الأحد، 16 مارس 2014


الكلمة قبل الاخيرة .. فى مشكلة الصحف القومية

وراء المتاعب
بقلم:محمد الشرقاوى


اشعر احيانا ان الصحفيين الذين يعملون بالمؤسسات القومية ..مسئولون -بشكل اساسي -عما حدث من انهيار لهذه المؤسسات .. سواء كان الانهيار صحفيا او ماليا..
ليس صحيحا ان الدولة  - وحدها - ممثلة فى حكوماتها منذ ثورة23يوليو 1952 هى التى ادت بنا الى مانحن فيه  .. لقد كنا الاساس فى هذا الانهيار ..فقد صدقنا الوعود واستجبنا لاغراءات السلطة .. نسينا مهنيتنا  وتسابقنا فى  التقرب للسلطة الحاكمة .. تحاربنا وتقاتلنا من اجل المناصب . وتامر بعضنا على بعضنا الاخر من اجل الفوز بمميزات زائلة .. نسينا فى خضم الانغماس فى الصراع هذه المهنة التى اقسمنا على الاخلاص لها- يوم حصلنا على عضوية نقابة الصحفيين -  من خلال خدمة الشعب الذى نتوجه اليه ..
وللاسف نسينا هذا الشعب  واصبحنا نتجه فقط الى الحاكم او وزير اعلامه  او رجالات النظام ممن يملكون السلطة والنفوذ المال .. فخسرنا كل شيئ .. والان نتباكى على الماضى كله .. ومن يتابع صحفنا القومية خلال السنوات الاخيرة لابد ان يحزن على اوضاعها . فهى بكل اسف تسعى للسلطة قبل ان تفكر فى الشعب مصدر هذه السلطة
 قبل ثورة 25 يناير كانت كلها مع الرئيس الاسبق مبارك وكلها تدور فى فلك صفوت الشريف وانس الفقى وحبيب العادلى  وامن الدولة ورجال الاعمال .. وبعد الثورة تنكرت لهم ورتمت فى احضان الثوار والمجلس العسكرى والاخوان  وبعد 30يونيه 2013 لم يعد امامها غير شيطنه الاخوان والثور .. وكأن مصر  ولدت منذ ذاك التاريخ  وليس فيها غير الشرطة والجيش وكل ماعدا ذلك يجب ان يموت او يخرج من البلد .. و شاركت الصحف الخاصة والحزبية فى ذلك ايضا  لكن الغريب ان هذه الاخيرة بدأت تتحرر رويدا رويدا وبدأت تنشر كلاما جريئا لحمدين صباحى ضد المشير السيسي فى اطار الاستعداد للمعركة الانتخابية  بينما وقفت الصحف القومية عند الطريق المرسوم لها او الذى رسمته لنفسها منذ عهد جمال عبد الناصر .. وفى كل العهود السابقة كانت تخرج من المولد بلاحمص .. فلاهى استفادت من السلطة التى دافعت عنها  ولاهى طورت نفسها واختارت طريقا يجعلها تقف على اقدامها . وبالتالى تكاثرت مشاكلها يوما بعد يوم حتى صارت  عاجزة عن ان تدفع مرتبات العاملين فيها
وهاهم زملاؤنا رؤساء مجالس ادارات صحفنا يشكون بشكل شبه يومى لكل المسئولين بالدولة ابتداء من رئيس الجمهورية وحتى مسئولى البنوك والهيئات التى لها مستحقات مالية وتحجز على ممتلكات تلك المؤسسات لدرجة الاصابة بالشلل والعجز عن تجديد رخص السيارات والحجز على صناديق العاملين الخاصة .. لا احد يريد ان يحرك ساكنا لانقاذ هذه المؤسسات التى بدات رحلة الانهيار البطئ ..

وفى الوقت الذى تتخذ فيه الحكومة المؤقته قرارات صعبة وجذرية  لحل المشكلات المستعصية تغض الطرف عن هذه المؤسسات التى هى بنص كل الدساتير من ممتلكات الدولة .لقد اصدرت هذه الحكومة والحكومة السابقة قوانين وقرارات لم يكن ممكنا ان تصدر فى ظروف اخرى ..  الغت وزارات  وادمجت اخرى واستحدثت قوانين وفرضت ضرائب ورسوما ترى انها تصب فى مصلحة الناس .. فهل عجزت عن ان تفعل ذلك مع هذه المؤسسات .. لا اقول تلغى الديون ولا اقول تنفق عليها الملايين كمساعدات لاقالتها من عثرتها .. ولكن بقرارات شجاعة تدمج بموجبها المؤسسات الخاسرة  فى كيانات قوية تتمكن بموجبها من بيع بعض مبانيها لتسدد ماعليها ..  وقد سبق ان اقترحت ذلك  وسمعت احد اعضاء المجلس الاعلى للصحافة المؤقت يقول ان هذا ليس الوقت المناسب للدمج .. ولكنه هو وزملاؤه فى المجلس وفى نقابة الصحفيين تفرغوا لاشياء اخرى ليس من بينها حل مشكلات المؤسسات القومية القومية الذى لاارى غيران يكون الدمج هوالحل .. فى ظل عجز الدولة عن توفير الاموال اللازمة لككثير من المشكلات الصعبة  الاخرى.

ليست هناك تعليقات: