الأربعاء، 10 أغسطس 2016

محمد الشرقاوي : و3 تساؤلات أخري حول التعليم والثقافة والسينما

أبديت ــ في مقال الأسبوع الماضي ــ دهشتي من أحوالنا الاقتصادية التي تقلقنا.. رغم أن الحلول ممكنة بضبط مسارات ووسائل تجلب لنا ملايين الدولارات.. وقد فعلناها في الواقع طبقاً للأرقام التي قرأناها عن التبرعات للجمعيات والمؤسسات الخيرية.. وتقليل الاستيراد لسلع معينة تكلفنا الكثير دون حاجة ماسة إليها.. بالإضافة إلي المنتجات التي تدر علينا أرباحاً إذا أتقناها وعملنا علي تسويقها بذكاء.. واليوم أتحدث عن تساؤلات لحل مشكلات التعليم والسينما والثقافة.
أولاً: 65 ألف جنيه لدراسة الطب
يدفع المصريون الآلاف لإلحاق أبنائهم بالجامعات الخاصة.. فلماذا لا تفكر جامعاتنا الحكومية في جذب هذه المبالغ التي تصل إلي الملايين سنوياً.. فالرسوم التي تحصل عليها الجامعات الخاصة من الطلبة الذين يريدون الالتحاق بإحدي كلياتها تؤكد أننا بلد ليس فقيراً.. أو بتعبير أكثر دقة أن عندنا مئات الآلاف من المصريين يملكون المال اللازم لتعليم أبنائهم.. فهم يدفعون عشرات الآلاف في الدروس الخصوصية لعبور الثانوية العامة ويدفعون أكثر للالتحاق بالكلية التي يحلمون بها.. والأرقام التي أذكرها هنا مستمدة مما كتبه الأستاذ رفعت فياض في أخبار اليوم.. ولك أن تتصور حجم الأسر التي لديها هذه المبالغ التي قد تزيد سنوياً. فمثلاً: كلية الطب بجامعة 6 أكتوبر حددت رسومها للعام الحالي بخمسة وستين ألف جنيه. بينما كلية الاقتصاد والإدارة "26 ألف جنيه".. أما الجامعة الألمانية فحددت للالتحاق بكلياتها 71 ألفاً و430 جنيهاً للحاصلين علي أكثر من 90 بالمائة في الثانوية العامة.. والجامعة البريطانية تحصل علي 55 ألفاً و500 جنيه للالتحاق بكلية الهندسة بالإضافة إلي 500 جنيه رسوم اعتماد الشهادة الإنجليزية.. وجامعة الدلتا بمحافظة الدقهلية تحصل من طالب الصيدلة علي 53 ألف جنيه.. أما كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة فاروس فتحصل علي 33 ألفاً و200 جنيه.
ثانياً: ملايين السينما
الأرقام تقول إن فيلماً واحداً يمكن أن يحقق ملايين الجنيهات.. فإيرادات الأسبوع الأول من العروض السينمائية وصلت إلي 40 مليون جنيه.. فمثلاً جحيم في الهند حقق 16 مليون جنيه.. وفيلم "من 30 سنة" حقق 10 ملايين جنيه.. و"أبوشنب" حصد 7 ملايين و500 ألف جنيه.. ومن المؤكد أن هذه الأرقام ستزيد طالما أن الأفلام مازالت في دور العرض.. وهذا يعني أن السينما ليست فناً فقط. ولكنها صناعة مربحة أيضاً.. وهذا يعكسه ما تحققه الأفلام التي تنجح عالمياً.. فمثلاً فيلم "أفاتار" حقق مليارين و282 مليون دولار.. وحقق الجزء الأول من فيلم "حرب النجوم" ملياراً و27 مليون دولار.
والسؤال الآن هو: لماذا لا تشارك المؤسسات الإعلامية واتحاد الإذاعة والتليفزيون في إنتاج أفلام ناجحة تحقق الملايين طوال العام. وليس في شهر واحد فقط في السنة؟!!
ثالثاً: أين وزارة الثقافة
تنفق وزارة الثقافة ميزانيتها السنوية علي النشاط الثقافي.. عشرات الكتب والمجلات تجاوز عددها 24 سلسلة.. وعروض ومهرجانات فنية معظمها لا يحقق إيرادات مناسبة.. لأن الذين يديرون هذه الوزارة منذ نشأتها يعتبرونها تقدم خدمة للناس وليست وزارة تجارية.. وأظن أننا الآن في حاجة إلي تعديل هذا الفهم.. فالخدمات يمكن تقديمها دون خسائر.. والسؤال الآن: هل نحن في حاجة إلي تعديل هذا الفهم؟!.. فالخدمات يمكن تقديمها دون خسائر.. والسؤال الآن: هل نحن نستفيد فعلاً من كل الإمكانيات الثقافية التي تملكها الوزارة بالشكل الأمثل؟!.. طبقاً لكلام د.سيد خطاب. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.. فإن هناك خطة طموحة لترشيد الإصدارات واعتماد 6 ملايين جنيه لترميم كافة المواقع الثقافية.. وهو ما ننتظره خلال الأسابيع المقبلة

ليست هناك تعليقات: