السبت، 26 أبريل 2014

رئيس الوزراء يضرب دولة المؤسسات ويخنق الابداع..!!
السبت 26 أبريل 2014 - 06:32 مساءً
 رئيس الوزراء يضرب دولة المؤسسات ويخنق الابداع..!!
محمد الشرقاوى
 الفنانون مثل كل البشر..بينهم الانتهازي والمتسلق.. ومن يريد ان يركب الموجة ليحقق هدفا شخصيا.. وبينهم ايضا المحب لوطنه المحترم لمهنته.. وفي كل المهن نجد هذه النوعيات ويلعب المناخ السائد في المجتمع دورا مهما في ظهور أي نوعية بشكل اكبر من غيرها..
 
ولعل الازمة الدائرة حاليا حول فيلم )حلاوة روح (كشفت عن كل هذه النوعيات مرة واحدة..ومن يقرأ الصحف لابد ان يتعجب مما تنشره.. فهذه المؤيدة للحكومة تتحدث ان الفنانين يؤيدون منع الفيلم.. وصحف اخري تتحدث عن حرية الابداع ورفض المصادرة.
 
***
 
كأننا أمام فريق يتزعمه رئيس الحكومة المهندس ابراهيم محلب وهو المدافع عن قيم واخلاقيات المجتمع ومعه بعض الفنانين.. بينما منتج الفيلم واتحاد النقابات الفنية وبعض الفنانين يرفضون ويطالبون بنشر هذه الاعمال التي لايعتبرونها تحض علي الرذيلة..
 
وكأننا فقدنا العقل امام حدث لايختلف عليه اثنان.. فالفيلم به مشاهد لاتتفق مع اخلاق وقيم هذا الشعب..ولن نلتفت لمن يقول انتم لم تشاهدوا الفيلم فلاتتحدثوا عنه..
 
لان الاعلانات والاغنية التي اذاعتها الفضائيات تكفي لان نتخذ موقفا من الفيلم.. المسألة ليست نقدا فنيا لقيمة العمل وانما موقف ضد هدم القيم.. فأغنية الفيلم لم تتضمن مشاهد من خارجه.. بل ان بعض الكلمات والايحاء ات للممثلة لايليق ابدا ان نسمح بها في عمل فني..
 
***
 
الفنان محمد صبحي تحول هو الآخر لمدافع عن موقف الحكومة ووقف ضد زملائه الفنانين ورفض ما اسماه الاسفاف في الفن مما دفع احد المخرجين الي معايرته بماضيه ونشر له لقطة خارجة تتنافي مع الاخلاقيات العامة لمشهد له مع زميلته هياتم في فيلم "العبقري 5" وهو ما يعكس كيف ان الفنان في مرحلة ما من عمره الفني يقدم هذه النوعية من المشاهد من اجل الشهرة والمال..
 
وهذا نجده لدي كل الفنانين تقريبا ابتداء من عادل امام الذي استمر حتي مرحلة متأخرة من عمره يقدم افلاما بها مشاهد خارجة ولاتليق.. وان تحجج بأنه يقدمها في قالب كوميدي..
 
والفنان عزت العلايلي الذي لايترك فرصة الا ويهاجم الثوار الذين يقول انهم يخربون البلد لايري انه قدم فنا ذات يوم يخرب البلد..وعلي اليوتيوب يمكن ان نشاهد لقطاته شبه العارية في الفراش مع ناهد شريف..
 
وحسين فهمي الذي يقدم النصح الآن للشباب قدم لهم افلاما في السبعينات كانت ممنوعة في مصر لكثرة مشاهدها الخارجة.. ويسرا ليس في افلامها فقط ولكن ملابسها الفاضحة وحركاتها في مسلسلات عرض بعضها للاسف في شهر الصيام.. لبلبة ايضا قديما وحديثا قدمت ادوارا مخجلة وظهرت علي شاشة التليفزيون قبل سنوات تتحدث عن براعة الممثل الذي اتقن دور الزوج وهو يخون زوجته..
 
ومعالي زايد مع فاروق الفيشاوي.. والحقيقة ان الغالبية العظمي من الفنانات شاركن في مثل هذه النوعية التي انتفض رئيس الوزراء لمواجهتها.. ولعله لم يشاهد اي فيلم للمخرج خالد يوسف فكلها تقريبا تحتوي علي مشاهد لاتقل عن تلك التي احرجت المهندس محلب وقرر ان يخالف القواعد ويتدخل بقرار لسحب الفيلم *** المسألة ليست حرية الابداع..
 
ولا محاربة الفن ولاهي موجة انغلاقية تهدد الفنانين.. ولكنه في الحقيقة تتعلق بقيم هذا الوطن الذي يتشدقون بالدفاع عنها..فالدستور يكفل حرية الابداع لكنه ابدا لايبيح العري باسم الابداع.. وهناك افلام تناقش قضايا مهمة تخدم الناس والوطن تخلو من عري ومشاهد محرجة..
 
وهناك مسلسلات تليفزيونية تجتمع الاسرة كلها لمشاهدتها ولايوجد بها مشهد واحد يثير الخجل.. صحيح ان هذه النوعية قليلة لكنها موجودة..ولكن بعض الباحثين عن المال يتنافسون في الجرأة لجذب جيوب المراهقين الي دور السينما.. لاتعنيهم القيم التي نربي عليها ابناء نا ولايهمهم ان تساعد افلامهم علي نشر التحرش بين شباب محروم من ابسط حقوقه في العيش بكرامة من وظيفة توفر له مسكنا وحياة اسرية بسيطة.
 
***
 
يبدوغريبا ذاك البيان الذي اصدره اتحاد النقابات الفنية )السينمائية - التمثيلية - الموسيقية( وغرفة صناعة السينما و لجنة السينما بالمجلس الأعلي.. الذي عبر عن دهشته الكبيرة لتدخل رئيس مجلس الوزراء في الشئون الفنية و الثقافية والقيام بدور الرقيب وحث الأجهزة في وزارة الثقافة علي سحب ترخيص فيلم حلاة روح بعد التصريح بعرضه.
 
ويؤكد البيإن: ان هذا الإندهاش وذلك الرفض لقرار رئيس الوزراء ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بالفيلم نفسه علي المستوي الفني أو النقدي ويعترف الاتحاد بانه يدرك أن هذا القرار قد يرضي قطاعات من المجتمع لأنه يتدثر بغطاء أخلاقي.ومع ايمانهم بأن المبدع المصري لابد أن يكون ملتزماً دائماً بتقديم ما يليق بتاريخ الفن المصري في اثرائه للوجدان و إنارته للعقل وتكريسه لمنظومة قيم راقيه من واقع إحساس بالحرية المسئوله.
 
الا ان ذلك لا يمنعهم من التأكيد علي ان رفض القرار يأتي من أنه يمثل تغولاً من السلطة التنفيذية بالتدخل في الأعمال الإبداعية والتي يجب أن تقتصر فيها الرقابة علي ضمير المبدع ووعي المجتمع القادر علي التقويم و التصحيح.
 
***
 
ولاينسي البيان اتهام رئيس الوزراء بانه يعتدي علي دولة المؤسسات حيث أن الرقابة علي المصنفات الفنية التي صرحت بهذا الفيلم هي الجهه الوحيدة التي خوَّل لها القانون حق المنح و المنع كما يمثل قرار المنع تهديداً لحرية الإبداع والتعبير الذي كفلها الدستور ووضع كافة الضمانات لحمايتها.
 
ناهيك عن أن هذا القرار يمثل ضربة موجعه لصناعة السينما التي تترنح وتريد أن تمتد يد الدعم والعون لها كي تعود لأداء دورها. إن رفض القرار يتحوط من أن تمتد مثل هذا القرارات في الغد لتصبح يدا تخنق الفن والإبداع الجاد قبل الردئ و كأنه يعيدنا مرة أخري لزمن القبضة الحديدية التي أسقطتها ثورتا 25 يناير و 30 يونيو ويطالب البيان رئيس الوزراء ووزير الثقافة بسحب هذا القرار باعتباره انتقاصاً من مسار التحول الديمقراطي الذي سرنا فيه منذ وضعنا خارطة المستقبل التي يترقب خطاها العالم كله.
 
***
 
ان هذا البيان الغريب يهاجم رئيس الوزراء الذي يدافع عن قيم واخلاقيات المجتمع فهل يريدون ان تنتشر معاول هدم القيم.. انني هنا لاادافع عن رئيس الوزراء الذي لم ير الناس حتي الان من حكومته اي حلول لمشكلاتهم.. ولكني فقط اتعجب من فنانين ومنتجين لايهمهم غير المال الذي يريدونه باي شكل حتي ولو علي حساب القيم والوطن.

ليست هناك تعليقات: