الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

3 ملاحظات مقلقة.. حول الإعلام في هذه المرحلة

إذا كان الدكتور عصام حجي عالم الفضاء والمستشار العلمي لرئيس الجمهورية السابق يهاجم إعلامنا الحالي بشكل عام.. ويتهمه بالابتعاد عن مهمته الأساسية في التنوير والتعليم.. فإن الأستاذ هشام قاسم الخبير الإعلامي يتحدث هذه الأيام عن المؤسسات الصحفية القومية وكأنها ميت يجب دفنه ولا يري أملاً في أية محاولة لإنقاذها بل إنه اتخذ خطوة عملية لمحاربتها بإصدار جريدة تحمل اسم الجمهورية الجديدة.. يحدث هذا ونقابة الصحفيين تصارع من أجل إصدار التشريعات الصحفية وتطوير قوانينها.. وهذه 3 ملاحظات تبرر القلق علي الوضع الإعلامي الآن.
أولا: الجمهورية الجديدة
الأستاذ هشام قاسم كما يعرفه لنا موقع "إعلام دوت أورج" هو الخبير الذي تستعين به كبري الصحف المصرية والعربية لحل مشاكلها. باعتباره "طبيب الحالات الصحفية الحرجة" الذي دشن جريدة المصري اليوم.. والذي مازال يحلم بإطلاق جريدة يومية جديدة تتراجع فيها سطوة صاحب رأس المال. وتظل اليد العليا فيها للخبر والتحليل بعيدا عن أي مصالح سياسية أو أهواء شخصية. مع هشام قاسم في مقر جريدته المنتظرة "الجمهورية الجديدة" - كما يقول الموقع - أجري الأستاذان أنس هلال ومحمد عبدالرحمن.. حوارا نشر علي جزءين بالموقع أثارا القلق أكثر مما بعثا الأمل داخلي.. فعندما سألاه: متي تعلن عدم استمرارك في تجربة "الجمهورية الجديدة"؟.. أجاب: مازال المشروع قائما حتي بداية العام المقبل. وإذا لم أجد مساهمين يريدون الاستثمار فقط لا السيطرة. فقد أقبل وظيفة مستشار في الأمم المتحدة أو أتفرغ لتقديم الاستشارات للمؤسسات الصحفية المصرية والعربية.. وعندما سألاه عن الصحف القومية قال: لا أعقتد أن الصحف القومية بحالتها الحالية قادرة علي العودة.. لأن هناك تضخما كبيرا في المديونيات وفي عدد الموظفين. بالتالي كل عام يجب علي الدولة أن تضخ من أموالها لبقاء هذه المؤسسات. ومديونيتها لبنك الاستثمار القومي ارتفعت للغاية. إذن لو سألتني هل هناك جدوي لاستمرارها سأكون صادما وأقول لا جدوي. وفي حال التطبيق الحقيقي لإعادة الهيكلة فبالتأكيد 90% من العاملين سوف يتم الاستغناء عنهم. وهي نفس أزمة ماسبيرو وأنا شخصيا لا أعرف لماذا اختار لمشروعه الجديد اسم "الجمهورية الجديدة" ولا أعرف إن كان من حق مؤسستنا دار التحرير أن تعترض علي اختياره لهذا الاسم حيث إن الجريدة الأصلية التي تحمل الاسم مازالت تصدر.. وأنه بهذا الاختيار يوحي بأننا صرنا الأقدم وهو الأحدث.
ثانيا: صحيفة ساويرس
أليس غريبا أنه في توقيت متقارب من الحديث عن "الجمهورية الجديدة" يظهر رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس ليتحدث عن عزمه إصدار صحيفة جديدة.. حيث قال للإعلامية لميس الحديدي في برنامجها علي شاشة سي بي سي: أفكر في تأسيس جريدة جديدة مع الصحفي مجدي الجلاد. وعلي المدي الطويل سأكسب من الإعلام كلما توسعت فيه.. وأنا لا أتمني أن يتجه تفكيره إلي اسم "الجمهورية".
ثالثا: فوضي
هذه الفوضي التي يعيشها الإعلام هذه الأيام من المسئول عنها غير الدولة التي تركت الحبل علي الغارب وتركت كل إعلامي يفعل ما يشاء دون أية محاسبة.. فهذا هو الأستاذ وائل الإبراشي يتعرض لموقف محرج علي الهواء عندما أطلق عليه منتج سينمائي لفظا مسيئا.. وهذه مذيعة تسأل الفنان سمير غانم عن كيف تصرف بعد أن قبل عادل إمام دلال عبدالعزيز في فيلم "النوم في العسل" وهذه مذيعة تدعو الشباب لمشاهدة أفلام خارجة.
وهناك نماذج أخري كثيرة تعكس حالة الفوضي الإعلامية تنتشر بسبب أنه ليس هناك من يحاسب.. والسؤال الآن إنه إذا لم يكن لدينا مجلس أعلي للصحافة قوي فلماذا لا تتقدم نقابة الصحفيين لتضبط الإيقاع.

ليست هناك تعليقات: