الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

محمد الشرقاوي : 9 مشاهد مهمة.. في ذكري انتصارات أكتوبر "2 من 3"

المشاهد الثلاثة التي تحدثت عنها في الأسبوع الماضي كانت عن العام الذي بدأت فيه المعارك.. وكيف نجحت قواتنا المسلحة في عبور القناة وحققت الانتصار التاريخي علي الجيش الإسرائيلي.. واليوم نستعرض مشاهد أخري كتبها جنودنا بدمائهم في التاريخ الحديث.
رابعاً 35 مليون نسمة
يوم بدأت حرب 6 أكتوبر 1973 كان عدد سكان مصر 35 مليون نسمة.. الآن زدنا ما يقرب من 60 مليوناً.. تغيرت كثيراً خريطة المنطقة.. وتغير أيضاً وجه الحياة في مصر.. لقد كان الانتصار إنجازاً عبقرياً بكل المقاييس.. يتحدث عنه الرئيس الراحل أنور السادات بقوله:
إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة علي أي مقياس عسكري. فلست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وإقامة رءوس جسور لها علي الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو قدرته وتوازنه في ست ساعات.
خامساً: إنجاز جماعي
يقول السادات: "هذه ساعات تعرف فيها أنفسنا ونعرف فيها الأصدقاء ونعرف فيها الأعداء. ولقد عرفنا أنفسنا ولقد عرفنا أصدقاءنا وكانوا بأصدق وأخلص ما نطلب من الأصدقاء. ولقد كنا نعرف عدونا دائماً ولسنا نريد أن نزيد من أعدائنا.. إن الأمة العربية كلها وأسمح لنفسي أن أعبر عنها. لن تنسي مواقف هذه الساعات إن الأمة العربية لم تنس أصدقاء هذه الساعات الذين يقفون معها ولن ننسي أعداء هذه الساعات الذين يقفون مع عدونا".
هذا الإنجاز الرائع كان عملاً جماعياً شارك فيه كل مصري ومصرية.. كان عبور قناة السويس إنجازاً عسكرياً بكل المقاييس وكان تخطيطاً مصرياً صميما. حققته القوات المسلحة المصرية الباسلة بالتخطيط السليم والإعداد العلمي القائم علي أحدث فنون العصر. وتم هذا في ظل ظروف قاسية في ساحة البذل والعطاء. وكان رأي السوفييت أن عبور العائق المائي الواسع هو عملية من الصعب حدوثها بما فيه من تيارات شديدة. بالإضافة إلي استحالة تحطيم خط بارليف والاستيلاء عليه.
لقد نجحت حرب أكتوبر في تأكيد القدرة المصرية الإيجابية التي فرضت ولاتزل تفرض آثارها حتي الآن.
سادساً: السلام عند المقدرة
كانت حرب أكتوبر أول حرب إلكترونية في التاريخ.. ولم تكن من وجهة نظر القيادة المصرية هدفاً في حد ذاتها.. وإنما كانت وسيلة لتحقيق سلام عادل يعيد الحقوق إلي أصحابها.. ولهذا وقف السادات وهو في مقدمة انتصاره يوم 16 أكتوبر 1973 أمام مجلس الشعب ليعلن استعداده لوقف نزيف الحرب.. ثم يقف مرة أخري يوم 9 نوفمبر 1997 في مجلس الشعب ليعلن للعالم كله أنه علي استعداد للذهاب إلي آخر العالم إذا كان ذلك يمكن أن يحمي واحداً من أبنائه الجنود والضباط.. وفي 19 نوفمبر من نفس العام بدأت الخطوة الكبري نحو السلام بهبوط السادات علي أرض فلسطين المحتلة.. وفي الكنيست الإسرائيلي ألقي خطابه التاريخي الذي أكد فيه أنه لم يذهب إلي الإسرائيليين ليعقد اتفاقاً منفرداً معهم وإنما لكي يحقق السلام.. السلام العادل والشامل لكل شعوب المنطقة التي عانت ويلات الحروب ما يقرب من 30 عاماً.
وقد حصل الرئيس السادات علي جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين لجهودهما في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.
وفي الأسبوع المقبل ــ إن شاء الرحمن ــ نستكمل بقية المشاهد 

ليست هناك تعليقات: