقابة ان سما المصرى تقدم اعمالا تتنافى مع قيم وعادات المجتمع ..اين اذن كانت النقابة طوال الشهور الماضية وهذه الاعمال تطارد الناس من خلال قناة عامة وبرامج تنشرها على اليوتيوب وتتباهى بانها تقدم فنا مفيدا  وتدافع عن الوطن  وان منعها ضد الحرية وقضاء على الابداع
هي بكل اسف تتحدث عن الحرية التى انتهكتها بالاعتداء على حريات الاخرين  وبانتهاك اخلاقيات المجتمع
البعض يقول ان (سما) جزء من مؤامرة يدبرها اعداء الوطن لتدير شبابه  ..
فالشباب يمثل الغالبية من السكان  وهم الامل الذى يحمل على عاتقه مستقبل الوطن
 تقول ارقام الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء ان  عدد السكان في الفئة العمرية(14) تبلغ حوالي31%, بينما قدرت نسبة الشباب في الفئة العمرية(29-15 عاما)29%, نحن اذن نتحدث عن اكثر من نصف سكان مصر البالغ عددهم 85مليون نسمة طبقا لتعداد 2013 وهى نسبة تتعدى الستين فى المائة ..
اذاكنا نريد لهذا الوطن ان ينمو ويصل الى درجة متقدمة.. فان البدية تكون من هذا الشباب الذى يجب ان ننصت اليه ..وان نحل مشاكله .. فالقيم التى تم غرسها فى مرحلة الطفولة يجب ان تتدعم عندما تبدأ مرحلة الشباب ..وفى عصر السموات المفتوحة والفضاء الالكترونى العابر للقارات والكاسر لكل الحدود  يجب ان نهتم اكثر بشبابنا .. ومن هنا يكون الحديث عن رعايته مهما فى مواجهة عدم الاهتمام به وتركه لمشاكله التى تفتح امامه ابواب الانحراف بكل سهولة ..
وفى هذا الاطار نتساءل : ماذا يهدف فيلم يرسخ فكرة التعاطف مع فتاة منحرفة وبدلا من تأثر المشاهد بحالة البؤس التى تعيشها بطلة الفيلم لايتذكر من الفيلم غير الرقصات الخليعة  والملابس الى تكشف التضاريس اكثر مما تعبر عن واقع ..
ان مخاطبة غرائز الشباب وهو الجمهور الاوسع للسينما يهدم فكرة بناء الوطن بسواعد ابنائه  .. فاذا تأملنا مايقرب من خمسة افلام تنتظر شبابنا هذا الصيف  وكلها تقريبا تضرب على وترالمشاعر المكبوته .. ومع وجود مشكلة صعبة امام شبابنا فى الحصول على وظيفة تمكنه من توفير حياة مستقرة فى اسرة متواضعة  .. يصبح من العبث الحديث عن مجتمع ينهض بسواعد ابنائه ..
واذا اضفنا الى الافلام التى تهدم قيم المجتمع .. تلك القناة التى اطلقتها اسرائيل فى الاسبوع الماضى متخصصة فى الافلام الاباحية المترجوة الى اللغة العربية .. يصبح الحديث عن مؤامرة تستهدف شبابنا هو الاوقع  وليس الحديث عن الحرية  والابداع والتعبير عن الواقع

انها مؤامرة تستهدف شبابنا وتفكيك الاسرة عماد المجتمع .. واظن انه قد ان الاوان لكى نفهم الفارق بين الحرية والمؤامرة .

ليست هناك تعليقات: