الخميس، 15 مايو 2014

الكسالي.. لا ينهضون بالوطن

في كل مصلحة حكومية تجدهم.. أنهم الذين قال عنهم عميد الأدب العربي خالد الذكر الدكتور طه حسين: لا يعملون ولا يحبون أن يعمل الآخرون..
في الجهاز الحكومي للدولة وكثير من الشركات التابعة لها.. نماذج كثيرة من هذه النوعية.. هم مجموعة من الكسالي رتبوا حياتهم علي عدم بذل الجهد أما لان كفاءتهم في العمل متدنية.. واما لانهم جاءوا إلي هذه الوظيفة مضطرين. ووجدوها غير مربحة فذهبوا بجهدهم إلي غيرها.. واحتفظوا بوظيفتهم الاساسية كاستبن يحصلون منها علي المرتب.. وفي كل الحالات فان الخطير ليس فقط أنهم لا يعملون.. ولكن الأخطر أنهم يعرقلون مسيرة العمل.. لأنهم يريدون أن يكون الجميع مثلهم.
هذه النوعية من البشر لديهم تبريرات جاهزة لسلوكهم.. فاحيانا المرض أو التمارض ينقذهم من العقاب.. واحيانا اخري افتعال معركة مع رؤسائهم لاظهار أنفسهم في صورة المضطهدين.. أو الذهاب إلي الشئون القانونية والمحاكمة كمبرر لعدم العمل.. ولهذا ترهل الجهاز الاداري للدولة بموظفين فقدوا حماسهم لبذل الجهد والعمل.. وتحريض الآخرين علي أن يكونوا مثلهم.. فاذا اضفنا إلي هذه الفئة وهم يمثلون اكثر من نصف العاملين نسبة الذين لا يجدون فرصة للعمل من الاساس.. وعددهم يصل إلي 12 مليون عاطل يتضح حجم المشكلة الضخمة التي تواجه هذا البلد.. وهي بشكل أو باخر مشكلة مستعصية سيواجهها المرشح الرئاسي الذي يفوز بحكم مصر..
يقول المرشحان السيدان حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي انهما يعتمدان علي تجاوب الشعب.. وتعاونه مع البرنامج الذي يقدمه كل منهما ويسعي لتنفيذه بعد الوصول إلي كرسي الرئاسة.. ولا أعرف أن كانا يدركان حجم الاحباطات التي يعيشها الناس وحجم التكاسل الذي يدفعهم إلي الابتعاد عن المشاركة في اي عمل جاد أم أن الاحلام اكبر من الممكن.. وبالتالي يصبح الفشل هو النتيجة الحتمية في المستقبل.
المشكلة الكبري أن شعبنا تعود علي أن الحكومة تفعل له كل شيء.. لقد فوضوها بان توفر له لقمة العيش والوظيفة والسكن.. وكانت هذه هي الاساس الذي نجحت به ثورة 23 يوليو ..1952 وكانت قوانين الإصلاح الزراعي والتأميم والقطاع العام ودعم السلع الأساسية.. البداية الحقيقية لظهور زعيم أسطوري حكم البلاد كما يشاء.. وكانت الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان عبارات إنشائية لم تكن تعني الشعب الذي كانت توفر له الدولة كل شيء.. وعندما تغير المناخ العام وصار العالم قرية صغيرة وصار الحلم الإنساني يتمثل في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. ثار الشعب في 25 يناير 2011 واتبعها بموجة ثورية في 30 يونيو .2013
وتحول الحلم إلي حقيقة.. ولكن الشعب اكتشف أن مشكلاته أقوي من كل شيء وأنه في حاجة إلي زعيم أسطوري يحقق له حلمه.. وهكذا وجدنا أنفسنا أمام المشكلة الأصعب.. وهي أن هؤلاء الكسالي الذين تعودوا أن تقدم لهم الدولة كل شيء عليهم أن يبذلوا الجهد والعرق لشهور طويلة تمتد إلي سنوات.. فهل ينجح المصريون في ذلك أم يدفعون الرئيس القادم إلي اليأس ويعطلون مسيرة التنمية التي عطلوها طوال السنوات الماضية.. هذا ما سنراه في الأيام المقبلة. 

ليست هناك تعليقات: