الخميس، 14 يوليو 2016

محمد الشرقاوى : 4 أسئلة حول الاعلام والثقافة
إصلاح المنظومة الاعلامية لايحتاج فقط الي تشريعات وقوانين.. بل يحتاج أيضا إلي عقول تعرف كيف تستخدم هذه التشريعات في القفز بمؤسساتنا الاعلامية من حالتها المتردية اقتصاديا ومهنيا إلي ان تصبح مؤسسات عصرية.. تستفيد من عصر الديجيتال ميديا وتقدم للجماهير اعلاما يليق بدولة تنهض نحو مستقبل واعد..فلا يعمل الاعلاميون بمعزل عن الحالة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تشكل سياسة الدولة الساعية لتحقيق احلام الشعب في العيش بكرامة وأمان.. من المهم جدا اختيار القيادات التي تقود مؤسساتنا وهي تطبق التشريعات.. فهل يعقل ان يقود الاعلام في المرحلة المقبلة نفس الذين قادوه في عهد الرئيس الاسبق مبارك أو تحت حكم الاخوان؟ وهل يصلح الآن من لا يستطيع التعامل مع التقنيات الحديثة التي اثرت علي الصحف الورقية وكانت سببا في تقهقر قنواتنا التليفزيونية الرسمية؟ تعالوا نناقش مايجب ان يكون عليه الاعلام في المرحلة المقبلة.
أولا: الاعلام والثقافة
وزارة الثقافة تصدر صحفا وكتبا ولديها نشاط ثقافي يتم بعيدا عن الاعلام.. ولا اقصد من ذلك دمجا لها مع الاعلام ولكني ادعو لدراسة المطبوعات التي تصدرها الوزارة من سلاسل ثقافية اسبوعية وشهرية وربع سنوية تكلف الدولة ملايين الجنيهات.. وتطبع كثير من هذه الإصدارات في مطابع تجارية متجاهلة المطابع الضخمة للمؤسسات الصحفية التي يمثل لها ذلك مصدرا للايرادات.. فهل تفتح لجنة الثقافة والاعلام بمجلس النواب هذا الملف؟
ثانيا: الديجيتال ميديا
إذا تم إنشاء الهيئة الوطنية للصحافة بعيدا عن الديجيتال ميديا.. فانها ستكون مثل المأسوف عليه المجلس الأعلي للصحافة..الذي لم ينقذ المؤسسات الصحفية القومية من الانهيار.. بل سعي من أجل مصالح اعضائه .. وكلهم تقريبا من جيل الصحافة الورقية الذي يزيحه التطور التقني لافساح المجال للصحافة الالكترونية.. جيل قضي عمره كله يكتب بالقلم ويتلون فكره علي حسب الانظمة.. ولا يجيد لغة العصر التي أخذ منها- فقط -الظهور في الفضائيات .. لكنه يجهل المقصود بالديجتال ميديا ولايعرف كيف تتطور المؤسسات القومية لتصبح "مؤسسات اعلامية" تنتج صحفا ومواقع وبوابات ومنصات الكترونية..وتتحول الشركات التابعة لها الي انتاج مواد اعلامية واعلان مطبوع والكتروني.. وتوزيع منتجات اعلامية وليس صحفا فقط.
..ولايدرك أهمية أن يكون هناك الان محرر للاخبار التفاعلية ومحرر فيديو.. وان الصحافة لم تعد هي الخبر والتحقيق والحوار والمقال فقط.. ولكن هناك صحافة "الاس أم أس" وصحافة البيانات.. وصحافة الفيديو.
ثالثا: دمج المؤسسات
نريد هيئة وطنية تقفز بالمهنة ليس همها الاول توزيع المنصب علي المعارف والأتباع.. هيئة اعضاؤها يعرفون حجم التحديات التقنية والمهنية.. ويكون هدفهم اعادة الريادة للصحافة المصرية.. يتخذون قرارات جريئة بدمج مؤسسات صحفية لتكوين كيانات قوية اقتصادية.. تستطيع تحقيق احلام الجماهير في صحافة وطنية تنموية يملكها الشعب وتعبر عنه باخلاص.
رابعا: قرارات حاسمة
من غير المعقول ان تتشكل الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للاعلام من أعضاء لايعرفون شيئا عن المؤسسات التي يديرونها.. هناك مؤسسات لديها امكانيات تقنية عالية لكنها غير مستغلة لانها تحتاج جرأة في اتخاذ قرارات صعبة تفرض علي الجميع تدريبا تحويليا للانتقال إلي عصر الديجتال ميديا.. وان يتم تقليص عدد الاصدارات الورقية غيرالناجحة.. أيضا يتم دمج مؤسسة خاسرة مع أخري يتشكل منهما كيان اقتصادي قادر علي المنافسة والنجاح..تري هل سنعيش إلي هذا اليوم الذي فيه نري هذه الاحلام تتحقق؟

ليست هناك تعليقات: