الخميس، 6 مارس 2014

فقراء.. ولكن..!!
وراء المتاعب
بقلم: محمد الشرقاوى


تجدهم هذه الايام بكثرة امام المولات التجارية الفخمة .. فى الاحياء الراقية بالمعادى ومدينة نصر والتجمع ..ثيابهم ممزقة ومتسخة غالبا .. وبعضهم يحمل اطفالا يرتدون ملابس لاتحميمهم من برد هذه الايام  .. ونساء يتشحن بالسواد او العبايات التى تجلب خلفهن اتربة الشارع .. وعلى كتف الواحدة طفلة وعلى ثديها اخرى تلهث  بحثا عن اى طعام .. كل هؤلاء ليس لديهم غير الادعية لكل من يدخل او يخرج طالبين منه المساعدة .. بعضهم يتفنن فى الادعية بحيث يجبر الخيرين على الوقوف والتفتيش فى الجيوب والمحافظ عن جنيه او اكثر ليسد به جوعه او يتعشى او يشترى العلاج  .. وهذه هى الكلمات التى تسمعها الاذن طوال النهار
كل الخارجين تقريبا من هذه المولات يحملون باياديهم مشتروات .. حلوى او ملابس  او احذية  هى فى عرف الفقراء  كماليات .. لانهم يحلمون بطعام وملابس تقيهم البرد او الموت جوعا ..
هؤلاء الفقراء تزداد اعدادهم يوما بعد يوم .. ولا امل فى حل مشاكلهم .. لانهم سقطوا بالفعل من وعى الدولة .. هؤلاء يسكنون فى العشوائيات المجاورة لهذه المناطق ويرون كل يوم الجنة والنار .. يرون مصريين مثلهم يأكلون الجاتوهات والسيمون فيميه..  والكرواسون والشيش طاووق والسوبر كرانشى .. وهم يبحثون فقط عن رغيف خبر سيئ بخمسة قروش  يقفون فى الطابور من الصباح الباكر لكى يحصلو على ارغفة لاتكفى الاسرة يوميا .. ومن الطبيعى ان نتوقع انتشار الكراهية الاجتماعية  بين فئتين احداهما تعيش الجنة والاخرى لاتفارق النار رغم امتهان كرامتهم وووقوفهم فى البرد شتاء وقسوة الشمس صيفا من اجل قروش يمدون اياديهم فى ذل لاستعطاف الاغنياء علهم يجودون بالقليل .. هؤلاء هم وقود الثورة التى لابد ان تندلع ذات يوم فى مجتمع لم يعد يهتم  بالطبقات الكادحة .. ولابمساعدة المعدمين  ولايهتم اعلامهم الا بالحديث عن ترشيد الدعم  والبحث عن اعذار لعدم زيادة مرتباتهم .. او كبح جماح الاسعار التى تزيدهم نقمة على المجتمع .
الان .. الدولة مشغولة بانتخابات رئاسية وبرلمانية .. وتواجه ارهابا وعنفا يعطلان خطط التنمية  التى لم يشعر بها الناس .. رغم كل ماقيل لهم يوم خرجوا ثائرين يطالبون باقالة الحكومة تلو الاخرى وتغيير الانظمة واحدة تلو اخرى من اجل العيش والحرية والعدالةالاجتماعية والمساواة والكرامة الانسانية
الدنيا تتغير من حولنا  لكن  احوال الفقراء ابدا لاتتغير  .. وكانه قد كتب عليهم ان يظلو يعانون الى مالا نهاية ..

هانحن امام حكومة كل وزرائها بما فيهم الذين كانوا فى الحكومة السابقة يتحدثون عن خطط للاسراع بحل المشاكل  .. رئيس الوزراء نفسه كان وزيرا للاسكان فى الحكومة السابقى ولم نر حلا فى عهده لمشكلة الاسكان .. كلها كانت وعودا وبالتالى فان مجيئه على رأس لوزارة يجعلنا نطالبه بان يشعر الفقراء بانه سيفعل شيئا سريعا من اجلهم..واغلب الظن انه لن يفعل من اجلهم شيئا لان مشاكل البلد صارت اصعب من ان تحلها حكومة تأتى فى ظروف شديدة القسوة اقتصاديا وسياسيا .. ولهذا يبدوا ان الاحتجاجات والمطالب الفئوية سوف تجهض اى عمل تقوم به هذه الحكومة مثل سابقتها لانها تنطلق من نفس الاهداف وبنفس الفكر والاشخاص ايضا .

ليست هناك تعليقات: