الجمعة، 27 أبريل 2012


وراء المتاعب

بقلم: محمد الشرقاوى

عيد تحرير مصر..فى الاعلام





كنت اتمنى ان يكون الاحتفال بعيد تحرير سيناء مختلفا هذا العام..لان مصر اختلفت كثيرا عما كانت عليه فى السنوات الماضية.. لقد مرت المناسبة مثل سابقتها  .. مع اننا الان على مشارف ثالث انجاز للثورة التى اعطت معنى جديدا للتحرير.. يوم 25 ابريل حررت مصر اخر شبر من اراضيها بعد نضال طويل بالحرب وبالمفاوضات ..ومن الغريب ان الرئيس الذى استكمل تحرير الارض هو نفسه الذى اشتعلت ضده حرب تحرير الاراده وكما اخرج الاسرائيليين من اخر بقعة فى سيناء خرج هو الاخر من الحكم بعد ثلاثين عاما ..عانى فيها الشعب فى ظل حكمه من متاعب كثيرة .. قاد الرئيس السابق شعبه وهو يحرر الارض .. وتخلى الشعب عنه عندما تحول الوطن الى عزبة خاصة تصور ان من حقه ان يبيع ويشترى فيها كيف يشاء وانتهت حياته نهاية مؤلمة ..وها هو الشعب ينتظر حكم القضاء العادل فيه هو واسرته واركان نظامه ..

وايا ماكان هذا الحكم .. فان مصر تغيرت كثيرا عما كانت عليه خلال سنوات حكمه.. صحيح انناعشنا  اياما صعبة على المستوى السياس ..كما اننا نعانى من ان اذيال النظام السابق لايريدون ان يبتعدوا عن الثورة التى اطاحت بهم ويسعون بكل الطرق لاجهاضها.. الا اننا بكل المقاييس حققنا بعض اهداف الثورة .. فهاهى ثلاثة انجازات تثبت ان الثورة ماضية فى طريقها .. الاول انتخابات مجلس الشعب  والانجاز الثانى هو انتخابات مجلس الشورى ونحن على مشارف الانجاز الثالث وهو الانتخابات الرئاسية.. وبين هذ وذاك دخل كثير من المفسدين الى السجون وهرب بعض المتهمين الى خارج البلاد.

وسبحان الله ..فقد تبدل الحال الى العكس.. وضمت السجون من كانوا يحكمون ظلما على ابناء الشعب بينما الذين كانوا فى السجون هم الذين يحكمون الان .. هكذا تغيرت مصر .. ولكن بكل اسف لايظهر هذا التغيير واضحا امام الناس لان الاعلام لم يتغير .. فمازال الاسلوب هو نفسه ومازال الاعلاميون هم انفسهم .. ولهذا تتضخم المشاكل التى يعانى منها الناس بعد الثورة .. وتنزوى الايجابيات .. وبهذا لايشعر الشعب بان شيئا كثيرا تغير.

ظهرت ابنة الراحل العظيم  صلاح جاهين فى ذكرى رحيلة لتقول على شاشة التليفزيون .كيف نشعر بان الثورة غيرت الكثير فى مصر .. ونحن نفتح اجهزة التليفزيون لنرى ان المذيعين الذين كانوا ينافقون الرئيس السابق واسرته ووزرائه يهاجمونه .. و يدعى بعضهم انه كان يذهب الى ميدان التحرير .. ونحن جميعا نعرف انهم كانوا يتمنون ان تسقط الثورة ..

لقد تحررت مصر فى 25 ابريل من الاحتلال الاسرائيلى .. وتحررت يوم 25 يناير من عصابة كانت تستولى على الوطن .. وقد ان الاوان لكى يشعر الشعب بان الثورة غيرت مصر  واظن ان هذا قد يتحقق بعد الانتخابات الرئاسية .. التى يجب ان يتبعها تغييرات واسعة فى الاعلام المصرى ..

يجب ان يرحل كل الذين مازالوا يعبشون فى الماضى ولديهم الحلم بان يعود هذا الماضى السيئ .. ويبحثون فى كل حدث عما يمكن ان يصب فى خانة الثورة المضادة .. يجب ايضا ان يتولى مسئولية وسائل الاعلام هؤلاء الذين يحلمون بغد افضل وحياة حرة كريمة .. فى وطن تتحقق فيه شعارات الثورة وفى مقدمتها : عيش حرية عدالة اجتماعية.