الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

وراء المتاعب

هو بلا شك إضافة جديدة لكل الجهود التي تحارب الإرهاب.. فعلي مدي يومين التقي الباحثون وكبار المسئولين بالدولة في جلسات نقاشية ترصد وتحلل الظاهرة التي تهدد الوطن.. وتعكس التوصيات التي اصدرها مؤتمر الجمهورية ضد الإرهاب مدي أهمية الاصطفاف في مواجهة هذا الخطر الذي لا يختلف اثنان علي ضرورة القضاء عليه مهما كلفنا ذلك من تضحيات فمصر اغلي من كل شيء.. المؤتمر اصدر بيانا ختاميا وما يقرب من 40 توصية واظنني استطيع ان الفت الانتباه إلي 6 نتائج مهمة يمكن ان نخرج بها من المناقشات والحوارات داخل المؤتمر.
أولاً: رسالة قوية
انعقاد هذا المؤتمر بعد أيام من ختام مؤتمر الأزهر كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر إنما يوجه رسالة قوية إلي الداخل والخارج بأن مصر كلها بجميع مؤسساتها تقف علي قلب رجل واحد ضد الإرهاب.. ومن أجل البناء والتنمية.
ثانياً: استمرار المناقشات
التوصيات التي اصدرها المؤتمر يجب ان تكون بداية لحوارات ومعالجات علي صفحات اصدارات المؤسسة ومواقعها الإلكترونية.. لأنها تتعلق بخطر لم يتم القضاء عليه بشكل نهائي.. يعني مازال موجودا وبالتالي يجب ان نظل علي وعي بأهمية التصدي له من خلال القلم وهو سلاحنا في هذه المعركة التي يخوضها الوطن بكل فئاته.
ثالثاً: الأمن والشباب
التوصيات كثيرة في مقدمتها.. المطالبة بسرعة توفير بيئة تشريعية حديثة ومناسبة لجذب الاستثمارات.. وتطوير المجابهة الأمنية بما يتماشي مع الأخطار الجديدة والمشتعلة بواسطة الجماعات خاصة فيما يتعلق باستغلال ما يسمي بالفضاء الإلكتروني ووضع خطط تتمشي مع التقدم التكنولوجي المستغل بواسطة الجماعات الإرهابية.. وإجراء حوار جاد ومتواصل مع الشباب في مختلف المواقع والتجمعات لتصحيح المفاهيم المغلوطة والاكاذيب التي تروجها الجماعات الضالة والمنحرفة وطبع كتيبات مبسطة للرد علي تلك المفاهيم وتوزيعها علي طالب الجامعات والثانوي.. والتأكيد علي ان الحل الأمني وحده لن يقضي علي الإرهاب ولابد من عودة قنوات فاعلة لعودة القوة الناعمة في الفنون بأنواعها لاحتواء الشباب ومختلف الفئات المهنية.. واجراء التعديلات التشريعية اللازمة بما لا يتعارض مع الدستور والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر.
رابعاً: 270 ألف موقع إرهابي
يجب أن ندرك ان الإرهاب ليس فقط التفجيرات واطلاق النار ولكنه ايضا هذه الأفكار الهدامة التي يبثها المتطرفون عبر الشبكة الدولية للمعلومات.. التي تتكون الآن من مليار موقع ومليارين من صفحات التواصل الاجتماعي.. وهذا العدد يزداد يوماً بعد يوم.. وطبقا لما قاله المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فإن الحجم التقريبي لعدد المواقع الإرهابية التي لها صفحات علي الانترنت يبلغ 270 ألف موقع.. أي ان المسألة كبيرة وتحتاج لتضافر جهود دولية لكشف هذه المواقع التي تنتشر عبر العالم.
خامساً: الجمهورية رائدة
نجاح مؤتمر كبير يرعاه رئيس الدولة ويفتتحه رئيس الوزراء ويشارك فيه عدد كبير من الوزراء والمسئولين والباحثين والمفكرين.. يذكرنا بأن هذه المؤسسة كانت طوال عمرها سباقة وكانت الجمهورية رائدة في المؤتمرات والمهرجانات والمعارض الفنية والثقافية والرياضية والاقتصادية.
سادساً: المرأة
ربما لم يظهر كثيراً دور المرأة الفاعل في مواجهة الإرهاب.. وهو ما يجب ان تركز عليه وسائل الاتصال باعتبار المرأة اساس التنشئة السليمة للطفل قبل ان يتعرض في حياته للأفكار الهدامة.. فالأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق. 

ليست هناك تعليقات: