الأربعاء، 8 يونيو 2016

محمد الشرقاوي: 3 دروس نسترجعها في الشهر الكريم


بعيدا عن هذا الكم الهائل من المسلسلات .. والبرامج والموائد العامرة بكل مالذ وطاب.. رحت أسترجع قصصا من تاريخنا الاسلامي أحسبها ضرورية لكل من شعر انه خسر في الدنيا شيئا ظن انه لايجب ان يفقده.. وغاب عنه أن الله سبحانه وتعالي له حكمة في ذلك ..ومع الصيام ليس لنا إلا أن نتدبر في كل أمور حياتنا ..قبل أن تلهينا القنوات والانترنت في المساء.. وتأخذنا من الجو الروحاني الذي نعيشه طوال النهار ..هذه القصص استوقفتني لما فيها من الحكمة والموعظة.
أولاً: دع الخلق للخالق
إذا شعرت بالظلم.. ووجدت نفسك تعاقب وأنت بريء ..فلا تجزع ولاتهتز ثقتك بعدل الله.. عليك أن تكون علي يقين بأن هذا العقاب لابد أن تكون له أسباب لاتعلمها والله وحده يعلمها.. هذا حدث مع سيدنا يوسف.. فرغم أنه ثبت بالدليل انه لم يرتكب جرما في حق عزيز مصر.. الا ان القرآن الكريم يخبرنا بأنه تم سجنه تقول الاية الكريمة "ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّي حِين"
قال أبو جعفر: ثم بدا للعزيز.. أي زوج المرأة التي راودت يوسف عن نفسه.
..وقيل إن "الحين" يقصد بها سبع سنين.. وقال ابن وكيع: من بعد ما رأوا الآيات "أي القميص وقطع الايدي" وقوله : ليسجننه حتي حين .. اي الي الوقت الذي يرون فيه رأيهم..وجعل الله ذلك الحبس ليوسف ..عقوبة له من همه بالمرأة وكفارة لخطيئته
ثانياً: عبد الله بن مسعود
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من سره أن يقرأ القرآن كما نزل ..فليقرأه علي قراءة ابن أم عبد.. أي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
ومما يروي ان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي ركبا في سفر والليل يحجب الركب بظلمته .. وكان في هذا الركب عبد الله ابن مسعود.. فأمر عمر رجلا أن يناديهم: من أين القوم؟ ..فأجابه عبد الله: من الفج العميق.. فقال عمر:الي أين؟فأجاب عبد الله :البيت العتيق.
فقال عمر إن فيهم عالما ثم أمر رجلا ان يسألهم: أي القرآن أعظم؟.. فأجاب عبد الله:الله لا إله إلاهو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم.. قال : نادهم أي القرآن أحكم؟ فقال عبد الله:إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربي..فقال عمر: أي القرآن أجمع؟ فقال عبدالله: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.. فقال عمر: أفيكم عبدالله بن مسعود؟ قالوا: نعم.
ثالثا: دعاء أم سلمة
زوجها:پأبو سلمة. عبدالله بن عبد الأسد أحد العشرة السابقين إلي الإسلام.
عندما كان أبو سلمة مريضاً. قال لها: يا أم سلمة. سمعت رسول الله يقول: لا تصيبُ أحداً مصيبة. فيسترجع عند الله ذلك ويقول: اللهم عندك احتسبتُ مصيبتي هذه. اللهم أَحْلِفني خيراً منها. إلّا أعطاه الله عزّوجل..
وعندما مات أبو سلمة» تذكرت أم سلمة مارواه لها عن الرسول . فقالت : اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه.. لكنها لم تطب نفسها أن تقول: اللهم أخلفني فيها خيراً منها » لأنها كانت تتساءل. ومن عساه أن يكون خيراً من أبي سلمة ؟! لكنها ما لبثت أن أتمت الدعاء.. فكانت النتيجة: أنها صارت زوج النبي وأمّاً لجميع المؤمنين. 

ليست هناك تعليقات: