الأربعاء، 29 فبراير 2012

وراء المتاعب

مجلس الشوري.. والمؤسسات القومية..
!!
لم ينجح مجلس الشوري في العهد الذي أسقطته الثورة في حل
مشكلة الإعلام المصري.. رغم كل الكلام الذي سمعناه سنوات طويلة.. فقد كان الجميع
مخدوعا بالشعارات البراقة عن الحرية غير المسبوقة والسموات المفتوحة التي يتفوق
فيها إعلام الرئيس السابق.. وكنا نلاحظ جميعا النجاح الذي تحققه القنوات والصحف
الخاصة.. وكنا نعرف أن الناس لم تعد تشاهد التليفزيون الرسمي وتنصرف عن قراءة الصحف
القومية.. لكن القيادة السياسية كانت تري غير ما نراه.. وتصر علي ما تري أنه يخدم
أهدافها. كانت الصحف القومية تخسر وينخفض توزيعها ولم يكن ذلك في رأيهم ذو
أهمية.. لأن المهم في نظرهم أن تقنع هذه الصحف الجماهير بما كان يراه النظام السابق
صحيحا.. وفي هذا المناخ حققت الصحف الخاصة والحزبية نجاحا ظل يزداد حتي شعرنا الآن
بحجمه.. كان مجلس الشوري هو المالك للصحف القومية وكان يختار قياداتها من اهل
الثقة.. ومن الذين لديهم القدرة علي الكتابة في الإطار الذي تحدده مباحث أمن
الدولة.. أو بعبارة أخري الترويج لسياسة الحزب الحاكم الذي كان يري أنه هو الصادق
الوحيد وكل ما عداه أكاذيب وافتراءات.. لكننا جميعا أفقنا بثورة 25 يناير علي حقيقة
مؤلمة وهي أن كل شيء كان ينهار والآن نحن أمام المشكلة وجها لوجه.. لقد كان من أهم
مطالب الثورة تطهير الإعلام وكان ذلك ضروريا حتي يشعر الناس أن الثورة تحقق مطالبها
أولا بأول.. لهذا حدثت تغييرات كثيرة لم يشعر بها الناس.. لأن الإعلام مازال يسير
بعقلية النظام السابق.. ولقد تغيرت أشياء كثير بسبب الثورة في مقدمتها هذا الكلام
الذي تقرأه الآن فما كان لكاتب أن ينشر هذا الكلام في الزمن الماضي.. أيضا مجلس
الشعب الذي اختاره المصريون بإرادتهم دون تزوير أو تدخل حكومي.. ومجلس الشوري الذي
شعر الناس بأنه ليس مهما فأحجموا عن الذهاب لانتخاب أعضائه.. ومن هذه التغييرات
الجذرية أيضا هذه الانتقادات العنيفة لقيادات البلد دون ان تبطش هذه القيادات بمن
هاجمها أو أخطأ في حقها. تغييرات كثيرة حدثت في العام الأول للثورة.. صحيح أنها
ليست بحجم الطموحات وأحلام الثوار والجماهير ولكنها تغييرات كبيرة لم يشعر بها
الناس بكل أسف لأن الإعلام لم يصبه التغيير الذي حدث في مجلس الشعب علي سبيل
المثال.. ومن هنا تأتي أهمية ان يعود مجلس الشوري الآن لكي يعيد الأمور إلي وضعها
الصحيح.. المجلس جاء بانتخابات نزيهة لا أحد يشكك فيها وجاء أغلبيته من التيارات
الاسلامية كما حدث في مجلس الشعب.. ورئيس مجلس الشوري من حزب الأغلبية وهو الحرية
والعدالة.. معني ذلك بكل تأكيد أن شيئا جديدا يحدث الآن في الحياة السياسية.
فاتجاه المجلس التشريعي الاول وهو مجلس الشعب تغير تماما.. ونفس الشيء حدث في
المجلس النيابي الثاني وهو المسئول عن الاعلام بالأساس.. ولعل ملف الإعلام سيكون في
مقدمة المشاريع التي تنتظر تغييرا كبيرا ويتصدر هذا الملف المؤسسات القومية التي
ترهلت وصارت عبئا علي الدولة. نحن أمام منظومة جديدة للإعلام المصري فكما نعاني
من انفلات أمني نحن ايضا نعاني من انفلات إعلامي. نحن نحتاج الي قانون يكفل
حرية تداول المعلومات.. ويحمي الحياة الخاصة للإنسان ويعطي الحرية لكل الآراء التي
تبني الوطن ولا تهدد الأخلاق.. حرية تحترم العقيدة والقيم العليا للوطن. نحتاج
الي عقليات تنظر للإعلام علي انه أحد ادوات التنمية وتنظر للمؤسسات الصحفية القومية
علي أنها مؤسسات إنتاجية تخدم المصريين جميعا وتقدم لهم صحافة مستنيرة ليست غارقة
في النفاق وتبرير الأخطاء..إن مجلس الشوري الجديد عليه مسئولية كبيرة في إعادة
الثقة لدي الجماهير في إعلام الدولة الذي يملك امكانيات هائلة لم يستطع استغلالها
بشكل جيد.. وآن الأوان لكي يفعل ذلك.

الجمعة، 17 فبراير 2012

على الزجاج الخلفى للسيارة لاحظت
ورقة مكتوب عليها باللون الاسود كلمة واحدة هى حداد ..وفى طرفها الايسر كان الخط
المائل باللون الاسود ايضا..وبدأت بعدها الاحظ هذه اللوحة المؤثرة فى كثير من
السيارات.. ولم يكن الامر يحتاج تفسيرا .. لان الذهن سرعان ما يذهب الى احداث
بورسعيد التى روعتنا جميعا وتركت فى اعناقنا اكثر من 70 شهيدا فى عمر الزهور..
ذهبوا ليشاهدوا مباراة الاهلى والمصرى وعادوا جثثا فى صندوق .. الشعور المصرى العام
اتجه بحزنه الى هؤلاء الذين لايريدون الخير لهذا الوطن.. ويتذكر على الفور احداث
محمد محمود ومجلس الوزراء ..نفس القصة .. شبابنا الحريص على وطنه يفقد حياته بلا اى
ذنب ارتكبه .&&&كلمة حداد لم تفارقنى .. فلابد أن اصحاب هذه
السيارات اما فقدوا ابنا او قريبا او صديقا .. ولااظن ان احدا لم يشعر بالحزن
العميق لهذا الحادث المفجع .. وفى هذه المرة لم نسمع اصواتا ظهرت من قبل لتتهم شباب
الثورة بانهم سبب الاحتقان وسبب كل المشاكل .. الامر بدأ يتضح امام الجميع .لا اياد
خفية ولاطرف ثالث ولاقلة مندسة .. لم يعد ابناء الشعب البسطاء يقتنعون بهذه الكلمات
الساذجة .. هناك جهات معروفة ترتكب هذه الجرائم لان مصلحتها تقتضى ان يظل الامن
مفقودا ويظل الناس فى خوف وقلق ليصبوا غضبهم على الثورة والثوار .. ودعونا ننتظر
نتائج لجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب ولابد انها ستكشف الحقيقة التى سوف
تزلزل كيان المجرمين الذين يخططون للفوضى حتى نقتنع بانهم كانوا البديل لهذه الفوضى
.. &&&الناس الان تدرك تماما ان الفوضى يصنعها هؤلاء الذين
يريدون تدمير هذا الوطن الذى تخلص منهم الى الابد.. وهومالا يريدون تصديقه ..
ومازال لديهم الامل فى العودة بنا الى الوراء.&&&ان كلمة
الحداد التى نراها الان فى السيارات تعكس امرا مهما يجب ان نلتفت اليه.. وهو ان
هؤلاء الذين يضعون هذه اللافتات هم من الشباب .. والذين استشهدوا فى كل الاحداث
التى اعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير هم من الشباب ايضا.. ومعظم الذين
يتظاهرون ويعتصمون فى ميادين الوطن من الشباب.. والصراع فى مجمله يدور بين الشباب
والكبار .. الشباب الذين يريدون وطنا جديدا .. والكبار الذين يمسكون بكل الامور ..
وليس هناك حل غير ان يقتنع الكبار ان دورهم الان هو ان يقفوا خلف الشباب وليس
امامهم.&&الشباب الان لابد ان يتقدم الصفوف ..ولن يشعر
المصريون بان الثورة نجحت الا بعدان يتولى الشباب مقاليد الامور فى كل اجهزة الوطن
..والبداية المنطقية تكون بوزارة الداخلية ثم الاعلام ثم القضاء وبعدها تأتى بقية
الاجهزة والادارات.. ان التطهير الذى يطالب به الشباب يمكن ان يتحقق بعد ان نستمع
جميعا الى تقرير لجنة مجلس الشعب لتقصى الحقائق..واظن انه قد ان الاوان ان يتقدم
ضباط الداخلية من الرتب الاقل من لواء ليتولوا المسئولية .. لان معظم الذين
وصلورتبة اللواء فى عهد اللواء حبيب العادلى هم الذين لا يقتنعون بان هناك ثورة
حدثت فى بلادنا .. وبكل اسف ينظرون الى الثوار على انهم خارجون على القانون وكان
يجب قتلهم .. ولاامل فى تغيير هذا الفهم الخاطئ المترسخ فى اذهانهم .. ولا حل الا
بابعادهم عن مناصبهم وتقديم المتورطين منهم الى
المحاكمة