الأربعاء، 20 يوليو 2016

محمد الشرقاوي : 3 أحداث مهمة للميديا.. آخرها موبايل أردوغان

بعيداً عما حدث في تركيا يوم الجمعة الماضي.. فإن الفترة التي لم تمتد فيها المحاولة الانقلابية لأكثر من ست ساعات.. كان السلاح الأهم فيها هو الموبايل الذي استخدمه الرئيس التركي أردوغان لحشد مؤيديه في الميادين مما يبرز أهمية استغلال وسائل الديجيتال ميديا التي تتطور يوماً بعد يوم.. من الفضائيات في حرب الكويت.. إلي الفيس بوك في ثورة 25 يناير.. إلي الانقلاب الفاشل في تركيا.. ثلاث وسائل خطيرة أثرت في نجاح أو فشل أحداث كبري عاشها العالم.
أولاً: سي إن إن.. والغزو العراقي
يوم قرر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين غزو الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 برزت في تلك الأزمة أهمية القنوات الفضائية التي استغلها صدام في مخاطبة العالم بشعاراته وأكاذيبه وعندما وجد العالم كله تقريباً ضده قرر طرد كل وسائل الإعلام من أراضيه باستثناء السي إن إن التي حققت شهرة واسعة فقد كانت القناة الوحيدة التي يشاهدها العالم ليعرف ما يحدث في بغداد وكيف يفكر صدام.. وعن طريقها أشاع أنه يملك أسلحة كيميائية سيدمر بها المنطقة إذا تدخلت أطراف دولية لإخراج قواته من الأراضي التي ضمها لبلاده.. وعندما بدأ يشعر أن الخناق يضيق عليه قرر طرد هذه القناة.. وسمح لأخري هي الجزيرة بالوجود في بغداد بعد سبعة أشهر من الاحتلال حيث بدأ التحالف الدولي حربه لتحرير الكويت في 26 فبراير عام 1991 وعن طريق الفضائيتين شاهد العالم الحدث في نفس وقت حدوثه وكان هذا هو التطبيق العملي لكلمة يحدث الآن ودخل الإعلام بذلك عصر الصورة "الأون لاين" والحدث الذي يتابعه الناس علي الهواء عبر الأقمار الصناعية ونقلت لنا الفضائيات لحظة سقوط تمثال صدام إيذاناً بنهاية عهده.. ثم بعد ذلك القبض عليه فيما عرف باسم حرب الخليج الثانية.
ثانياً: فيس بوك
لا أحد ينكر دور الإنترت وخاصة الفيس بوك في نجاح ثورة 25 يناير 2011 في الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.. وكيف كان الشباب ينقل عن طريق الموبايل واللاب توب والآيباد دعواتهم وتحركاتهم وكل التفاصيل التي بدأت بمظاهرات في الشوارع وتجمعات في الميادين ثم الاعتصام بميدان التحرير لمدة 18 يوماً لعبت خلالها الإنترنت الدور الأهم في تواصل الجماهير بين بعضهم البعض.. وصار الشعب المصري منذ ذلك الوقت يعتمد علي شبكات التواصل الاجتماعي فطبقاً لآخر إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في مصر 48.30 مليون مصري.. بينما بلغ عدد من يستخدمون الإنترنت من الموبايل 23 مليوناً.
ثالثاً: فيس تايم
لو لم يستخدم أردوغان هاتفه المحمول في بث رسالته الأولي إلي الشعب ليطالبه بالنزول إلي الشوارع والميادين بعد نصف ساعة فقط من وقوع محاولة الانقلاب ربما كان أردوغان قد أطيح به إلي السجن أو إلي الموت" استخدم أردوغان تطبيقاً علي "الآي فون" يسمي "فيس تايم" وهو يشبه برنامج سكايب الذي يتيح إمكانية نقل صورتك وكلامك فيديو إلي طرف آخر لديه جهاز "آي فون" حيث اتصل أردوغان بمذيع في السي إن إن التركية الذي نقل نداءه عبر الفيس تايم قبل أن ينتشر علي شبكات التواصل الاجتماعي وقبل أن يتساءل الناس عن مصيره وقبل انتشار شائعات عن اعتقاله أو قتله مما كان له الأثر الأكبر في الحشد الجماهيري وفشل الانقلاب.. إنه الموبايل الذي واجه الدبابة. 

ليست هناك تعليقات: