الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

انتخابات المؤسسات الصحفية.. بداية ومؤشرات

تأتي انتخابات مجالس إدارات الصحف القومية وجمعياتها العمومية.. بداية جيدة لمسيرة الوطن الذي يستعد خلال الشهور المقبلة لإجراء انتخابات مجلس النواب.. وأيا ما كانت النتائج التي تسفر عنها الانتخابات الصحفية فإنها ستكون مؤشراً لما قد يحدث خلال الانتخابات المنتظرة.. فعلي مدي الاسابيع الماضية لم نر تدخل السياسة في الحملات التي سبقت الانتخابات علي الاقل في الظاهر.. فلم نلاحظ في مؤسستنا - مثلا - صراعا بين تيارات.. ولا قدم أي مرشح نفسه علي أنه ينتمي لاتجاه معين.. ولكن النتائج بكل تأكيد تعكس الاتجاهات الحقيقية لمعظم العاملين الذين قد لا يستطيعون التصريح بها علانية.
كل البرامج تقريبا كانت.. غارقة في الخدمة التي يحتاجها الصحفيون.. وتركز أكثر علي المشكلة الرئيسية التي تهدد المؤسسات الصحفية التي لم تجد المساعدة من الحكومة.. تلك الحكومة التي كسابقتها - تركت هذه الصحف تواجه مصيرها الغامض وحدها.. ربما تكون سمعت كلاماً جميلا عن تقدير الحكومة لها لكنها ابداً لم تجد أذنا صاغية لصراخها من الديون التي تثقل كاهلها.. ومن المشكلات المعقدة التي تهدد وجودها.. وفي الوقت الذي تغلق صحف كثيرة في العالم أبوابها وتسرح العاملين بها وفي الوقت الذي تغلق صحف كثيرة في العالم أبوابها وتسرح العاملين بها.. لزمت الحكومة الصمت وتحججبت بأن لديها أزمة سيولة مالية.. وليس لديها المال الذي يعطيه لها ولا حتي قررت اعفاءها من الديون المستحقة عليها لوزارات التأمينات وغيرها.. قد تكون اتخذت إجراءات بتأجيل تحصيل ما علي المؤسسات لكنها ابداً لم تساعدها بما يكفي.
كل المرشحين اجتهدوا في تقديم اقتراحات بالحلول للمشاكل التي يعاني منها الصحفيون.. وتئن من وطأتها المؤسسات التي لم تعد قادرة علي المنافسة في عالم يعتمد علي الميديا الحديثة.. وبصرف النظر عن الفائزين والذين لم يحالفهم الحظ فإن مؤسساتنا في حاجة ماسة إلي جهد كبير يبذله الجميع من أجل أن تستمر الصحف القومية في الصدور.. لاداء رسالتها التي من المفروض أن تقوم بها لخدمة قارئ مازال يعتمد عليها.. ولقارئ بدأ ينصرف عنها ويذهب إلي الصحافة الالكترونية.. وهذا هو الباب الجديد الذي يجب ان تتجه إليه تلك المؤسسات.. التي تسقبل من الاسبوع المقبل اعضاء جددا في مجالس إدارتها وجمعياتها العمومية.. نأمل جميعاً أن تتحول كل احلامهم واحلامنا إلي واقع.
ولكل الزملاء أقول لهم إن الحمل ثقيل جداً.. ففي الوقت الذي تتخلص فيه المؤسسات العمالية من عمالتها لا نستطيع نحن أن نفعل مثلها لأن ظروفنا لا تحتمل ذلك.. ففي الأسبوع الماضي قرأت السي إن إن التخلص من عدد كبير من العاملين.. وفعلت مثلها شركات عملاقة في مقدمتها مايكروسوفت.. وقبلها فعلت النيويورك تايمز والجارديان أهم صحيفتين في العالمي.. لكن الذي نستطيعه لكي لا نصل إلي هذا المصير هو أن تتحول مؤسساتنا القومية إلي الديجتال ميديا.. لكي تلحق بالتطور العالم.
صحيفة مثل الواشنطن تايمز توزع ما يقرب من 80 ألف نسخة ورقية. ولديها قراء علي موقعها الالكتروني يصل عددهم إلي 3.1 مليون شهرياً. وهو مايجعل ترتيبها 666 بين المواقع الالكترونية الأمريكية. أما صحيفة واشنطن بوست فتوزع 462 ألف نسخة يوميا. ويزور موقعها شهرياً 16 مليون شخص. وترتيبها 71 بين المواقع الأمريكية.
جريدة "وول ستريت جورنال" التي توزع يوميا 2.3 مليون نسخة ورقية. ويزورها شهرياً 12.2 مليون شخص ويجئ ترتيبها .86
هذه أول مجالس إدارات في المؤسسات الصحفية بعد ثورتين عاشتهما مصر والمفروض ان تتجه إلي الديجيتال ميديا لكي تكون أفضل من كل المجالس السابقة أو هذا ما نتطلع إليه.

ليست هناك تعليقات: