الخميس، 3 يوليو 2014

العودة إلي.. الجمهورية

التهنئة واجبة.. لزميلي الأستاذ فهمي عنبة برئاسة تحرير الجمهورية.. الذي تولي المسئولية وصحيفتنا التي قضينا فيها أهم سنوات عمرنا تعيش الفترة الأصعب في تاريخها.. وهي تصارع الآن من أجل البقاء شامخة في وقت تئن فيه.. من ديون تثقل كاهلها.. وعمالة زائدة عن طاقاتها لا تستطيع التخلص منها.. وثورة تقنية تعصف بالصحف المطبوعة في العالم كله.. وكلنا نعرف حجم المشكلات التي تراكمت منذ سنوات طويلة.. وليس أمام أبناء الجمهورية غير التكاتف من أجل العبور لآفاق أوسع تقفز فيها إلي الغد متسلحة بلغة العصر من الديجيتال ميديا.. إلي العمل بروح مختلفة تنبذ الخلافات وتلتف حول القيادة الجديدة مهما كانت الرؤي والأحلام والاحباطات والعقبات.
أتحدث عن الجمهورية وفي ذهني المؤسسة التي تجمعنا.. فقد شهدت دار التحرير منذ الأحد الماضي تعيين 7 رؤساء تحرير جدد.. سوف يثرون بإذن الله الصحف التي يرأسون تحريرها.. كلهم زملاء أعزاء عشنا معهم جميعا أجمل سنوات العمر الصحفي.. اختلفنا عندما كان الخلاف حول جودة العمل.. واتفقنا يوم فرقتنا الأيام وذهب كل واحد في طريق.. كان يجمعنا دائما حب هذه المؤسسة التي نحلم لها بالتفوق وقدمنا كلنا كل جهد ممكن من أجل أن تنهض.
ويهمني أن أشيد بتلك الروح التي وجدتها علي صفحات الفيس بوك خلال الأيام الماضية وقادها بعض الزملاء بتوجيه التحية للزملاء الذين غادروا أماكنهم ليفسحوا الطريق لزملاء آخرين يقودون مسيرة العمل في اصدارات المؤسسة.. وأظن أن المجال الآن لايسمح إلا بشيء واحد وهو أن نقدم الشكر لكل الزملاء الذين عملنا معهم.. ونهنيء الزملاء الذين جاءوا بعدنا ربما في ظروف أصعب.. وكل الأمنيات بأن تتحسن الأوضاع وتستقر البلاد ويتمكنوا من القفز بصحفهم وتحقيق ما لم نستطع أن نحققه.
قضيت في جريدة "الرأي للشعب" ثلاث سنوات "2011-2014" لم أبتعد فيها عن جمهوريتنا.. كان الرابط هو "وراء المتاعب" الذي استمر كالحبل السري الذي يربط الأم بوليدها.. وأظن إنني بعد هذه السنوات تركت زملاء أعزاء.. حاولت معهم بكثير من الجهد أن أحافظ علي كيان هذه الصحيفة التي عانت كثيرا من صدور متعثر بعد ثورة 25 يناير.. وإحساس بالغربة في مؤسسة لم توفر لها مكانا مناسبا يمارسون فيه عملهم الصحفي.. عشت معهم شهورا طويلة نصدر الرأي من مكتبي حين كنت نائبا أول لرئيس تحرير الجمهورية وتحمل الزملاء بالدور التاسع زحام 68 صحفيا هم كل الزملاء في الرأي الذين كانوا يشعرون بالأسي وهم بلا جهاز كمبيوتر ولا مكتب ولا حتي ورق يكتبون عليه موضوعاتهم.. حتي وفقنا الله وأنشأت المؤسسة لهم مكانا في الدور الأول.
الآن أودع زملائي بكل همومهم ومتاعبهم وأحلامهم.. لزميلي الأستاذ محمود حبسه رئيس التحرير الجديد.. متمنياً له التوفيق في تحقيق ما لم أستطع تحقيقه.. فالرأي جريدة تستحق أن تعيش بعد أن صار لها موقع علي الانترنت يتطور يوما بعد يوم ويعمل به مجموعة متميزة من الصحفيين والصحفيات إلي جانبب زملائهم في النسخة المطبوعة وهم يستحقون التقدير.
الآن أعود للجمهورية مودعا هموم السنوات العجاف.. داعيا كل الزملاء للتخلص من أوزار الماضي وبذل الجهد مع رئيس تحرير جديد أتمني له كل التوفيق والنجاح.
العدد الأسبوعى -جريدو الجمهورية
3-7-2014

ليست هناك تعليقات: