الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

5 مشاهد .. لاستعادة روح أكتوبر

ما أحوجنا الآن إلي استعادة روح النصر الكبير لقواتنا المسلحة يوم السادس من أكتوبر 1973. يومها كنا علي قلب رجل واحد.. كل العالم العربي كان يشعر بأن المعركة معركة مصير. فاتحدوا جميعاً خلف جيش واحد. فحقق النصر.. ما أحوجنا الآن إلي استعادة هذه الروح. التي مكنتنا من الانتصار.. بعد كل هذه السنوات مازالت في الذهن مشاهد لا تنسي أتذكرها مستشعراً أهمية أن نستعيد روحها لعلنا نتخلص من كثير مما يواجهنا من مشكلات.
أولاً: هدف واحد..
يوم الانتصار المجيد في 6 أكتوبر 1973. كنا 35 مليون نسمة.. لنا هدف واحد.. وهو تحرير الأرض.. كسر جيشنا حاجز الخوف.. وحقق انتصاراً سجله التاريخ بحروف من نور.. مازالت آثاره باقية حتي اليوم.. واليوم نتذكر روح أكتوبر.. ونستلهم الوطنية لكي تعبر مصر العقبات.. يتبقي من أكتوبر روح المثابرة.. وحب الوطن.. والتطلعات الشعبية لمستقبل حر لا تخضع إرادته لأحد.
ثانياً: سقوط الوهم..
من أهم نتائج حرب 1973 أنها أسقطت وهماً كان يسيطر علي العالم بأن العرب مجرد شعوب متفرقة متخلفة. مهزومة.. وأن القوة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط هي إسرائيل.. لقد زرعت هذا الوهم إسرائيل. مستغلة هزيمة العرب في 5 يونيه 1967. واحتلالها لأراض عربية واسعة. لقد أعادت حرب أكتوبر اكتشاف الحجم الحقيقي لقوة العرب في عالم اليوم.
ثالثاً: الضربة الأولي..
عند الساعة الثانية وثلاث دقائق تقريباً قامت 200 طائرة مصرية بتنفيذ الضربة الأولي علي مواقع العدو الإسرائيلي في الجبهة. و100 طائرة سورية تنفذ الضربة الأولي في الجولان.
أعقب ذلك 2000 مدفع تدك الحصون الإسرائيلية.. ثم يقوم 8 آلاف جندي علي قوارب مطاطية وجسور صناعية بعبور قناة السويس.. واخترقت القوات المصرية خط بارليف ورفعت العلم المصري علي الضفة الشرقية للقناة. كان للمفاجأة الذكية وقع الصاعقة علي العدو.
رابعاً: المفاوضات..
كانت حرب أكتوبر 1973 أول حرب إلكترونية في التاريخ.. ولم تكن من وجهة نظر القيادة المصرية هدفاً في حد ذاتها.. وإنما كانت وسيلة لتحقيق سلام عادل يعيد الحقوق إلي أصحابها.. ولهذا وقف السادات وهو في قمة انتصاره يوم 16 أكتوبر 1973 أمام مجلس الشعب المصري ليعلن استعداده لوقف نزيف الحرب.. ثم يقف مرة أخري يوم 9 نوفمبر 1977 في مجلس الشعب أيضاً ليعلن للعالم كله أنه علي استعداد للذهاب إلي آخر هذا العالم إذا كان ذلك يمكن أن يحمي واحداً من أبنائه الجنود والضباط.
وفي 19 نوفمبر 1977. بدأت الخطوة الكبري نحو السلام بهبوط السادات علي أرض فلسطين المحتلة.. وفي الكنيست الإسرائيلي ألقي خطابه التاريخي الذي أكد فيه أنه لم يذهب إلي الإسرائيليين ليعقد اتفاقاً منفرداً معهم.. وإنما لكي يحقق السلام العادل والشامل لكل شعوب المنطقة التي عانت ويلات الحروب ما يقرب من 30 عاماً.. ثم عقد مؤتمر كامب ديفيد في الفترة من 5 سبتمبر إلي 17 سبتمبر .1978
حتي تم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل يوم 26 مارس عام .1979
خامساً: معجزة..
شهدت الحقبة الساداتية أعظم انتصارات العرب في العصر الحديث.. وشهدت تطورات جذرية في المجتمع المصري.
إن أنور السادات نفسه يتحدث عن هذه الحرب قائلاً إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة علي أي مقياس عسكري.. لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها. واستوعبت النصر كله تدريباً وسلاحاً.. عملاً واقتداراً.. وحين أصدرت لها الأمر أن ترد علي استفزاز العدو. وأن تكبح جماح غروره.. فإنها أثبتت نفسها.
إن هذه القوات أخذت في يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادأة. وحققت مفاجأة للعدو.. وأفقدته توازنه بحركتها السريعة.
إننا بهذا الانتصار العظيم "نزهو بتاريخنا الناصع. الذي نحافظ عليه.. ونجعله حاضراً في أذهان الجميع ليبقي الانتصار رمزاً لإرادة شعب يحقق أحلامه. 

ليست هناك تعليقات: