الخميس، 8 مايو 2014

النجاح ليس سراً عسكرياً ولا كهنوتاً.. لكنه قواعد علمية وإدارية وإرادة نجاح.. إذا اتبعت القواعد وكنت تملك إرادة صارمة للنجاح.. سوف تنجح بنسبة من الممكن أن تصل إلي 70 في المائة.. والباقي الظروف والحظ وتوفيق الله جل علاه.. هذا ما يقوله الكاتب الصحفي سعيد شعيب في كتاب مهم عنوانه "كيف تصبح صحفياً ناجحاً".. وضع فيه خلاصة تجربة ثلاثين عاماً في مهنة البحث عن المتاعب.. ويجيب فيه عن السؤال الذي يحير أي شاب يبدأ حياته في هذه المهنة وهو: ماذا سأفعل اليوم؟ وتكون هذه الحيرة أصعب عندما تواجه من يتولي موقعاً قيادياً في الصحيفة..سواء كان رئيس قسم أو مدير تحرير لأن دوره ليس فقط مطالبة العاملين تحت رئاسته بالموضوعات.. ولكن مسئوليته أن يمكنهم من الأدوات التي تجعلهم يحصلون علي "الشغل والأخبار".. وهو ما يغيب عن أذهان الكثيرين هذه الأيام ممن يبحثون عن المنصب دون أن يكون لديهم ما يؤهلهم لقيادة جيل جديد من المواهب تتولي القيادة مستقبلاً.
ويكتسب الكتاب أهميته من أن المؤلف قضي سنوات عديدة يمارس هذه المهنة الرائعة وكانت له تجربة مميزة في الموقع الأشهر الآن "اليوم السابع".. حيث عمل مديراً لتحريره علي مدي ثلاث سنوات قبل أن يحصل علي إجازة طويلة ليؤسس مركز صحفيون متحدون.. ويديره عبر التدريس في الجامعة الكندية لفصل دراسي كامل.
يتحدث سعيد شعيب بامتنان عن تجربته في اليوم السابع لأنه بني مع صديقه الأستاذ خالد صلاح رئيس التحرير صالة التحرير التي لم يكن فيها فصل بين الصحفيين سواء في الموقع أو الجريدة المطبوعة نفس الصحفيين ونفس رؤساء الأقسام.. الفصل فقط في مديري التحرير والأقسام النوعية مثل البرمجة والابلود في الموقع.. ووحدة التنفيذ في الجريدة المطبوعة.
ولعلي أذكر هنا أنني كتبت في هذا المكان أشيد بموقع اليوم السابع في بداياته.. وفي الاحتفال الأول الذي أقيم بمناسبة الإصدار المطبوع أقامت إدارة الموقع حفلاً مازلت أتذكره الآن في قصر البارون بمصر الجديدة.. دعت إليه كبار المسئولين بالدولة والكتاب والصحفيين.. وجاءتني دعوة كريمة بالحضور ويومها وأنا أبارك بالصدور للأستاذ خالد صلاح قدمني يومها لمن كان حوله من قيادات اليوم السابع قائلاً إنني كنت من أوائل من تحمس للزملاء العاملين بالموقع وأشدت بتفوقهم في الوقت الذي كاد اليأس يدب في نفوسهم من تأخر موافقة السيد صفوت الشريف في ذاك الوقت علي الإصدار المطبوع.. وشعرت بالخجل يومها وانزويت بين الحضور حيث جلست خلف أستاذي الراحل محسن محمد وأستاذي أمد الله في عمره محمد العزبي.
أتذكر الآن كل ذلك وأنا سعيد بهذا النجاح الذي فاق التوقعات حيث صار اليوم السابع الأقوي موقعاً وجريدة.. وفي القلب بقايا أحزان علي ما آلت إليه الأوضاع في الصحافة القومية التي تدهورت وتحديداً في مؤسستنا التي كانت أول من أنشأ موقعاً صحفياً مصرياً علي الإنترنت.. منذ أكثر من 16 عاماً أي قبل أن يظهر أي موقع صحفي آخر.. ولكن الزملاء في اليوم السابع سبقوا الجميع فاستحقوا التهنئة من خلال هذا الكتاب القيم الذي أهداه المؤلف إلي زوجته إسلام وبناته: آية وزينة وفريدة وعليا. 

ليست هناك تعليقات: