السبت، 6 ديسمبر 2008

لماذا هذه القسوة .. يا صاحبة الجلالة؟!

من أين يأتي بعض الزملاء بهذه الكلمات القاسية التي يصفون بها حادثة أو جريمة؟! كيف تطاوعهم قلوبهم وهم يذكرون كلمات صعبة لا يحتملها الناس.. ولماذا لا يفكرون في تأثيرها؟! .. ألا يشعرون بالخجل عندما يكتبون في اليوم التالي كلاماً مناقضاً لما قرأه الناس من قبل في نفس المساحة.. وبنفس الصحيفة؟! هو نقد ذاتي بالفعل.. فقبل أن ألوم الآخرين.. نلوم أنفسنا.. والحديث يدور حول هذه الجرائم الغامضة التي يتطوع بعض زملائنا بالحديث عن وقائع ومعلومات. لم تتأكد صحتها بعد.. وأمامنا تلك الحادثة البشعة التي راحت ضحيتها ابنة فنانة كبيرة هي ليلي غفران. فمنذ اليوم الأول كتبت بعض الصحف عن خمور ومخدرات.. وعلاقات غير شرعية وراء جريمة القتل.. وعلي مدي الأيام الماضية تابعنا كلاما عن زوج.. ومرة أخري يقولون انه مجرد خطيب.. وقرأنا عن فصل الرأس وأخري عن طعنات وتشويه وفي النهاية نكتشف كلاما مختلفاً. وينسي الجميع أن الحديث كله يدور حول فتاتين انتقلتا إلي رحمة الله الذي يتولاهما برحمته التي وسعت كل شيء. ونحن البشر.. لا نملك غير الدعاء بالرحمة علي الضحايا.. والمطالبة بالقصاص من المجرمين. حزنت جداً لهذه الكلمات القاسية التي أفسحت بعض الصحف لها مساحات كبيرة لوصف ما حدث ليلة القتل.. وبعض ما كتب كان من خيال بعض الزملاء للأسف وحزنت أكثر وأنا أقرأ ما نشرته بعض الصحف علي لسان أقرباء للقتيلة بدعوة من يردد هذه القصص إلي أن "يتقي الله فيما يكتب.. لأنه يتناول سيرة فتاة قتلت غدراً وأصبحت في ذمة الله". ومادامت قد أصبحت في ذمة الله.. فلماذا هذا اللغط أليس من حقوق الإنسان.. أن يكون له الاحترام في حياته ومماته.. أليس من الكرامة الإنسانية أن نحترم قدره .. وابتعاده عن الدنيا.. وأن تسير التحقيقات لكشف الغموض ومعاقبة الجاني في الدنيا بعيداً عن هذا الصخب الاعلامي. لماذا نلهث وراء الخوض في أعراض البشر.. ولا نراعي حرمة الموت.. ولا احترام الأسرة التي تنتمي إليها هذه الضحية: "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم" كلنا سوف نموت بطريقة أو بأخري.. ولا أحد يعرف متي يموت.. ولا بأي أرض سوف يموت.. لقد كنت دائما ضد فرض حظر علي النشر علي أي قضية إلا في إطار حماية العدل والحق والحرية.. وكنت أدعو دائما إلي الشفافية وفتح النوافذ لكشف الفساد والمفسدين.. لكن يبدو أننا في هذا الزمن الذي يتميز بثورة غير مسبوقة في الاتصالات والمعلومات.. صرنا ضحية المعرفة.. نريدها بأي ثمن.. وبأي شكل.. ونسينا أن الإنسان في النهاية مشاعر يجب احترامها.. وكرامة تجب صيانتها.. إن كل الجرائم التي فيها مساس بالأعراض يجب أن نتأني في الحديث عنها. لا ألوم فقط الصحفيين الذين يتسابقون في النشر باستخدام شائعات أو إضافة معلومات غير وثيقة.. ولكني أيضا ألوم بعض رجال المباحث الذين يسربون بعض الجمل والعبارات التي تدفع الصحفيين إلي إبرازها كعناوين مثيرة. ألوم كل من يتصور أن الحديث المثير عن ضحية.. لن يؤثر علي أقاربها سواء داخل أسرتها أو حتي داخل مجتمعها. لقد نشرت قناة فضائية صورة القتيلة ملقاة علي الأرض والدماء حولها.. ولا أعرف من أين حصلت علي هذه الصورة.. كما نشرت صحف صورا بشعة لضحايا في جرائم سابقة. لمصلحة من يتم تشويه الناس بعد موتهم.. لقد قرأت علي الموقع الالكتروني لصحيفة الشرق الأوسط ما قالته الداعية الإسلامية مني صلاح التي قامت بتغسيل ابنة الفنانة ليلي غفران وهزتني كلماتها.. قالت إن الضحية كانت مبتسمة وكان وجهها أبيض والإصابة كلها عبارة عن طعنات في منطقة البطن والصدر. ولم تكن بها جروح في الرقبة.. وما تردد عن إصابة المغدورة بستين طعنة وانها نحرت من الخلف عار تماما من الصحة.. وما هو إلا مبالغات لا أعلم الهدف منها. ويا سيدتي.. أنا أيضا لا أعرف الهدف من هذه المبالغات.. ويالها من قسوة تلك التي يكتب بها بعض زملائنا!! .. ويا صاحبة الجلالة الصحافة.. من أين تأتي كل هذه القسوة؟! S.M.S * عدد مستخدمي الانترنت بلغ 12 مليونا .. قبل شهرين كان أقل من 11 مليونا .. تقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يؤكد بذلك أن الناس في بلادنا يتطورون بسرعة كبيرة. * نصف من لديهم تليفون محمول يحتفظون عليه بصور وفيديوهات خاصة جدا.. يمكن أن تشكل "جرائم"!! * أغنية دوللي شاهين "أنا جيت" لا معني لها إلا تلك الايحاءات التي قدمها مصور الكليب.. ليترجم ما أراده المؤلف.. الثلاثة عليهم غضب الله. * عيد الأضحي علي الأبواب.. كل عام وأنتم بخير.. مرتباتكم لن تكفيكم إلي نهاية الشهر.. كالعادة!!
5-12-2008

ليست هناك تعليقات: