الخميس، 17 يوليو 2014

84 عاما فى خدمة الاسلام
سألت السيد جوجل :كيف كان  طه حسين يكتب ؟؟ وفى أقل من ثانية واحدة أرشدنى الى62مليون و100الف صفحة تتحدث عنه..ابتداء من موقعه الرسمى  ومقالات عنه ومقالاته  وكتب له .. كم هائل من المعلومات لا أتصور أننى يمكن ان أتصفحه .. .. ولم يكن أمامى غير أن أمارس القاعدة المعروفة لدى دارسى الاعلام وهى التعرض الانتقائى  ..وبدأت انتقى من هذا الكم الهائل  مايجنبنى الغرق فى طوفان المعلومات
عاش  عميد الادب العربى 84 عاما (نوفمبر1889- اكتوبر 1973)حياة حافلة بالاحداث الادبية والفكرية والسياسية ..كان كفيفا لكن الله منحه بصيرة تفوق بها على أبناء جيله .
.فى عام 1935 كتب سلسلة من المقالات طوال شهرالصيام.. تحت عنوان احاديث رمضان كانت من أروع ماكتب  وهى من التراث الخالد.. وقد جمع هذه المقالات فى كتاب حمل نفس الاسم  للكاتب ابراهيم عبد العزيز. .وفيها يجيب على سؤال طالما تردد فى كل العصور وهو‏:‏ ماحكم الكتابة في السياسة في شهر الصوم؟ ‏
و يروى قصة الشاعر ابان بن عبد الحميد كنموذج لطموح الأذكياء الذين يملكون الموهبة و قادرون علي التعامل مع السلطة والتلون إلي حد تغيير المذهب الديني والسياسي لتحقيق الأهداف‏.
ولعميد الادب العربى اسلوب مميز فى الكتابه هو السهل الممتنع ..حيث يجيد التشبيهات الرائعة والوصف الذى يشعرك أنك ترى الصورة ماثلة أمامك يتحدث إلى قارئه أكثر مما يكتب إليه بإيقاع وموسيقى رنانة ناتجة عن الجمل الصغيرة التى يستخدمها
طه حسين  حرر اللغة من قيود الصنعة و المحسنات من سجع و جناس .. مع أن أسلوبه  لا يخلو من الجرس الموزون و الموسيقى التى تجعلك تشعر  بمدى حرصه على الشكل المنمق و التعبير الجيد و الفكرة ..فقد جمع  ما فى الثقافة الفرنسية من رقة و عقلانية ...
اقرأ هذه الجمل ..وتأمل كيف يتحدث عن لحظات ماقبل الافطار :
فإذا دنا الغروب وخفقت القلوب وأصغت الأذان لاستماع الآذان.. وطاشت نكهة الطعام بالعقول والأحلام.. فترى أشداقا تنقلب وأحداقا تتقلب بين أطباق مصفوفة وأكواب مرصوفة.. تملك على الرجل قلبه وتسحر قلبه بما ملئت من فاكهة وأترعت من شراب.. الآن يشق السمع دوي المدفع، فتنظر إلى الظماء وقد وردوا الماء.. وإلى الجياع طافوا بالقصاع.. تجد أفواهًا تلتقم وحلوقا تلتهم.. وألوانا تبيد وبطونا تستزيد.. ولا تزال الصحائف ترفع وتوضع والأيدي تذهب وتعود.. وتدعو الأجواف قدني.. قدني.. وتصيح البطون قطني.. قطني.. ومع تعــدد أصناف الطعام على مائدة الفطور في رمضان.. فإن الفـول المدمس هو الصنف الأهم والأكثر  ابتعاثا  للشهية
يوم 13 نوفمبر 1954 كتب فى جريدة الجمهورية مقالا  يقول فيه :
لم تَهُن الحياة على الناس كما تهون عليهم في هذه الأيام؛ فقديمًا عرف الناس الحرب وأجرَوْا دماءهم غزارًا في سبيل الحق حينًا وفي سبيل الباطل أحيانًا. وقديمًا عرف الناس المكر والكيد كما عرفوا البغي والعُدوان، وقتل بعضهم بعضًا جهرًا مرة وغيلة مرارًا. ولكنهم كانوا يُقدِمُون على ما كانوا يُقدِمُون عليه من ذلك في كثير من التحرُّج قبل أن يُقدِموا، وفي كثير من الندم والروع بعد أن يُتِمُّوا ما أقدموا عليه.

وهى كلمات تصلح لان نقرأها هذه الايام  وهكذا معظم ماكتبه يبدوا أنه يعيش عصرنا.. و كل الشكر لكل من ساهم فى تخليد هذه الذكرى العطرة لهذا العملاق الادبى.

ليست هناك تعليقات: