السبت، 6 ديسمبر 2008

الإنترنت والإرهاب.. في جامعة عين شمس

بدأت يوم السبت الماضي حلقة علمية علي قدر كبير من الأهمية عن الإرهاب المعلوماتي.. نظمتها علي مدي أربعة أيام جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع جامعة عين شمس ولا أعرف لماذا لم تنل الأبحاث التي نوقشت علي مدي الأيام الأربعة حظها من الاهتمام الإعلامي.. صحيح أن القضية متخصصة في مجال الإنترنت والإرهاب ولكن الزمن الذي نعيشه الآن هو زمن الإنترنت وزمن الإرهاب أيضا. 8 دراسات قيمة تحتاج إلي الدراسة من كل المهتمين بقضايانا المعاصرة.. وهؤلاء المتطلعين إلي غد أفضل. لقد كانت الأفكار التي نوقشت كثيرة وعلي قدر كبير من الأهمية وكانت البداية بمفهوم الإرهاب.. ففي رأي الدكتور ذياب موسي البداينة ان الإرهاب فعل.. يمكن أن يكون محلياً أو دولياً أو حكومياً أو سياسياً.. ومع تباين التفسيرات فإن الجوهر يبقي واحداً.. ويرجع الإرهاب إلي التهديد باستخدام العنف أو استخدامه مع نية التخويف.. أو اجبار المجتمعات أو الحكومات ويمكن أن يقوم به فرد أو جماعة وغالباً ما يكون مدفوعاً بأهداف أيديولوجية أو سياسية. أما مفهوم حرب المعلومات فيعني تخريب المعلومات أو تدميرها أو سرقتها أو تحريفها أو إساءة استخدامها أو المنع من الوصول إليها.. أو تقليل موثوقيتها أو استخدامها ضد أصحابها إنها باختصار استخدام المعلومات ضد المعلومات أو قلب المعلومات ضد أصحابها.. إنها بعبارة أخري حرمان الطرف الآخر "العدد" من استخدام معلوماته أو منعه من استخدام تقنياته ومعلوماته أي تحويله إلي أصم وأبكم وأعمي معلوماتياً مما يسهل التحكم به والسيطرة عليه. والتحديات التي نواجهها في هذا العصر تتطلب من المواطنين والحكومات أن يفكروا ويتصرفوا بطريقة كونية.. فقد كانت الأحداث في السابق تؤثر في منطقة فقط. أما في هذا العصر فقد زاد الترابط الافتراضي والاعتمادية المتبادلة بين المجتمعات.. وأصبحت الأحداث كونية والتحديات كونية والمشكلات والحلول كونية أيضا. إن الكفاح من أجل التقدم والرخاء.. كما هو الحال في الحرب والسلام يتأثر بالأحداث في أماكن متفرقة من العالم. ويري د.ذياب أن مبلغاً يتفاوت ما بين "1 إلي 10" ملايين دولار يمكن أن يكون مربحاً جداً لتمويل فريق إرهاب فضائي أو حرب معلومات تقني برواتب مغرية بحيث يتألف الفريق من "10 إلي 20" من المتخصصين بعمليات التسلل عبر أجهزة الكمبيوتر وشبكاته باستخدام ما توصلت إليه تقنية الحاسبات الآلية.. كما يمكن تحميل الأدوات التي يستخدمها هذا الفريق الفني في أعمالهم التسللية إلي أجهزة الكمبيوتر وشبكاته مجانا من مواقع مختلفة علي الإنترنت بمختلف أرجاء العالم. ومن السهل أن يعد الإنسان عدداً من السيناريوهات قبل تعطل سوق الأسهم المالية بعد عبث أحد المتسللين المخربين بأجهزة كمبيوتر وول ستريت.. أو اصطدام طائرتين بعد أن قام أحد المخربين بالتسلل إلي نظام التوجيه الجوي وتغيير الطرق والمسارات الجوية للطائرات ومن الصعب جداً تقدير إمكانية حدوث مثل هذه السيناريوهات أو تنفيذها.. ولكن ما نعرفه الآن هو أن نظم المعلومات عرضة للهجمات المختلفة وان هناك أفراداً لديهم النية أو الرغبة للقيام بأعمال شريرة مدمرة ولهذا السبب بالذات.. فمن الضروري جداً أن نتعامل مع حرب المعلومات عامة والإرهاب التخيلي علي أنها أمر جاد تماماً. وتحتاج الدراسات التي نوقشت إلي اهتمام أكبر.. ولعلي أعود إليها في مقالات قادمة ويكفي الآن الإشارة السريعة إلي عناوين القضايا التي تضمنتها الحلقة العلمية. كانت القضية الأولي بعنوان: الإرهاب المعلوماتي "التعريف المفهوم المجالات النتائج" قدمها الدكتور ذياب موسي البداينة.. في حوالي 25 صفحة. وقدم اللواء د.محمد الأمين البشري دراسة بعنوان: تأهيل المحققين في جرائم الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت أما د.عبدالرحمن عبدالعزيز الشنيفي.. فكان عنوان القضية التي عرضها "المواجهة الأمنية للإرهاب الالكتروني" وناقش د.محمد عصام خليفة كيفية الاستخدام الأمثل لإمكانات الحاسب الآلي في المجالات الأمنية. وعن أمن الشبكات والإنترنت تحدث د.عزيز ملحم بربر أما د.إبراهيم عيد نايل فقد ناقش السياسة الجنائية لمكافحة الإرهاب الالكتروني.. وتحدث د.جميل عبدالباقي الصغير عن مدي كفاية قانون العقوبات والإجراءات الجنائية لمواجهة الإرهاب عبر الإنترنت. واختتم د.تيمور محمد نظمي مناقشات الحلقة بموضوع السياسة الجنائية لمواجهة الإرهاب السيبيري وحقوق الإنسان

ليست هناك تعليقات: