الجمعة، 11 يوليو 2014

سبحان الحى الذى لايموت

وراء المتاعب
بقلم: محمد الشرقاوى
سبحان الحى الذى لايموت

 الموت هو المصير الواحد للبشر جميعا .. نهايتنا المحتومة التى لامنجاة منها .. ومع ذلك ننساها فى رحلة الحياة ونحن نتسابق او نتقاتل على مكاسب زائلة .. سنتركها بكل تأكيد عندما نوارى الثرى .. ولايبقى من أى انسان الا ثلاثة  قالها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .( اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له) ..واحسب ان والدى المرحوم باذن الله ..له نصيب منها ..
يوم الخميس الماضى كنت معه على التليفون.. كان يجتهد فى ان لا اكتشف من صوته انه مريض ..كعادة الاب دائما يخشى ان يتعب ابناءه او يسبب لهم قلقا.. ويضحك ويسأل عن كل افراد اسرتى فردا فردا .. وكانت هذه بداية القلق .. اختتمت الكلام بأنى سوف أفطر معه خلال الايام المقبلة.. وضحك ضحكته التى لايمكن نسيانها لكنها هذه المرة كانت مختلفة ..فى صباح الجمعة وقبل الصلاة جاءنى التليفون الحزين : الوالد توفاه الله
ياربى .. بهذه السرعة ؟؟
وبدأت رحلة طويلة من المعاناة يعيشها المصريون منذ سنوات .. كيف أذهب الى مدينة المحلة الكبرى .. للحاق به قبل الدفن  .. وهذا اليوم بالذات واحد من أصعب ايام الجمعة فالمظاهرات الموعودة دفعت سلطات الامن لاغلاق كل الميادين الكبرى تقريبا .. ظللنا نبحث عن مخرج من مدينة نصربعد اغلاق ميدان رابعة والطريق الى المنصة.. وظللنا نلف حتى خرجنا من أطراف المدينة .. والطرق الى الاقاليم تعانى من فوضى .. تجعل السفر مشكلة بين الحفر والكبارى قيد الانشاء ..والمهم اننا وصلنا قبل دقائق من صلاة العصر
حمل الاهل جسده الطاهر وسط صراخ العائلة تودع اباها لاخر مرة فى العمر .. وياربى من اين لى قوة الاعصاب وحبس الدموع التى انفرطت على طول الطريق الى المدفن الذى انشأه عام 2009 وظل ينتظره طوال هذه السنوات
فى المساء جاء محبوه من المدينة التى ولد فيها ولم يغادرها حتى دفن فى ترابها
قال الاشقاء ان اياديه البيضاء التى كانت فى حياته.. سوف تستمر كصدقة جارية ..يتحملها الابناء الصالحون الذين يدعون له بان يسكنه فسيح جناته جزاء عمله الطيب الذى يشهد به الجميع
 الدوام لله .. سمعت هذه الكلمة عشرات وربما مئات المرات على مدى الايام الماضية ..ومازلت اردد: لا اله الا الله  .. سبحان الحى  الذى لايموت
أحسن ما يعزى به هو ما روي في صحيحي البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :
أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا في الموت ،
فقال الرسول : ( ارجع إليها ، فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شئ عنده بأجل مسمى ، فمرها فلتصبر ولتحتسب..)

وأيضا من الأقوال قولك عظم الله أجركم ..وردها شكر الله سعيكم 

ودعت ابى الى مثواه الاخير.. :"و إنا لله وإنا إليه راجعون
 "  


ليست هناك تعليقات: