الجمعة، 24 يناير 2014

جمهوريتنا ..غدا


وراء المتاعب

بقلم: محمد الشرقاوى

جمهوريتنا ..غدا

يأتى عيد ميلاد الجمهورية هذا العام ومصر تعيش اصعب فترات تاريخها ..وطن فى حالة استنفار دائم منذ ثلاث سنوات والله وحده يعلم متى تهدا الامور ويعود الاستقرار ..جمهوريتنا ليست مجرد صحيفة يومية مهمة اصدرتها ثورة 23يوليو 1952 لتعبرعن فجر جديد اشرق نوره على المنطقة العربية كلها ..بل هى مؤسسة عريقة اثرت الثقافة العربية وخدمت الشعب الذى احتضنها على مدى تاريخها الذى يمتد الى اكثر من 60عاما..

يأتى الاحتفال هذا العام والصحافة المصرية بشكل عام تمر باصعب ايام فى تاريخها كله ..فى  السنوات الماضية كنا دائما نتحدث عن تطوير وتجديد مع بداية عام جديد من عمرها ..والان بكل اسف تلوح فى الافق ظروف تكاد تعصف بها مثل كل المؤسسات الصحفية الاخرى .. ربما تكون مؤسستنا افضل حالا من غيرها .. لكنها بكل امانه ليست بعيدة عما يمكن ان يثير القلق..تهددنا المخاطر من كل الجوانب والدولة لاتعيرها الاهتمام الكافى ..

هذه الصحيفة التى اصدرها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يوم 12ديسمبر 1953.. وكان حسين فهمى اول رئيس حرير لها .. وانور السادات مديرها العام

نحتفل بعام جديد وجيل جديد من الصحفيين يقفز بسرعة الى صفحاتها مؤهل تماما لهذه القفزات  رغم الامكانيات الضعيفة التى تجعله عاجزا عن منافسة الصحف الاخرى بامكانياتها الهائلة

كانت هذه الصحيفةسباقة طوال عمرها .. فقدبدأت تستخدم الكمبيوتر فى الكتابة بدلا من صف الحروف بالرصاص فى  عام مارس1996

وكانت اول صحيفة مصرية تنشئ لها موقعا على الانترنت باسم(تحرير دوت نت)فى 16فبراير1997..  وظهر اول باب صحفى يومى فى الصحافة المصرية عن الانترنت باسم ( تحريرنت ) فى3-5-1998وكانت مؤسستنا قد بدأت خدمة استخدام  التليفون فى تصفح الانترنت .. بشعار وضعته فى الصفحة الاولى باسم( انترنت للجميع) فى 15-4-2002 ومن المعلومات المهمة ان نقول ان اول( اي ميل) ظهر فى الصحافة المصرية كان على صفحات العدد الاسبوعى للجمهورية  فى  15 -12-1999

ان هذه المؤسسة لن تنهض الا بالتكنولوجيا .. واحسب ان زملاءنا المشغولون حاليا بامر المؤسسات الصحفية القومية ..يخطئون فى حقنا جميعا اذا تصورو ان انقاذ المؤسسات القومية يبدأ  بتغيير  الاشخاص .. بل عليهم ان يدركوا ان المسئولية التاريخية تتطلب منهم ان يضعوا برامج لانقاذها من الانهيار الذى تتجه اليه بشكل مقلق .. واول كلمة فى هذه الخطة هى التكنولوجيا .. والاستثمارات التى توفر لها الدعم المالى  لابد ان تكون فى تكنولوجيا المعلومات

وفى كل الدنيا تركز الصحف والمؤسسات الكبرى على الاستثمار فى التكنولوجيا الحديثة .. واظن ان مؤستنا يجب ان تأخذ هذا الاتجاه.. فالاموال الان تأتى من الاعلانات فى الفضائيات ولوحات الشوارع والميادين ..

تأتى من اقتصاد المعرفة ..ومن انشاءالمنصات الاعلامية وصحافة الموبايل وصحافة (الداتا بيز)  وهو مااظن انه الطريق الافضل ولا اقول الوحيد للنهوض بالصحف القومية

جمهوريتنا غدا.. يجب ان تعتمد لغة العصر لكى تتخلص من العمالة التى تثقل كاهلها .. وان تدخل عصر اقتصاد المعرفة
جمهوريتنا غدا ..يجب ان تكون مؤسسة اعلامية تضخ فيها الدولة رأسمال  يضمن مرتبات العاملين بها لفترة معينة حتى تاتى الاستثمارات الجديدة  بنتائجها .. وساعتها سنحتفل بعيدنا اكثر تفاؤلا وبهجة