السبت، 12 أبريل 2014

تفوت عليكى المحن .. وانتى أغلى وطن
بقلم : محمد الشرقاوى

تصورت قبل ثلاثة اعوام .. ان مصر تغيرت كثيرا  وانضمت الى صفوف الدول المتقدمة التى تنعم شعوبها بالديمقراطية .. وذقت مع ملايين غيرى طعم الحرية التى اسقطت رجال نظام مبارك الذى حكم بلادنا ثلاثين عاما .. وذهبت مع الملايين الى صناديق الانتخابات5 مرات اخترنا فيها بارادتنا اعلانا دستوريا ثم مجلسا للشعب  واخر للشورى ثم دستورا واخيرا رئيسا هو الدكتور محمد مرسى .. ثم الغى القضاء  انتخابات مجلسى الشعب والشورى ..وخرج  ملايين من ابناء الشعب فى 30 يونيه 2013 ليطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة لتغيير النظام الذى يحكم باسم الاخوان ..  ويتدخل الجيش لتنتهى فترة مهمة من تاريخ مصر المعاصر ..  بتعطيل الدستور والقبض على  رموز تلك المرحلة الذين اصبحوا بقرارات واحكام قضائية ارهابيون ..ومازالوا فى السجون ينتظرون مصيرا لايعرفه غير الله سبحانه وتعالى ..
&&&
 ويبدأ المصريون مرحلة جديدة باختيار دستور اخر  ويستعد الان لاختيار رئيس حتى قبل ان يعرفوا مصير الرئيسين السابقين الذين يحاكمان .. احدهما كان قد تنحى عن الحكم بسبب الضغط الجماهيرى العارم .. والثانى مازال متمسكا بمكانته كرئيس رغم حبسه ومحاكمته التى لم يعترف بها هو ورموز النظام الذى لم يستمر فى الحكم غير سنة واحدة
&&&
الان جزء كبير من الشعب الذى خرج فى 25يناير 2011 ليطالب بالعيش والحرية والكرامة الانسانية والحرية والديمقراطية .. يجد نفسه امام نفس المطالب التى لم تتحقق .. و نفس الوعود التى سبق ان سمعها على مدى السنوات الماضية ..ولكن فى ظروف مختلفة الى حد ما.. فهناك ارهاب فى سيناء وعنف يضرب شوارع المحروسة.. والاف فى السجون بتهم قضائية ..وهناك استثمار معطل  وسياحة مضروبة  وملايين المصريين لايجدون عملا ولاعلاجا ولا لقمة عيش يواصلون بها حياتهم ..
&&&
فى هذا المناخ تأتى انتخابات الرئاسة التى يحلم الملايين بانها ستنقذهم مما هم فيه .. يتقدم لقيادة الدولة فى هذه المرحلة الاخطر فى تاريخ مصر .. السيدان وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي .. ومرشح الرئاسة السابق حمدين صباحى
الاول يملك تاريخا عسكريا  عرفه الشعب يوم اختاره الدكتورمرسى وزيرا للدفاع .. والتف الشعب حوله منذ 30 يونيه الماضى ..وطالبه بعد ذلك بالترشح للرئاسه لانه فى رأيه الاجدر على قيادة البلد فى هذه المرحلة .. بينما يملك صباحى تاريخا نضاليا كبيرا وتجربة سياسية مكنته  من احتلال المركز الثالث فى اول انتخابات رئاسية نظيفة.. اشرفت عليها القوات المسلحة فى عام 2012 وشهد بنزاهتها العالم كله بعد المصريين ..
&&&
نحن امام مرشح يحظى بشعبية جارفة واخر يسعى للمنافسة على هذه الشعبية .. باعتباره الذى يجدف ضد التيار .. وهو فى كل الاحوال يمثل المعارضة الان واذا لم يفز ايضا .. نحن اذن سنرى معركة انتخابية فيها معارضة كما كنا نرى خلال السنوات الثلاث الماضية  .. فهل وصلنا الان الى المرحلة التى تسمح  بمعارضه واعلام مختلف ؟؟!.. وهل سنشاهد اعلاما مختلفا لايتحدث بصوت واحد ..؟!
&&&
الاهم من كل ذلك  هل سيقف اعلام الدولة على الحياد تجاه المرشحين ..وهل تختار المؤسسات القومية ان تقف مع الشعب وليس مع مرشح ضد اخر..  حتى نرى منافسة شريقة تقنعنا بان ماحدث فى 30 يونيه كان ثورة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير كما قال الرئيس المؤقت عدلى منصور فى كلمته امام قمة الكويت .
..قال المؤيدون للسسي  انه يمثل ثورة 30 يونية وقال المؤيدون لحمدين انه يمثل ثورة 25 يناير وموجتها الثورية الثانية 30 يونية   ..
 واعلن رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب ان الحكومة  واجهزة الدولة ستلتزم الحياد تجاه المرشحين.. فهل نرى ذلك واقعا ملموسا؟ّ
&&&
 اننى اريد ان أرى وطنى مثل كل الدول المتقدمة فيه اغلبية تختار الرئيس واقلية معارضة بينهما احترام متبادل .. لان هدفهما فى النهاية خدمة الوطن الذى نعيش جميعا على ارضه ونستظل بسمائه ..مازلت احلم بوطن يحترم الرأى والرأى الاخر ..
هناك ملايين من المصريين سيعطون اصواتهم لصباحى .. لقد حصل على خمسة ملايين صوت فى الانتخابات الرئاسية الماضية .. كان ترتيبه الثالث  ومن يومها وهو يستعد للانتخابات التى ننتظرها.. لم تحبطه الهزيمة بل اتخذ جانب المعارضة وظل وسط الجماهير التى اختارته ومنحته صوتها .
&&&
.
حصل فى الانتخابات الماضية على خمسة ملايين صوت .. ويقول انه سوف يحصل على خمسة عشر مليون صوت فى الانتخابات التى ستجرى الشهر المقبل
حمدين مناضل عاش عمره كله يحلم بحياة افضل لشعب عانى كثيرا من مشكلات لاحصر لها ..يعرف تماما اوجاع الملايين ولديه حلول لها يسعى لتنفيذها .. فهل تمنحه الجماهير هذه الفرصة ..التى قد تكون الاخيرة لهذا الجيل الذى عاش حتى شاهد الشعب وهو يحاكم رئيسين فى وقت واحد ؟!
&&&
اعرف ان هذا الكلام سوف يجلب لى المتاعب  من جانب هؤلاء الذين يعيشون حالة من الكراهية يصعب فى الوقت الحالى علاجها ..واثق تماما فى ان هذا الشعب يعرف طريقه الواضح مهما اظهر الاعلام المغرض غير ذلك .. وهدفنا جميعا حياة حرة كريمة للملايين التى عانت كثيرا ولم تحصل على حقوقها  .. وهى لن تهدا الا اذا تحقق لها ذلك .. فمصر فوقنا جميعا نعيش  ونموت من اجلها ..ولعل الشاعر العظيم اسماعيل الحبروك عبر عن ذلك بكلماته الرائعة التى غنتها نجاح سلام ولحنها محمد الموجى..ومازالت رغم مرور السنين باقية فى الذاكرة اتذكرها فى هذا الوقت العصيب الذى تعيشه بلادنا
يا اغلى اسم فى الوجود
يا اسم مخلوق للخلود
نعيش لمصر..ونموت لمصر
&&&
تفوت عليكى المحن
ويمر بيكى الزمان
وانتى اغلى وطن
وانتى اعلى مكان
ومهما كان انتى مصر
وكل خطوه بنصر
 &&&
كلك شهامه وكرامه
يا راية فوق كل راية
انتى لحبيبك سلامه
وانتى لعدوك نهايه
ومهما كان انتى مصر
وكل خطوه بنصر

&&&
انتى بلادى الجميله
حصن السلام والامان
وانتى الحضاره الاصيله
قبل التاريخ والزمان
ومهما كان انتى مصر
وكل خطوه بنصر
نعيش لمصر
ونموت لمصر


ليست هناك تعليقات: