الخميس، 29 أكتوبر 2015

3 فوائد لابتعاد السلفيين عن المشهد السياسي






أظن أن السلفيين فى حاجة ماسة الان الى إعادة ترتيب أوراقهم .. ومراجعة انفسهم واتخاذ قرار بالعودة الى أماكنهم التى كانوا عليها قبل خمس سنوات ..فقد كان اداؤهم السياسي  سيئا الى الدرجة التى كرهت فيهم الكثير من أبناء الوطن ..ولا أظن أن هناك واحدا من أعلام  السلفية لم ينله هجوم أو سخرية سواء بحق اوبغير حق ..حتى الشيوخ الافاضل الذين كانوا ملء السمع والبصر تستباح اعراضهم عبر السوشيال ميديا وهذا لا اقره لانه تجاوز فى حقهم .. ولكن نحن امام واقع صادم جعل كل من هب ودب يهاجمهم .. ولهذاأتصور انه حماية لكرامة هؤلاء العلماء يجب ان يهجر السلفيون السياسة .. وان يعودوا للدعوة التى يجيدونها   فالسياسية جعلتهم يخسرون الكثير ..لافائدة من حزب النور ولا الوطن ولاغيرهما لان الانغماس فى العمل السياسى دفعهم الى معارك لم يكونوا مؤهلين لها .. وهجر السياسة والعودة الى الدعوة فيها فوائد كثيرة  أهمها فى رأيي..
اولا: إعادة الثقة بالعلماء
لقد كانت المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية كاشفة لكل ماحاولوا اخفاءه  وهو انهم غير مؤهلين للعمل السياسى .. ولا يجب ان يذكرنا احدهم بانهم كانوا فى المكانة الثانية بعد الاخوان فى الانتخابات السابقة لان ذلك مردود عليه ان 25يناير شئ  والان شيئ اخر ..المناخ السابق كان مختلفا .. كان الشعب متحمسا لهم لكن ماحدث طوال السنوات الماضية ادى الى تقهقر  الاسلام السياسى.. ولم يعد المناخ ملائما .. فلا الاعلام ولا الاحزاب ترحب بهم  ومن  هنا لابد من اغلاق هذه الصفحة والتركيز على الدعوة التى تحتاج الى اعادة الثقة بعلماء شوههم الاعلام .. وحاربتهم ملايين الصفحات على الانترنت .. وجعلت صورتهم فى الخارج سيئة وهو ما يؤثر بالتأكيد على الدعوة الاسلامية .. الناس تحتاج الى فهم جديد لامور دينهم  .. والعلماء مطالبون ببذل جهد اكبر لتجديد الفكر الدينى ليتلاءم مع العصر الذى يمتلئ الان بخرافات واكاذيب .
ثانيا : خدمة المجتمع
المجتمع يحتاج الى جهودنا جميعا .. والسياسة تستهلك منا اكثر مما ينبغى ..والمطلوب توجيه الجهود للخدمة العامة .. الجهل المنتشر بالمجتمع يحتاج الى جهود كثيرة يبذلها شبابنا .. كثير من المشكلات كنظافة الشوارع مثلا يمكن ان يساهم فيها شباب السلفيين وغيرهم .. وكل الجمعيات الدعوية والخيرية اذا وضعت كل امكانياتها وجهود ابنائها  فى خدمة الوطن فهذا افضل بكثير من العمل السياسى الذى يسوده الان مناخ عدائى للسلفيين ..ولكن استعدادهم لخدمة المجتمع قد يكون له مردود افضل
ثالثا :ضد التشدد
كثير من الناس حاليا يرون فى السلفيين قمة التشدد ولهذا يقفون ضدهم .. ومن اجل ذلك فإن ابتعادهم عن السياسة قد يفيدهم ويفيد البلد .. لانهم فى الحقيقة يصارعون من اجل سراب .. ولعل كلمات المفكر الاسلامى الشيخ ناجح ابراهيم تؤكد هذا الكلام حيث قال فى مقال نشرته جريدة الشروق : ظهر من أجواء الانتخابات الأخيرة أن الدولة ومؤسساتها المختلفة لا تريد ظهيرا لها من التيار الإسلامى مهما كان ولاؤه لها..
ويبدو أن الدولة الآن لا تحتاج إلى ظهير أصلا.. فإن احتاجت فى أى وقت إلى ظهير فهى لا تفضل الظهير الإسلامى السياسى لأنها قد تراه متقلبا أو لا تريد أن تتركه يكبر فيطمع فيما لا يطمع فيه الآن.. أو يقفز المتشددون فجأة على كراسى المعتدلين.. وقد بدا لكثيرين أن جميع الساسة حكوميين وغير حكوميين رسميين وشعبيين لا يحبون الظهير الإسلامى مهما كان لونه.
من اجل هذا ادعوهم الى التفكير بجدية فى ترك الساحة لاهل السياسة والعودة الى خدمة الدعوةالاسلامية باسلوب جديد حتى يتقبلهم الناس.








ليست هناك تعليقات: