الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

4 أسباب .. لانتقاد حكومة محلب

لا أهتم كثيراً بالحديث عن تعديل وزاري أو تغيير حكومة وتشكيل أخري جديدة.. ربما لأني فقدت الحماس لأي تغيير لأنه بالتجارب ثبت أنه لا يأتي بجديد.. وربما لأن الإحباط صار يسيطر علي كثيرين لديهم يقين بأن الاسوأ قادم لا محالة.. وربما أيضاً لأن حجم المشكلات التي تعاني منها البلاد.. أكبر من ان يحلها بشر في أشهر معدودات كما قالت لنا حكومة المهندس إبراهيم محلب.
ومازال الناس يسمعون كل يوم أحاديث عن البطاقات الذكية وترشيد الدعم وملايين الشقق التي ستحل أزمة الاسكان.. ومئات الآلاف من الوظائف التي تتوفر ومازلنا حتي هذه اللحظة نسمع فقط ولا نري شيئاً في الواقع.. وليس غريباً ان الحديث عن أداء الحكومة صار أكثر حدة والانتقادات صارت تلوكها الألسنة علي كل المستويات تقريباً.. وانتشرت شائعات في الفضاء الالكتروني عن تعديل وشيك يشمل عشرة وزراء ونفت مصادر ذلك لكن هذا لم يوقف الانتقادات الحادة لهذه الحكومة.. التي يمكن ان أحدد اليوم أربعة أسباب تجعل الانتقادات تتزايد يوماً بعد يوم.
أولاً: التردد
لو كانت هذه الحكومة قوية لما وضعت نفسها في مأزق التردد.. الذي يجعلها تتخذ قراراً ثم تعدل عنه أمام اعتراضات من يعنيهم هذا القرار.. ولعل خير دليل علي ذلك ما حدث مع نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة الذين اعترضا علي قرار رئيس الوزراء.. بتشكيل لجنة لاعداد التشريعات الإعلامية المكملة للدستور والخاصة بانشاء المجالس الوطنية التي تدير المنظومة الإعلامية.. حيث تراجع عن قراره وكأنه لم يكن يعرف انه يخالف الدستور.. كيف إذن صدر القرار ولماذا تراجع؟.. وأمامنا مشكلة البائعين الجائلين التي لم تحل حتي الآن وتراجعت الحكومة وهجر الباعة الترجمان وبدأوا العودة لوسط البلد.
ثانياً: الأسعار
لا ينكر مصري واحد ان الأسعار زادت بشكل ربما لم يحدث من قبل ولم يصاحب ذلك زيادة الأجور ويتحمل الناس ذلك.. والإعلام يعزف نغمة "الظروف.. والمرحلة.. وضرورة التحمل من أجل مصر".. وكنا زمان نسمع عن حملات لضبط الأسعار والقبض علي التجار الجشعين.. ولكن الجميع الآن تشغلهم بطاقات التموين والبنزين ورغيف الخبز والبطاقات الذكية والكلام الذي لم ير البسطاء أي أثر مفيد له.
ثالثاً: البطالة
قال وزير الاستثمار أشرف سالمان أن معدلات البطالة قفزت إلي 16.6% مقارنة ب10% عام 2008. وطبقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء فإن عدد المتعطلين خلال الفترة من ابريل إلي يونيو 2014 سجل3 فاصل 7 ملايين متعطل من اجمالي قوة العمل البالغة 27 فاصل 6 ملايين متعطل عن العمل.
هذا رغم ان الحكومة تقول انها ستقضي علي البطالة فأين هذا الكلام من الواقع الأليم.
رابعاً: الاسكان
هذه الحكومة لم تقدم لنا حلاً يقضي علي الأزمة الطاحنة للاسكان وكل ما سمعه الناس عن شقق للشباب ماتزال في علم الغيب.. ومشروع التمويل العقاري وهم لا يقدر عليه الشباب.. والا فلتدلنا الحكومة علي الشاب الذي يمكنه ان يدفع أكثر من مائة ألف جنيه مقدم شقة متواضعة وقسط شهري في حدود ثلاثة آلاف جنيه وشروط تعجيزية يفرضها البنك لتمويل السكن من بينها ان مرتب الشاب يجب ان لا يقل عن خمسة آلاف جنيه شهرياً.
وأخيراً: لست مشغولاً بأن تتغير الحكومة قريباً.. أو تستمر حتي الانتخابات البرلمانية.. لأنها في الحقيقة لم تختلف كثيراً عن سابقتها.. وأظن ان كثيرين غيري لا ينتظرون ان تحقق هذه الحكومة أي تغيير جذري لأنها في الحقيقة تعمل في ظروف صعبة فشلت في تغييرها. 

ليست هناك تعليقات: