الخميس، 2 أكتوبر 2014

الحريات والمرأة.. أهم المشكلات من وجهة نظر أمريكية

نعقد نحن المؤتمرات لاقناع العالم بأن مصر امنة للاستثمار والسياحة.. ونشارك في مؤتمرات داخلية وخارجية للدعوة لجلب رؤوس الاموال.. وتطرح الدولة العديد من المشروعات القومية ويساهم الملايين من أبناء الشعب في دعم اقتصاد وطنهم.. ورغم ذلك يرانا العالم بشكل مختلف.. ويركزون بعيونهم في قضايا قد لانلتفت لاهميتها ولكنهم يرونها في المقدمة.. وبصورة عامة فإن الغرب يبحث عندنا عن شيئين هذه الايام هما قضايا الحريات وحال المرأة.
وعلي قدر ما قرأت خلال الفترة الماضية وحزنت لان هناك من يرانا وهو يرتدي نظارة سوداء.. إلا انني توقفت امام ذكريات ثلاث سنوات عاشتها مصورة صحفية امريكية في القاهرة.. هي اماند موسترد.. التي روت معاناة امرأة امريكية عاشت سنوات الثورة.. صحيح انها احبت الحياة في مصر لكنها نقلت صورا لابد ان تسبب الحزن لكل غيور علي وطنه.. ونشرت صورها وافكارها في صحف ومجلات "وول ستريت جورنال" و"تايم" و"فايس" و"نيوزويك".
وقد نشر موقع زحمة حوارا معها ترجمة محمود مصطفي ودعاء جمال.. ولعل أكثر ما لفت انتباهي في حديثها انها منذ جاءت إلي القاهرة عام 2011 وغادرتها قبل شهور.. تري ان المرأة تعاني في مصر كثيرا.. وركزت في حديثها علي التحرش.. وكيف تغير الناس في مصر وتبدلت احوالهم بعد احداث العنف في القاهرة خلال الشهور الاخير لدرجة ان كثيرا من المراسلين الصحفيين والمصورين المصورات مثلها غادروا مصر لان مناخ الحريات العامة لم يعد يرحب بها أو لم يعد كما تصوروا.
ولانها امريكية من بنسلفانيا التي شهدت تفجير احدي طائرات الركاب ايام تفجير برجي مركز التجارة العالمي.. فان العنف يسيطر علي تفكيرها ويشعرها دوما بالقلق وهو ما يدفعها للحديث عن تقييد الحريات.. تقول اماندا:
عليك ان تقومي بالكثير من التضحيات لكي تستطيعي كامرأة. العمل في القاهرة. وعملي. إذا كنت صريحة مع نفسي. تضرر من ذلك. إذا تتبعني أحدهم وانا عائدة للمنزل في يوم ما أو لمسني أحدهم أخسر الكثير من الوقت من أجل ان اتخطي ذلك.
عدد التظاهرات تقلص والعنف تجاه الصحفيين أصبح أكبر بكثير. ولكن خلال عام 2012 كان بالتأكيد لدي أسلوب سلوكي معين لحماية نفسي أثناء العمل. الاولوية القصوي للمرأة هي أن لايتم الامساك بها في حشد محكم الاغلاق. فمنذ بدأت الثورة والمظاهرات ذات الحجم الكبير هي ضمانة لحدوث عنف جنسي همجي ما إن تغرب الشمس.
بالنسبة لي. ارتدي ملابس واسعة وألوانها غير صارخة ويفضل ان تكون أقرب لملابس الرجال لكي أجذب أقل قدر ممكن من الانتباه وكلما كانت الملابس صبيانية كلما كانت أفضل. أحتفظ بتعبير عادي علي وجهي وأتحرك بسرعة. من الواضح أن العبء لا يجب أن يكون علي أو علي أي امرأة لتخفيف هذه العوامل ولكنه واقع مؤسف.
أكبر تحدي في مصر. بالنسبة لي. هو كوني امرأة. 3.99% من النساء يعانين من المضايقات بصورة يومية. العنف الجنسي تجاه النساء بصرة متزايدة في المظاهرات والحشود. مجرد الذهاب لشراء بقالتي هو شيء يجب ان أهيء نفسي لفعله.
تغير المناخ بشدة للنساء بعد الثورة. فهناك احساس بعدم وجود قانون في الشوارع في غياب الدولة. والجناة يعلمون أنه لن يكون هناك عقاب علي ما يفعلون أو يقولون.
والان ما رأي المنظمات والجمعيات النسائية والحقوقية في بلادنا من هذا الذي ينشر؟! 

ليست هناك تعليقات: