الخميس، 2 أبريل 2015

3 ملاحظات حول الإعلام الأزهري

ليس في العنوان أي خطأ.. فأنا أقصد فعلا الحديث عن الاعلام الذي ينتسب للأزهر أو الاعلام الذي يعبر عن الأزهر الشريف ولم أشأ كتابة كلمة الاعلام الديني مع ان الحديث في النهاية يدور حول هذا المعني لأن الأزهر بالفعل لديه كل وسائل الاعلام المستقلة عن الدولة والناطقة باسمه. ولكن هل تعبر عن أهم وأكبر مؤسسة للمسلمين في العالم؟
لدي الأزهر منذ سنوات صحيفة ومجلة ولديه الآن قناة تليفزيونية باسم الأزهر لا تذيع منذ شهور عديدة غير القرآن الكريم كبث تجريبي.. الأزهر له جامعة بها كليات وأقسام للإعلام وإذا أضفنا أقسام اللغات والترجمة يكون لدي الأزهر كل عناصر الإعلام الحديث التي تمكنه من أن يمتلك أقوي جهاز إعلامي يقدم اعلاما يخدم الوطن بعيدا عما نراه منذ فترة في فضائيات بعيدة عن الموضوعية وعندي ملاحظات كثيرة أتحدث عن ثلاث منها اليوم.
أولاً: مركز الكتروني
ما نشر منذ أيام عن قرار إنشاء مركز الكتروني للرد علي داعش يثير العديد من التساؤلات لأن التصريحات التي نشرت بالصحف منذ أيام تقول انها فكرة تضاف إلي أفكار أخري سبقتها ومن المتوقع أن تتقدم شركة للأزهر بمشروع موقع متطور ولدي الأزهر علماؤه الأجلاء الذين لديهم القدرة علي اعداد مؤلفات لا حصر لها للرد علي الأكاذيب الداعشية لكي يتم وضعها علي الموقع وينتهي كل شيء.. مجرد فكرة تموت بعد ولادتها بقليل.. فلماذا نتعب أنفسنا ويكلف الأزهر نفسه آلاف الجنيهات ولديه مواقع يمكن استغلالها في ذلك.. موقع الأزهر نفسه وموقع صحيفته ومجلته.. وموقع المجلس الأعلي للشئون الاسلامية وان كان لا يخضع لإدارته.. العالم الآن يتحدث عن منصات إعلامية متطورة وليس مجرد مركز الكتروني والأزهر بقامته العالية لابد أن ينشئ منصة اعلامية تضم الصحف الورقية والقناة الفضائية والمواقع الالكترونية التي تقدم عملا ضخما يليق به ويجعل كل المسلمين يلجأون إليه إذا احتاجوا أي شئ ويكون الرد علي داعش بشكل عملي. فالمنصة الاعلامية تحول الأزهر كله إلي استخدام الديجيتال ميديا ليخاطب العالم بشبابه ونسائه وشيوخه وأطفاله.
ثانياً: خريجو الأزهر
أعرف زملاء يعملون بالصحف والمجلات الآن من خريجي كليات الأزهر سواء الاعلام أو اللغات والترجمة وهم علي مستوي عال من الكفاءة.. لماذا لا يستفيد الأزهر بخريجيه ويقدم نموذجا اعلاميا مختلفا.. نحن لا نريد صحيفة دينية ولا موقعا اسلاميا.. فكل المواقع والصحف والقنوات هي اسلامية مادامت تراعي الأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.
ثالثاً: مرجعية اسلامية
نحن لا نقول ان الدستور المصري دستور اسلامي رغم ان مرجعيته اسلامية وينطلق في كل قوانينه من الشريعة الاسلامية التي اعتبرها المصدر الرئيسي للتشريع.. ولهذا أريد أن تنطلق قناة الأزهر من هذا المفهوم.. لا يجب أن تكون قناة دينية تذيع القرآن والبرامج الدينية فقط.. الاسلام هو الحياة والمسلم يمارس حياته من منطلق اسلامي ويراعي الله في كل شئونه الحياتية. لهذا أريد لهذه القناة أن تقدم لنا لقاءات وبرامج كلها تنطلق من المرجعية الاسلامية وليست برامج دينية فقط.. بالطبع تكون هناك برامج متخصصة للشرح والتفصيل ولكن لابد من برامج حياتية تربط الناس بها وتجعلهم يلجأون إليها لمعرفة الأخبار والمعلومات ومتابعي قضايا الوطن بشكل موضوعي يراعي شرع الله الذي سنقف أمامه في الآخرة ليحاسبنا عن كل كلمة أو عمل لنا في هذه الحياة. 

ليست هناك تعليقات: