الجمعة، 17 فبراير 2012

على الزجاج الخلفى للسيارة لاحظت
ورقة مكتوب عليها باللون الاسود كلمة واحدة هى حداد ..وفى طرفها الايسر كان الخط
المائل باللون الاسود ايضا..وبدأت بعدها الاحظ هذه اللوحة المؤثرة فى كثير من
السيارات.. ولم يكن الامر يحتاج تفسيرا .. لان الذهن سرعان ما يذهب الى احداث
بورسعيد التى روعتنا جميعا وتركت فى اعناقنا اكثر من 70 شهيدا فى عمر الزهور..
ذهبوا ليشاهدوا مباراة الاهلى والمصرى وعادوا جثثا فى صندوق .. الشعور المصرى العام
اتجه بحزنه الى هؤلاء الذين لايريدون الخير لهذا الوطن.. ويتذكر على الفور احداث
محمد محمود ومجلس الوزراء ..نفس القصة .. شبابنا الحريص على وطنه يفقد حياته بلا اى
ذنب ارتكبه .&&&كلمة حداد لم تفارقنى .. فلابد أن اصحاب هذه
السيارات اما فقدوا ابنا او قريبا او صديقا .. ولااظن ان احدا لم يشعر بالحزن
العميق لهذا الحادث المفجع .. وفى هذه المرة لم نسمع اصواتا ظهرت من قبل لتتهم شباب
الثورة بانهم سبب الاحتقان وسبب كل المشاكل .. الامر بدأ يتضح امام الجميع .لا اياد
خفية ولاطرف ثالث ولاقلة مندسة .. لم يعد ابناء الشعب البسطاء يقتنعون بهذه الكلمات
الساذجة .. هناك جهات معروفة ترتكب هذه الجرائم لان مصلحتها تقتضى ان يظل الامن
مفقودا ويظل الناس فى خوف وقلق ليصبوا غضبهم على الثورة والثوار .. ودعونا ننتظر
نتائج لجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب ولابد انها ستكشف الحقيقة التى سوف
تزلزل كيان المجرمين الذين يخططون للفوضى حتى نقتنع بانهم كانوا البديل لهذه الفوضى
.. &&&الناس الان تدرك تماما ان الفوضى يصنعها هؤلاء الذين
يريدون تدمير هذا الوطن الذى تخلص منهم الى الابد.. وهومالا يريدون تصديقه ..
ومازال لديهم الامل فى العودة بنا الى الوراء.&&&ان كلمة
الحداد التى نراها الان فى السيارات تعكس امرا مهما يجب ان نلتفت اليه.. وهو ان
هؤلاء الذين يضعون هذه اللافتات هم من الشباب .. والذين استشهدوا فى كل الاحداث
التى اعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير هم من الشباب ايضا.. ومعظم الذين
يتظاهرون ويعتصمون فى ميادين الوطن من الشباب.. والصراع فى مجمله يدور بين الشباب
والكبار .. الشباب الذين يريدون وطنا جديدا .. والكبار الذين يمسكون بكل الامور ..
وليس هناك حل غير ان يقتنع الكبار ان دورهم الان هو ان يقفوا خلف الشباب وليس
امامهم.&&الشباب الان لابد ان يتقدم الصفوف ..ولن يشعر
المصريون بان الثورة نجحت الا بعدان يتولى الشباب مقاليد الامور فى كل اجهزة الوطن
..والبداية المنطقية تكون بوزارة الداخلية ثم الاعلام ثم القضاء وبعدها تأتى بقية
الاجهزة والادارات.. ان التطهير الذى يطالب به الشباب يمكن ان يتحقق بعد ان نستمع
جميعا الى تقرير لجنة مجلس الشعب لتقصى الحقائق..واظن انه قد ان الاوان ان يتقدم
ضباط الداخلية من الرتب الاقل من لواء ليتولوا المسئولية .. لان معظم الذين
وصلورتبة اللواء فى عهد اللواء حبيب العادلى هم الذين لا يقتنعون بان هناك ثورة
حدثت فى بلادنا .. وبكل اسف ينظرون الى الثوار على انهم خارجون على القانون وكان
يجب قتلهم .. ولاامل فى تغيير هذا الفهم الخاطئ المترسخ فى اذهانهم .. ولا حل الا
بابعادهم عن مناصبهم وتقديم المتورطين منهم الى
المحاكمة

ليست هناك تعليقات: