الخميس، 19 يونيو 2014

الهيئة الوطنية للصحافة

وراء المتاعب
بقلم: محمد الشرقاوى
الهيئة الوطنية للصحافة .. بالديجيتال ميديا
اذا تم انشاء الهيئة الوطنية للصحافة بعيدا عن الديجيتال ميديا .. فانها ستكون مثل المأسوف عليه المجلس الأعلى للصحافة ..الذى يعتبر مجرد مجلس لايخدم صحافة الوطن ولا ينقذ مؤسساتها القومية من الانهيار .. ويسعى من أجل مصالح خاصة باعضائه الذين ينتمون فى غالبيتهم لتيار واحد .. وكلهم تقريبا من جيل الصحافة الورقية  الذى يزيحه التطور التقنى لافساح المجال للصحافة الالكترونية .. جيل قضى عمره كله يكتب بالقلم  ويتلون فكره على حسب الانظمة  .. ولا يجيد لغة العصر التى أخذ منها- فقط -الظهور فى الفضائيات  .. لكنه يجهل المقصود بالديجتال ميديا  ولايعرف كيف تتطور المؤسسات القومية لتصبح مؤسسات اعلامية تنتج صحفا ومواقع وبوابات ومنصات الكترونية..وتتحول الشركات التابعة لها الى انتاج مواد اعلامية واعلان مطبوع والكترونى ..  وتوزيع منتجات اعلامية
..ولايدرك أهمية أن يكون هناك الان محرر للاخبار التفاعلية  ومحرر فيديو..  وان الصحافة لم تعد هي الخبر والتحقيق والحوار والمقال فقط.. ولكن هناك صحافة (الاس أم أس) وصحافة البيانات .. وصحافة الفيديو
تغيرت الدنيا كثيرا ومازالت نقابة الصحفيين لايعترف قانونها بالمحرر الالكترونى ..ولايفكر المجلس الاعلى للصحافة فى تعييين رؤساء لتحرير المواقع .. بل انه لم يجرؤ حتى الأن على أن يحول أية صحيفة مطبوعة الى ألكترونية .. او تعيين رئيس لتحرير موقع الكترونى  ..
واذا استمر الحال على ماهو عليه  من حيث اختيار الأعضاء والهدف المراد تحقيقه  فلا أمل فى اى اصلاح وستنهار الصحف القومية ..
اننا نريد هيئة وطنية  تقفز بالمهنة  ليس همها الاول توزيع المنصب على المعرف والأتباع ..هيئة اعضاؤها يعرفون حجم التحديات التقنية  والمهنية .. ويكون هدفهم اعادة الريادة للصحافة المصرية .. يتخذون قرارات جريئة بدمج مؤسسات صحفية لتكوين كيانات قوية اقتصادية.. تستطيع تحقيق احلام الجماهير فى صحافة وطنية حرة يملكها الشعب وتعبر عنه باخلاص
تنص المادة رقم 212من الدستورعلى.أن (الهيئة الوطنية للصحافة .. هيئة مستقلة تقوم على ادارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة .. وتطويرها وتنمية اصولها.. وضمان تحديثها واستقلالها وحيادها والتزامها باداء مهنى وادارى واقتصادى رشيد)
ولامعنى لكلمة تطويرها وضمان تحديثها الا ان تدخل عصر الديجيتال ميديا .. ولا يتحقق ذلك لا من خلال اعضاء يفهمون معنى هذه الكلمة التى سبقتنا اليها صحافة العالم المتقدم
من غير المعقول ان تتشكل  الهيئة الوطنية للصحافة  من أعضاء لايعرفون شيئا عن المؤسسات التى يديرونها .. هناك مؤسسات لديها امكانيات تقنية عالية لكنها غير مستغلة لانها تحتاج جرأة فى اتخاذ قرارات صعبة تفرض على الجميع تدريبا تحويليا للانتقال الى عصر الديجتال ميديا .. وان يتم (دمج صحفى) على مرحلتين ..

الاولى داخل كل مؤسسة بحيث نقلل عدد الاصدارات الورق غيرالناجحة والتى يمكن تحويلها الى مواقع الكترونية اذا لم يتسن دمجها مع صحيفة اخرى تتكامل معها فى تقديم الخدمة الصحفية الجيدة للقارئ الذى مازال مرتبطا بها .. اما المرحلة الثانية فتتم على المستوى المؤسسى  حيث تندمج مؤسسة خاسرة مع اخرى يتشكل منهما كيان اقتصادى قادر على المنافسة والنجاح.

ليست هناك تعليقات: