الأربعاء، 31 يناير 2018

محمد الشرقاوي : 6 مشاهد .. من الفشل في الشركات الخاسرة






تفشل الشركات لأسباب كثيرة من بينها تغلغل الفساد.. وإسناد الأمور لغير المؤهلين لها.. والبيروقراطية التى تعشش فى فكر المسئولين الذين يبحثون عن المصلحة الشخصية وليس لديهم القدرة على الابداع ..
وعلى السوشيل ميديا تنتشر كثير من قصص الفشل بسبب الفهم الخاطئ للتطوير الاداري .. استلهم منها هذه المشاهد التى تجسد صورة نتمني ان تخلو بلادنا منها
اولا : الاجتهاد الشخصي
في شركة يملكها شاب ورثها عن أبيه ..ولم يكن يكن يعمل بها أو حتي يعرف خباياها .. ولما توفي والده وجد نفسه فجأة مسئولا عن إدارتها..كان يذهب الي مكتبه يوميا ليتابع العمل الذي كان والده قد وضع خطته .. وكانت الشركة  تسير بقدرة الله ومشيئته .. ذات يوم لاحظ صاحب الشركة أن موظفا لديه يعمل بجد واجتهاد .. موظف (في حاله) يجتهد بإخلاص .. يتجه صباح كل يوم إلى عمله بنشاط وهمة فينتج دون ضجيج ودون أن يشعر به أحد
قال صاحب الشركة في نفسه : غريب أمر هذا الرجل .. يعمل بكفاءة وهمة دون أن يشرف عليه أحد .. فماذا لو عينت له من يتابعه ويقيم عمله .. لابد ان انتاجه سيتضاعف أذا عينت له مشرفا   
ثانيا : المشرف
إختمرت الفكرة في ذهنه وقرر بالفعل تعيين مشرف يتابع أداء عمل  هذا الموظف ..وبدأ المشرف في اعداد خطة العمل .. بوضع نظام للحضور والإنصراف .. وكان أول قرار يتخذه هو تعيين سكرتيرة لكتابة تقارير الحضور والانصراف وضبط مواعيد العمل ..ثم عين موظفا جديدا لادارة الارشيف ومراقبة المكالمات التليفونية .. ابتهج صاحب الشركة بتقارير المشرف وطلب منه تطوير التقارير بحيث تتضمن رسوما بيانية .. وتحليلا للبيانات .. لكي يتم عرضها في مجلس الادارة المقبل   
ثالثا : انشاء قسم
تشجيع صاحب الشركة للمشرف دفعه لتطوير العمل فقرر شراء جهاز كمبيوتروطابعة .. لتنفيذ الرسوم البيانية وكتابة التقرير وحفظها الكترونيا .. وهذا يتطلب تعيين موظف ليكون مسئولا عن قسم نظم المعلومات  
رابعا : تعقيدات ادارية
شعر الموظف المجتهد ان الرقابة عليه زادت وانه لم يعد يؤدي عمله بسلاسة ويسر.. كما كان قبل ان يأتي صاحب الشركة الجديد ويعين المشرف وينشئ القسم .. بدأ يضيق بكثرة الجوانب الادارية والاجتماعات في النظام الادارى الجديد..فبدأ الإرهاق يظهر عليه  والوقت الذي كان مخصصا كله للعمل يضيع جزء منه في اجراءات إدارية .. واضطر في بعض الايام للحصول على اجازة عارضة او اعتيادية
خامسا : تغيير آلية العمل
عندما شعر صاحب الشركة بوجود مشكلة في الأداء فكر في تغيير آلية العمل في القسم.. وقرر تعيين مدير تنفيذي لديه خبرة في التطوير الإداري ..ولكي يبدأ هذا الخبير في العمل طلب شراء أثاث جديد لمكتبه  و شراء سجاد من أجل راحة الموظفين ..
 كما قررتعيين مساعد شخصي ليعاونه في وضع الإستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية ..وهكذا ابتعدت الادارة عن العملية المهنية ..وصار الانتاج آخر شيئ يفكرفيه المسئولو ن .. الذين اهتموا بمكاسبهم الشخصية والوجاهة الاجتماعية  
سادسا : العمالة الزائدة
 راجع صاحب الشركة  تكلفة التشغيل فوجد أنه من الضروري تقليص النفقات.. وتحقيقاً لهذا الهدف عيّن  مستشاراً مالياً ..وبعد أن درس المستشار المالي الوضع لمدة ثلاثة شهور رفع تقريره إلى صاحب الشركة حيث اكد فيه أن القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة..
فقررصاحب الشركة دون أدنى تفكير ..  فصل الموظف المجتهد..!


ليست هناك تعليقات: